حمّل الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، مسؤولية ما يحدث في سيناء الآن، على خطورته، إلى الإخوان وفترة حكمهم التي وافق فيها الرئيس المعزول محمد مرسي على وقف «الخطة نسر» للجيش، وأوفد محمد الظواهري وآخرين للتفاوض مع «السلفية الجهادية»، مشيرًا إلى أن ذلك «جاء في وقت تدفق فيه كميات كبيرة من الأسلحة عبر ليبيا، بحجة أنها تذهب إلى مقاتلي حماس عبر الأنفاق».
واستعرض «سلاّم» تقريرًا أعدته وحدة مكتب الشكاوى التابعة للمجلس بسيناء، بشأن الأوضاع التي تشهدها وعمليات العنف والإرهاب، مشيرًا إلى أنه «اجتمع في تلك الفترة كلا من عادل حبارة والجهاديين والتكفريين في صحراء سيناء وانضم لهم من كل انحاء العالم من باكستان وليبيا والعراق وسوريا وافغانستان وأوروبا، وتنظيم بيت المقدس وجندالله من قطاع غزة عبر الأنفاق بعد الخلاف مع حماس».
وأوضح «سلام» أن التكفريين يعيشيون في بؤر معينة داخل المزارع في الكتلة السكنية ومنها ما هو تحت الأرض في أماكن متفرقة، ويستخدمون طرق اتصالات مختلفة منها الثريا أو شبكة أورانج الاسرائيلية، منوهًا إلى أن قبائل ومشايخ سيناء لا يستيطعون التعاون الكامل مع القوات المسلحة لان التكفريين يقتلون كل من يشتبه في تعاونه مع الجيش أو الشرطة، وأنه إلى صباح الخميس وصل عدد المقتولين من الشيوخ والشباب إلى نحو 181 شخص.
واعتبر «سلام» تغلغل الجماعات داخل الكتلة السكنية وخاصة في مناطق المزارع في جنوب الشيخ زويد ورفح والعشوائيات في جنوب العريش «تجعل التعامل الأمنى بالقوة المباشرة صعبا للغاية»، مضيفًا «وكم من الأبرياء سقطوا في تبادل إطلاق النار حين يتم مداهمة تلك الأوكار».
وتابع عضو «القومي لحقوق الإنسان»، بالقول «في كثير من الأحيان عندما تريد الجماعات التكفيرية استهداف مواقع أمنية نظرا لعدم دقة التصويب كان يتم استهداف مدنيين أو منازل أو أسواق كما حدث في شهر رمضان الماضي في وسط مدينة العريش، لذلك فكروا في العمليات الانتحارية، وغيروا من المنهج بعد إعلان البيعة لداعش».
ولفت «سلام» إلى أن منطقة جنوب سيناء هادئة تمامًا ولا يوجد بها أي تجمعات تكفيرية وكذلك وسط سيناء، مضيفًا «ينحصر الارهاب على الحدود مع غزة في مساحة تقدر بنحو 14 كليو متر وطول 40 كيلو متر على الساحل، وهى المسافة من رفح إلى العريش، وبعمق حوالى 30 إلى 35 كيلومتر في مناطق الشيخ زويد ورفح وجنوب غرب العريش، أي مساحة حوالى 1200 كيلو متر، في حين ان المسافة من قناة السويس حتى العريش بطول نحو 160 كيلو حتى عمق وسط سيناء فهي آمنة تمامًا».
وشدد «سلاّم» على أن غياب التنمية وارتفاع معدل البطالة والاحكام الغيابية الجائرة التي كانت قبل 2010 والتي أعقبت انفجار طابا في 2004، والتعامل الأمني مع هذه الأحداث، أدى إلى ظهور نواة لهذا الإرهاب، والتي كان نتيجتها تمويل خلية «التوحيد والجهاد» بقيادة الدكتور خالد سامر.
وذكّر «سلاّم» بأن خالد سامر طبيب أسنان، القي القبض عليه في «أحداث طابا» و«التنكيل به»، مشيرًا إلى أنه خرج من المعتقل «ناقم على الدولة والشرطة»، معلنًا تكوين هذه الجماعة، وفجّر فندق (سونستا طابا)، وتم في أعقاب ها القيض على نحو 4 ألاف مشتبه به منهم أطباء ومهندسين ورجال أعمال وشيوخ وشباب، منهم من هجر مصر تمامًا بعد خروجه ومنهم من ترك سيناء وعاش في القاهرة ومنهم من عاش ونسى ما حدث ومنهم من عاش ولم ينس، ومنهم من فكر في الانتقام، ومن هنا كانت البيئة الحاضنة للإرهاب والنواة التي استقطبت كل من على هذه الشاكلة سواء كان مظلومًا أو لديه الاستعداد النفسي أو كان مدفوعًا بأجر.