x

سمير فريد مهرجان وسط البلد الرابع للفنون المعاصرة: الثورة تنتصر سمير فريد الأحد 22-03-2015 21:49


بدأ يوم الخميس الماضى مهرجان وسط البلد الرابع للفنون المعاصرة فى القاهرة، والذى يستمر حتى 9 إبريل القادم، ويعتبر من أهم علامات انتصار الثورة، فقد كان أقرب إلى المستحيل أن يقام قبل يناير 2011.

يقام المهرجان فى وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير، مركز الثورة ورمزها الكبير، وكل المشتركين فيه من شباب الفنانين بقيادة مؤسسه فنان المسرح الطليعى أحمد العطار، وكان الشباب هم طليعة الثورة التى جمعت كل طبقات وأجيال الشعب المصرى، ولم تعد الدنيا بعدها كما كانت قبلها، وامتد تأثيرها إلى العالم العربى والعالم كله.

هنا المهرجان من دون حفل افتتاح ولا حفل ختام ولا جوائز، ولا يطلب من جمهوره أن يتفرغ له عشرة أيام أو نحوها، وإنما يمتد 22 يوما.

وهنا المهرجان لا يقام فى قاعات مغلقة فقط، وإنما أيضاً فى ساحات وممرات وسط القاهرة، ويتفاعل مع الجمهور العابر فى الشوارع، بنفس القدر الذى يدعو فيه جمهوره إلى الحضور، وأغلب عروضه مجانية. وهنا المهرجان لا يهتم بأن يوصف بالمهرجان الدولى، رغم أنه دولى بكل معنى الكلمة، حيث يتضمن أعمالا فنية من العديد من الدول من أغلب قارات وثقافات العالم من الأمريكتين إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا.

هنا المهرجان تنتجه شركة المشرق للإنتاج بالتعاون مع شركة الإسماعيلية للاستثمار العقارى، ويتحرر تماما من بيروقراطية وزارة الثقافة وفسادها المزمن الذى لم تهزمه ثورة ولا ثورتان، ولا يحصل على أى دعم حكومى، وإنما تدعمه مؤسسات أوروبية ودولية ترعى الفنون.

وكما كانت الثورة نموذجا لثورات عصر ما بعد الحداثة التى بدأت مع سقوط جدار برلين عام 1989، والتى تمتد جذورها إلى ثورة الشباب 1968، حيث تتحرك نخبة الشباب من دون حزب ولا قيادة ولا تسعى إلى السلطة وإنما تفرض التغيير، يعبر مهرجان وسط البلد والمعروف باسم دى - كاف: الحروف الأولى من اسمه بالإنجليزية عن عصر ما بعد الحداثة فى الفنون، حيث تتفاعل كل الفنون ويتم تجاوز التصنيفات الأكاديمية فيما يمكن أن نطلق عليه وحدة الفنون مثل وحدة المعرفة.

هنا المسرح وعروض خاصة وبرنامج «روح المدينة» تحت إشراف العطار والسينما رشا سلطى والموسيقى محمود رفعت، والفنون البصرية مى أبوالدهب. هنا يتم التغيير وتنتصر الثورة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية