ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، وإحالة المستشار زكريا عبدالعزيز إلى «مجلس الصلاحية والتأديب» بموجب قرار صادر من المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، من قبيل «البواخة»، وهو لفظ يموّع النفس، ويخلف مرارة فى الحلوق.
إحالة قضاة رابعة مبلوعة، تورطوا فى تمكين رئيس الإخوان بإعلان نتيجة الانتخابات المزورة قبل تمام فرز آخر ورقة فى آخر صندوق انتخابى، وزادوا بالظهور فى مشاهد إخوانية (عار) سواء فى مكتب الإرشاد أو على منصة رابعة، تورط سياسى مباشر وفاضح فى تحالف دعم المعزول ضد إرادة المصريين، ولايزالون، فحق عليهم العزل.
ولكن أن يتهم رجل بحجم وقامة المستشار زكريا عبدالعزيز بشكاية مجرمة، ويبلغوا عنه فى مشهد عبثى بامتياز، وأن ينساق وراء شكايتهم المحترم وزير العدل ويحيل زميله إلى مجلس الصلاحية والتأديب، هذه قمة المأساة. قرار وزير العدل لم يجانبه الصواب فقط بل وراكبه الغلط من ساسه لراسه.
من ذا الذى يقلب الدفاتر القديمة، يقول لك يا سيدى، إن المستشار زكريا شارك فى اقتحام أمن الدولة أيام ثورة 25 يناير 2011، ادينى عقلك مستشار فى قامة زكريا عبدالعزيز يقتحم، والشهود، ربنا ما يوريك، ومطلوب من المستشار أن يدافع عن فعل وطنى بامتياز، منع الرجل ما استطاع، وأمام شهود حرق أمن الدولة فى مدينة نصر يوم اقتحمه المخربون، الآية مقلوبة، ومن قلبها هم المخربون، مثلاً كانوا هناك لزيارة المبنى المخيف، ما هذا التخريف؟
من ذا الذى يصر على اتهام الشرفاء بما ليس فيهم؟.. من ذا الذى يحمل كل هذا الثأر والحقد للذين آمنوا بحق الشعب فى الحياة الحرة الكريمة؟.. حصّلت المستشار زكريا عبدالعزيز، لم نر من الرجل سوى احتراماً لثورة 30 يونيو، لم يقرب منصة رابعة، ولا قال فى ثورة المصريين ما قاله الإخوان، ولا دعم المعزول، الرجل كافى خيره شره، دوره بعد ثورة يناير انتهى، وعاد إلى المنصة يحكم بين الناس بالعدل، حتى لم نعد نراه متجولاً فى وسط البلد كما هى عادته.
من ذا الذى يُكسِب النظام أعداء كل صباح؟، المشاركة فى ثورة 30 يونيو لا تعطى لأحد الحق فى قصف الرقاب، وكما تأذينا من نفر من «مقصوفى الرقبة» الذين أهانوا القامات، وطاحوا وأطاحوا وأشاعوا فينا قلة الأدب وعدم الاحترام، مجرور صرف صحى ضرب فى البلد، لا نقبل أن يتأذى كائن من كان من ثورة 30 يونيو، أو يتمنطق أحد بحزامها لينسف المحترمين تخليصاً لثارات وحزازات قديمة يوم كان المستشار زكريا رئيساً لنادى القضاة.
لو كل بلاغ كيدى تم تحقيقه لكنا جميعاً أمام مجالس الصلاحية، لن يبقى فيها رجل صالح يمشى على قدمين فى وسط البلد. من قبيل الاحترام للقامات، أدعوكم لحفظ التحقيق مع المستشار زكريا عبدالعزيز، حفظاً لماء الوجوه التى تراق خجلاً، الواحد مش عارف يودى وشه من الناس فين!!.