ولد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قرية جورة بعسقلان في يونيو 1936 بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، ومات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات وقد عاصر الشيخ ياسين نكبة 1948 حين كان عمره 12 سنة، والتحق طفلا بمدرسة الجورة الابتدائية حتى الصف الخامس، لكن نكبة 1948 كانت قد شردت أهل فلسطين فهاجر طفلا مع أهله إلى غزة، وهناك عانت الأسرة كسائر المهاجرين مرارة الفقر والجوع والحرمان.
كان «ياسين» يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد على حاجة الجنود ليطعم به أهله وذويه، وترك الدراسة من 1949 إلى 1950 ليعين أسرته المكونة من 7 أفراد بالعمل في أحد مطاعم «الفول» في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى، وحين كان في السادسة عشرة من عمره أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه في 1952 ليعيش مشلولا بعد ذلك، كما عاني لاحقا فقدان البصر في العين اليمنى، وضعفًا شديدًا في إبصار العين اليسرى.
وحين كان في العشرين شارك في مظاهرات اندلعت في غزة، احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ونشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إليها.
أنهى «ياسين» دراسته الثانوية في 1958 وعمل بالتدريس، ولموهبته الخطابية والتحميسية بدأ نجمه يسطع وسط دعاة غزة، وتعرض للاعتقال من قبل السلطات المصرية في 1965، وأفرجت عنه بعد شهر، وبعد هزيمة 1967 احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، واستمر «ياسين» في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي، الذي كان يخطب فيه كما نشط في جمع التبرعات، ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين.
أزعج نشاطه السياسي السلطات الإسرائيلية فاعتقلته في 1982 بتهمة تشكيل تنظيم عسكري، وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها أطلقت سراحه في 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى، وفي 1987 اتفق مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي ممن يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم «حركة المقاومة الإسلامية» المعروفة اختصارا باسم «حماس»، ومنذ ذلك الوقت والشيخ «ياسين» يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.
ومع تصاعد أعمال الانتفاضة سعت السلطات الإسرائيلية لإيقاف نشاط الشيخ ياسين، وقامت في 18 مايو 1989 باعتقاله مع آخرين من حركة «حماس» وفي 16 أكتوبر1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة لاتهامه بالتحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين، وحاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام خطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13 ديسمبر 1992 وعرضت على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض، وشنت هجومًا على مكان احتجاز الجندي ما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.
وجرت عملية تبادل أخرى في 1 أكتوبر 1997 بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على 2 من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين.
وفي 6 سبتمبر2003 تعرض الشيخ ياسين لمحاولة اغتيال لكنها لم تنجح إلى أن كررت إسرائيل المحاولة «زي النهاردة» في 22 مارس 2004 حين قامت مروحية أباتشي إسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ على الشيخ وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة فلقي ربه في عملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرئيل شارون.
كرم طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، المخرجة أنعام محمد على، والفنانة رجاء حسين، في حفل تكريم الأمهات المثاليات بمناسبة عيد الأم، وذلك على هامش الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.