x

سمير فريد محمد وفيق: التمثيل كفنِّ سمير فريد الأربعاء 18-03-2015 21:37


فقد فن التمثيل فى مصر والعالم العربى يوم السبت الماضى محمد وفيق «24 سبتمبر 1945 - 14 مارس 2015» وأغلق قوس فنان حقيقى أصيل وإنسان عرف بدماثة الخلق ورقة المشاعر، وكأنه لم يتحمل وفاة زوجته وابنة خالته ورفيقة عمره الممثلة كوثر العسال منذ نحو عامين.

كنت دائماً ومازلت أعتبر وجود جائزة لتمثيل الأدوار الرئيسية وأخرى للأدوار غير الرئيسية مسألة تجارية بحتة من اختراع هوليوود فى جوائز الأوسكار، ولذلك أفضل جوائز التمثيل فى المهرجانات، حيث جائزة لأحسن ممثل وجائزة لأحسن ممثلة بغض النظر عن أحجام الأدوار.

وكنت دائماً ومازلت مع التفرقة بين الممثل والممثل - النجم، فالنجم ثروة فنية دون شك، لكن الممثل غير النجم، ربما يفوق بعض النجوم فى التمثيل كفن، ومن هؤلاء محمد وفيق الذى تخرج فى قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1967، ومثل أكثر من مائة دور فى المسرح والسينما والراديو والتليفزيون، ولكنه لم يقبل أبداً القيام بأى دور لمجرد العمل، وإنما عن قناعة تحقق له المتعة الفنية التى تنتقل إلى المتفرج تلقائياً فيحصل بدوره على متعة تلقى الفن، كان فناناً مثقفاً لا يخطئ فى اللغة العربية ويثقف العامية عندما ينطق بها.

تميز محمد وفيق بجسد ممتلئ من دون إفراط، وحركات محسوبة بدقة، وثبات من يعرف أين يضع قدميه، ووجه مصرى يجمع بين وجوه الفلاحين ووجوه أهل الإسكندرية حيث ولد، وعيونهم المفتوحة على آفاق البحر الكبير، وبقدر ما كان بسيطاً فى الأداء الهادئ الذى يعكس تفسيره لدوره ويبتعد عن المبالغات بقدر ما كان عميقاً فى توصيل ذلك التفسير، وبقدر ما كان عاطف الطيب بارعاً فى اختياره لدور ضابط الشرطة فؤاد الشرنوبى فى «الهروب»، وهو دور مركب، وكأن مصطفى محرم كتبه من أجله، بقدر براعة يحيى العلمى فى اختياره لدور ضابط المخابرات عزيز الجبالى فى مسلسل «رأفت الهجان»، وإبراهيم الصحن فى اختياره لدور الخديو إسماعيل فى مسلسل «بوابة الحلوانى».

تفوق محمد وفيق فى دور الخديو إسماعيل حتى على حسين رياض عندما أدى هذا الدور فى فيلم «ألمظ وعبده الحامولى» إخراج حلمى رفلة، وقد ظلم الخديو إسماعيل فى المسرح والسينما كثيراً، وهو بانى مصر الحديثة التى أسسها جده محمد على، ولكن محفوظ عبدالرحمن أنصفه فى كتابته لمسلسل «بوابة الحلوانى»، وجسد محمد وفيق هذا الإنصاف بجمال فنى لا ينسى.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية