x

الحوثيون ومصر.. «مُغازلة وعتاب» يقابلها «مسافة السكة» (فيديو)

الجمعة 27-03-2015 09:24 | كتب: رضا غُنيم |
السيسي وعبد الملك الحوثي السيسي وعبد الملك الحوثي تصوير : آخرون

بينما كانت مصر تنشغل بحربها ضد الإرهاب، سيطر الحوثيون، على اليمن، وطالب الرئيس الشرعي عبدربه منصور الدول العربية بالتدخل عسكريًا في بلاده، لإنقاذها من الميليشيات المسلحة التي تريد هدمها.

على الفور استجابت 5 دول خليجية «السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والبحرين» لطلب الرئيس اليمني، وأعلنت بدء عملية «عاصفة الحزم»، في الساعات الأولى صباح الخميس، بدعم مصر.

المُغازلة

يُدرك الحوثيون مكانة مصر إقليميًا ودوليًا، لذلك حاولوا التقرب منها، وبدأت «المغازلة» من جانب محمد على الحوثي، في حوار لـ«المصري اليوم»، نُشر بتاريخ 19 فبراير الماضي.

قال «الحوثي»، في حواره: «مصر هي إستراتيجياتنا في الدفاع عن قضايانا وقضايا أمتنا العربية، والمصريون هم من يقفون إلى جانب الضحايا والمستضعفين، وما يقال من أن هناك طموحًا للسيطرة على باب المندب (من قبل الحوثيين) لتهديد قناة السويس مجرد حديث مرسل في الصحافة والإعلام، فنحن نعلم جيدًا أن لكل شعب مقومات يحافظ بها على سيادته، والشعب المصري هو شعب عظيم وقوي وتعلمنا على يد رجاله ومدرسيه الذين أتوا إلى اليمن، ونتطلع إلى أن يتفهم الشعب المصرى وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أننا لسنا أعداء لأي شخص».

وردًا على سؤال أيهما أقرب للحوثيين مصر أم إيران؟، أجاب: «طبعا مصر أقرب إذا فهمتنا.. نحن نتفق مع الإيرانيين في موضوع العداء لأمريكا وإسرائيل التي تعتبر بالنسبة لنا قضية وطنية، ولكن يجب أن يفهم الجميع أننا مع الإخوة المصريين، فبيننا علاقات كبيرة، ونعتبر أن هناك قامات وطنية كبيرة جدًا داخل مصر، وهذا لا يعني أن ندخل في مقارنة بين إيران ومصر، فجميعنا أمة مسلمة ومتحدة يجب أن تفهم ما يرتب لها، وأن تعمل على ترسيخ قيم التسامح لمواجهة العدو الأكبر وهو إسرائيل وأمريكا اللذين يقومان بمؤامرات كبيرة أوصلت سوريا وبعض البلدان العربية إلى ما وصلت إليه، وما يحدث في فلسطين من قتل ودمار يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وأن تترك القضايا الهامشية التي تؤزم العلاقات بين الدول العربية والإسلامية، كما كان يتطلع الزعيم جمال عبدالناصر وباقى القادة في الوطن العربى من أجل صالح الأمة ككل».

وأضاف: «نحن بحاجة لأن يكون هناك عمل حقيقي ومثمر بيننا وبين المصريين، ولا مانع إطلاقا من وجود شراكة حقيقية تستثمر من أجل بناء وطن مستقر كما هو عليه الحال في مصر»، وهو ما لم يقابلة أي رد فعل رسمي من الدولة المصرية.

وانتقل الحوثيون من مرحلة «المغازلة» إلى مرحلة «الاستعطاف»، عقب إعلان مصر دعمها عسكريًا وسياسيًا لعملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية، حيث أصدر الحوثيون بيانًا باسم اللجنة الثورية العليا، التابعة لهم، نشر على موقع وكالة «سبأ»، فجر الخميس، بعنوان «اللجنة الثورية العليا تشيد بالمواقف القومية لجمهورية مصر العربية من الأزمة اليمنية».

وجاء في البيان: «تقدر اللجنة الثورية العليا في الجمهورية اليمنية المواقف الإيجابية للقيادة الحكيمة في جمهورية مصر العربية من الأزمة اليمنية، وتثمن في هذا الخصوص الموقف الإيجابي المعلن من قبل الخارجية المصرية الرافض للتدخل العسكري في اليمن».

وأضاف: «وتؤكد اللجنة أيضًا أن ما يشاع من نوايا مبيته تجاه الأشقاء ومصالحهم عار عن الصحة، ومجرد إعلام كاذب ناتج عن قلق الكيان الغاصب والذي يجاهر به في أكثر من مناسبة، وإننا نؤمن بعلاقة الاحترام المتبادل واحترام سيادة واستقلال الدول الشقيقة والصديقة».

وتابع البيان: «وتؤكد اللجنة الثورية العليا على عمق العلاقة الأخوية الاستراتيجية التاريخية بين بلادنا وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وما تربطهما من مصالح مشتركة، يعد الحفاظ عليها وتنميتها بالنسبة لليمن من أهم الأولويات في علاقات البلدين الشقيقين».

العتاب

ومع تأكيد وزير الخارجية، سامح شكري، خلال الكلمة التي ألقاها، الخميس، في اجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة العربية، دعم مصر الكامل للمؤسسات الشرعية في اليمن، انتقل الحوثيون من مرحلة «الاستعطاف» إلى مرحلة «العتاب»، حيث تداول عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مقطع فيديو لأحد قادة جماعة الحوثيين، يبدي فيه تعجبه من مشاركة مصر في عملية «عاصفة الحزم».

وقال القائد الحوثي: «إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والشعب المصري البطل، شعب العروبة، شعب العلم، إننا اليوم مستغربون أشد الغرابة، لأنكم بالأمس كنتم معنا».

وأضاف: «إلى الإعلاميين المصريين، نناديكم، لماذا تغيرتم؟، ألا تعلمون من هي السعودية؟!، هي ليست إلا وجه من وجوه أمريكا»، على حد وصفه.

التودد للسيسي

ومع تزايد قصف قوات التحالف العربي على اليمن، ألقى زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، كلمة متلفزة، مساء الخميس، ناشد فيها الشعب المصري بـ«عدم تكرار تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في اليمن».

ووجه «الحوثي»، رسالة إلى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلًا: «لا تكرروا التجربة الخاطئة التي وقعت في الماضي من جانب مصر في اليمن، والشعب المصري يحب اليمن»، مضيفًا: «أيها الرئيس السيسي لا تتبعوا النظام السعودي الذي لا يمثل إلا نفسه».

من جانبها، لم ترد مصر على أي نداءات من جانب الحوثيين، وأعلنت التزامها الكامل في حماية اليمن، وأكدت أنها ستتدخل جويًا وبحريًا وبريًا إذا لزم الأمر، كما أوفى الرئيس السيسي بوعد «مسافة السكة»، الذي أطلقه أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية، في مايو 2014، في إشارة منه إلى أن مصر ستتدخل سريعًا حال تعرض الأمن القومي العربي والخليجي للخطر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية