فتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمام البرلمان الإثيوبى، أمس، جراح أفريقيا، وصاغ ما يمكن وصفه بـ«روشتة علاج لمشكلات القارة السمراء»، وحذر من أن التحديات التى تواجه أفريقيا تهدد وجودها، ودعا الشعب الإثيوبى إلى بدء صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر.
قال السيسى فى الخطاب: «إنها لحظة تاريخية فارقة تلك التى أقف فيها أمامكم فى بيت الشعب الإثيوبى لأحمل لكم من إخوتكم فى مصر رسالة أُخُوَّة صادقة، ومحبة خالصة، وأيادى ممدودة بالخير تنشد التعاون من أجل التقدم والرخاء، فنحن ومنذ بدء التاريخ ننهل ونرتوى من نهر النيل العظيم، الذى باتت مياهه تجرى دماءً فى عروق المصريين والإثيوبيين، وسيظل الشعبان أشقاء، ولن يسمحا لأى خلاف بأن يدب بينهما».
ودعا السيسى إلى تخطى سلبيات الماضى، وسد فجوات الشك والريبة، وشرح للإثيوبيين مدى حاجة مصر إلى المياه، قائلا: «كما أن لبلدكم الشقيق الحق فى التنمية، فإن لإخوتكم المصريين أيضاً الحق ليس فقط فى التنمية ولكن فى الحياة ذاتها، ولا سعادة لأحدٍ بشقاء الآخرين».
وأضاف أن التحديات التى تواجه أفريقيا، ومنها الفقر، والبطالة، وسوء استغلال وإدارة الموارد، وقضايا السلم والأمن والإرهاب، وتفشى الأمراض والأوبئة، وتغيرات المناخ، وتدهور البيئة والتصحر- تهدد وجود القارة، مشدداً على أنه لا بديل لمصر وإثيوبيا سوى العمل مع أشقائهما للتغلب على تلك التحديات.
وأعرب نواب فى البرلمان الإثيوبى عن سعادتهم بزيارة السيسى لبلادهم، وأكدوا أن خطابه أزال الشكوك وأرسل رسالة طمأنينة للشعب الإثيوبى.
والتقى السيسى ممثلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فى إثيوبيا، ودعاهم لزيارة مصر، كما التقى وفد الدبلوماسية الشعبية، الذى ضم ٧٠ شخصا من مختلف شرائح الشعب الإثيوبى، وقال عضو بالوفد إن «السيسى إنسان رائع وفيلسوف لديه كاريزما عالية، وابتسامته تتحدث أكثر من الكلمات».
من جهة أخرى، قال الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، إن الخلافات الحقيقية بين مصر وإثيوبيا كانت حول سعة تخزين المياه أمام سد النهضة، موضحاً أن إثيوبيا حددت سعته بـ74 مليار متر مكعب، ويستلزم ملؤه 6 سنوات تقتطع خلالها كمية من حصة مصر.
وعلمت «المصرى اليوم» أن الحكومة استعانت بخبراء سياسيين وقانونيين مستقلين للمساهمة فى صياغة وثيقة المبادئ، على رأسهم الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية الأسبق.