x

«زى النهاردة».. توقيع ميثاق تأسيس جامعة الدول العربية 22 مارس 1945

الأحد 22-03-2015 07:37 | كتب: ماهر حسن |
الشعار الخاص بجامعة الدول العربية.
الشعار الخاص بجامعة الدول العربية. تصوير : other

في التاسع والعشرين من مايو 1941 ألقى أنتونى إيدن، وزير خارجية بريطانيا، خطابا جاء فيه: «يرجو كثير من مفكرى العرب درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن، وإن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف»، وفى 24 فبراير 1943 عاد إيدن ليصرح في مجلس العموم البريطانى بأن الحكومة البريطانية «تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية»،

وبعد عام تقريبا دعا رئيس الوزراء مصطفى النحاس رئيس الوزراء السورى جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخورى للتباحث في القاهرة حول فكرة «إقامة جامعة عربية» ثم عاد النحاس بعد شهر من تصريح إيدن أمام مجلس العموم، ليؤكد استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة وعقد مؤتمر لمناقشته، وبدأت المشاورات بين مصر والحكام العرب واجتمعت لجنة تحضيرية في الفترة من 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944،

وأقرت فكرة وحدة الدول العربية المستقلة، بما لا يمس استقلالها وسيادتها وتسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة بـ«جامعة الدول العربية»، وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية، الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة والذى أقر جملة من المبادئ منها قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة ويكون لها مجلس تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة،

وتم تشكيل لجنة فرعية من أعضاء اللجنة التحضيرية لإعداد مشروع لنظام مجلس الجامعة، ويمثل بروتوكول الإسكندرية الوثيقة الرئيسية التي وضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية، وبعد اكتمال مشروع الميثاق أقر الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة في 19 مارس 1945 بعد إدخال بعض التنقيحات عليه،

وقد تألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة وثلاثة ملاحق، و«زي النهارده» 22 مارس 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبى الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق ليصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوى للجامعة، وقد تعاقب على الجامعة منذ تأسيسها ستة أمناء هم: عبدالرحمن حسن عزام ثم عبدالخالق حسونة ثم محمود رياض ثم الشاذلى القليبى (تونسى)- في فترة نقل المقر إلى تونس اعتراضا على معاهدة السلام- ثم عصمت عبدالمجيد وحاليا عمرو موسى.

ويقول دكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك تباين أداء الجامعة العربية من مرحلة إلى آخرى وكان متوقفا على مواقف الدول الأعضاء لأن المنظمات الإقليمية لا تستطيع القيام بأي أعمال دون توافق أعضائها ففى الحالات التي حدث فيها هذا التوافق نجحت في أداء دورها وتنفيذ قراراتها ومنها على سبيل المثال مساندة نضال الشعوب العربية من أجل استقلالها في العقدين الثانى والثالث من تأسيسها، ومنها قرار تحرير الكويت وهناك مواقف آخرى، لكن في العقد الأخير بصفة خاصة حدث ركود شديد في أدائها نتيجة تعذر توافق الدول الأعضاء وحدثت انقسامات انعكست بالسلب على دور الجامعة.

وربما كانت الـ15 سنة الأخيرة هي الأسوأ في أداء الجامعة ومواقفها فقد بدت عاجزة مثل دورها بشأن القضية الفلسطينية وحل الخلاف بين الدول الأعضاء كما أن كل الهيئات التي أنشأتها منذ سنوات قريبة لم تبدأ عملها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية