x

وفد مواطنى إثيوبيا: إعلان المبادئ ليس نهاية المطاف

الأربعاء 25-03-2015 20:10 | كتب: فتحية الدخاخني |
لقاء السيسي برجال الأعمال في إثيوبيا لقاء السيسي برجال الأعمال في إثيوبيا تصوير : آخرون

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لقاء مع وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبى، استمر ساعتين، أمس، بمقر إقامته فى أديس أبابا، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر وإثيوبيا، وإزالة سوء التفاهم بين الجانبين، وأكد الرئيس أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من العمل والمشاركة على مستوى القيادة السياسية، وأيضا على المستوى الشعبى، لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين يسودها التعاون المشترك والمحبة والصداقة.

ضم الوفد ٧٠ شخصا من مختلف شرائح الشعب الإثيوبى بينهم مثقفون وكتاب ومفكرون ونواب فى البرلمان ورياضيون وإعلاميون وشخصيات عامة، ورحب أعضاء الوفد بإعلان المبادئ حول سد النهضة باعتباره «أملا كان يراود أحلامهم، وعاملا يربط شعوب مصر والسودان وإثيوبيا بعلاقات وثيقة يسودها التعاون والود والمحبة»، وقالوا إن الرئيس أكد لهم أن الشعب المصرى يعمل جنبا إلى جنب مع الشعب الإثبوبى لتحقيق التنمية المنشودة فى البلدين، وإن مصر تحترم حق إثيوبيا فى التنمية وتحقيق التقدم والتطور، ولكنها فى نفس الوقت تطلب من إثيوبيا مراعاة مصالح مصر وحقها فى المياه.

وشدد الوفد على أهمية تنفيذ مبادئ إعلان سد النهضة على الأرض، وألا يكون الإعلان نهاية المطاف، حيث يجب على الحكومات الثلاث فى مصر وإثيوبيا والسودان العمل على أرض الواقع لإزالة القلق بشان الملء الأول للخزان.

وقالت عضوة بوفد الدبلوماسية الشعبية، برنش اباى، لـ«المصرى اليوم»، إن الوفد حمل للسيسى رسالة تضامن وسلام من الشعب الإثيوبى، وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن سعادته بوجوده فى إثيوبيا، وتوقيع إعلان مبادئ سد النهضة، الذى يعد أساسا يمكن البناء عليه فى العلاقات المستقبلية، موضحة أن زيارة السيسى لإثيوبيا كسرت الحواجز بين البلدين بعد ٣٠ عاما من انقطاع الزيارات الثنائية الرسمية.

وتابعت: «قلنا للرئيس نحن أخوة، ونرتبط معا بنهر النيل، ونحتاج إلى التنمية لمكافحة الفقر والجوع، وفى نفس الوقت ندرك حاجة مصر لمياه النيل، وعلينا أن نتشارك النيل بمساواة لأننا إخوة». ووصف عضو الوفد بالدبلوماسية الشعبية، تشومى بيلت، الرئيس السيسى بأنه «إنسان رائع وقيادى وسياسى وفيلسفوف لديه كاريزما عالية، وابتسامته تتحدث أكثر من الكلمات»، مشيرا إلى أن اللقاء حمل الكثير من عبارات التقدير لمصر والسيسى، وعدد كبير من أعضاء الوفد أكدوا أن السيسى إنسان وقيادة سياسية رائعة.

وأشار بيلت إلى أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين القاهرة وأديس أبابا وسبل تعزيزها وإزالة الشكوك والمخاوف والارتقاء بها، لافتا إلى أن توقيع إعلان المبادئ حول سد النهضة خطوة على الطريق الصحيح، ويمكن البناء عليها. وأوضح عضو الوفد أنهم وجهوا للرئيس مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال عن دور الإعلام فى إعادة بناء الثقة بين الجانبين، مشيرا إلى أن الوفد سيعمل مع الحكومة لإعادة بناء الثقة، لكن يجب أن يلعب الإعلام دورا بناء فى تحسين وتعزيز العلاقات وإزالة أى سوء تفاهم.

ووصف رئيس قسم التعليم والتدريب بالكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية اللقاء مع الرئيس السيسي، بأنه كان أكثر من رائع وساده جو من المصارحة والشفافية، وأكد أنه شخصيا كان يحلم منذ زمن بتوقيع مثل هذا الاتفاق الثلاثى الذى سيساهم فى تعاون مستقبلى بين الدول الثلاث فى مختلف المجالات، ويفتح الباب أمام مزيد من العمل المشترك لتحسين المستويات المعيشية لشعوب هذه الدول.

وتابع أنه سينقل ما دار فى الاجتماع وتأكيدات الرئيس السيسى على بدء مرحلة جديدة من التعاون مع الشعب الإثيوبى إلى جمهور المصلين فى الكنيسة، وسينقل لهم صورة واضحة عن عزم مصر الإسهام بقوة فى مشروعات التنمية المختلفة فى إثيوبيا، وسينقل نفس الرسالة إلى الإخوة المسلمين الذين يلتقى بهم دوما، داعيا المسلمين والمسيحيين إلى العمل سويا للحفاظ على العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر وبلاده، وإعادتها لتكون أقوى مما ذى قبل.

من جانبه، قال السفير اﻹثيوبى فى القاهرة، محمود درير، الذى حضر اللقاء، إن الحوار كان وديا وتركز على كيفية نقل العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وتعزيزها شعبيا، وكان هناك ما وصفه بـ«كيمياء واضحة بين الرئيس وأعضاء الوفد»، حيث جرى الحديث حول ملف النيل وإنجاز اتفاقية المبادئ، وضرورة تجديد الخطاب الدينى ونبذ العنف والتطرف واﻹرهاب.

وأشار درير إلى أن الهدف من تشكيل وفد الدبلوماسية الشعبية هو نقل العلاقات الرسمية إلى الشارع العادى، وعدم اقتصارها على المكاتب المغلقة، ونقل النبض الحقيقى والحى للشعوب، موضحا أن هذا الوفد يمثل إضافة جديدة للعمل الدبلوماسى، ويظهر كل فرد كسفير لبلاده، من حيث مسؤولية تمثيلها ونقل واقعها بالصورة الصحيحة، وأعرب عن امتنانه لتخصيص الرئيس جزءا من وقته للقاء الوفد رغم ازدحام جدول أعماله، مشددا على أن كل المؤشرات تؤكد تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية