x

ياسر أيوب وطن لم يعد يحتاج للرقص ياسر أيوب السبت 21-03-2015 21:18


يختار بعضنا الرقص أسلوبا للحياة.. وأظننى أرتكب خطأ فادحا لو اكتفيت بتلك العبارة كما هى دون توضيح وتأكيد على أن الرقص ليس كله واحدا.. وأن الذين يختارون الرقص ليسوا كلهم متشابهين.. فهناك من يرقصون بحثا عن الحب والجنون أو الحرية والفرحة أو النجاح والضوء أو الإثارة واهتمام الناس.. وبالتالى هناك رقص بإمكانك الإعجاب به واحترامه والاستمتاع به، ورقص آخر من حقك أن تسخر منه أو تغضب وترفضه وتلعنه أيضا.. وما بينهما رقصات كثيرة لا تستحق اهتمامك أو حتى التفاتك أصلا.. وعلى الرغم من أننى لم أقبل يوما منهج إبراهيم سعيد ورؤاه ومنهجه وفلسفة ودواعى اختيار قراراته التى أهدرت موهبة كروية كانت حقيقية ورائعة.. إلا أننى فوجئت بكل هذا الهجوم والسخرية من إبراهيم سعيد لأنه يشارك حاليا فى برنامج تليفزيونى اسمه الرقص مع النجوم.. وفى حلقات هذا البرنامج يرقص إبراهيم سعيد حالما أو طامعا بالفوز بجائزة البرنامج التى لا أعرفها، أو على الأقل يرقص مستمتعا بعودة أضواء كانت واهتمام الناس بصرف النظر عن طبيعة ونوع وحقيقة هذا الاتهام.. والمشكلة أن هذا الهجوم.. كعادتنا فى مصر طيلة سنواتنا القليلة الماضية.. لم يكن واضحا أو دقيقا.. هل هو هجوم على إبراهيم سعيد كشاب قرر أن يرقص، وأننا كمجتمع نرفض هذا الرقص، وبالتالى نرفض أن يرقص إبراهيم سعيد أو أى شاب آخر.. أم هو هجوم على لاعب الكرة إبراهيم سعيد لأنه يرقص.. وهناك فارق كبير بين الحالتين.. فإبراهيم سعيد لم يعد لاعب كرة.. ليس لاعبا فى أى ناد أو منتخب ولم يترك فريقه قبل أى مباراة أو حتى مران أساسى من أجل أن يرقص.. وأن يرقص إبراهيم سعيد الآن على شاشة تليفزيون أو حتى فى شارع فهو أمر لم يعد يخص كرة القدم من قريب أو بعيد..

وبالتالى لم أفهم سر هذا الغضب الكروى على إبراهيم سعيد.. لكننى أفهم تماما أننا بشكل عام لم نعد مؤخرا نوجه أى اتهام صحيح فى أى مجال.. نحترف الخلط بين الأوراق والأدوار والصفات وحتى الأخطاء والجرائم.. وبالتالى نخسر الكثير من قضايانا فى النهاية وتكون البراءة هى مصير معظم من وجهنا لهم اتهاماتنا.. ونغضب بسبب ذلك ونتهم الجميع بالفساد دون أن ننتبه مرة واحدة إلى أننا الذين صنعنا هذا الفشل من البداية ونحن الذين بدأنا هذه الفوضى.. فاتهام إبراهيم سعيد الآن بأنه أساء لكرة القدم اتهام باطل وغير صحيح.. ولا فارق بينه وبين كثير من اتهاماتنا لاتحاد الكرة أو إدارتى الأهلى أو الزمالك فى كثير من القضايا والأزمات.. مجرد صراخ وكلام انفعالى لا يحترم عقلا أو منطقا أو حقيقة.. وبالتالى واضح أن كثيرين منا وليس البعض فقط باتوا يختارون الرقص منهجا للحياة والتفكير.. فتتمايل كلماتهم وأفكارهم وعقولهم تماما كما تتمايل أجسادهم.. وأظن أننا فى ظروفنا الحالية نحتاج لأمور كثيرة ليس من بينها أن نرقص.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية