x

نيوتن العدالة الانتقالية نيوتن الأربعاء 18-03-2015 21:43


بعد الإفراج عن مانديلا. أو بعد ثورة جنوب أفريقيا البيضاء أقاموا وزارة العدالة الانتقالية والمصالحة بعدها. أغلقوا الباب عن الماضى وتجاوزاته. ثورة يناير البيضاء. كانت نقطة فارقة لمصر. وبالرغم من كل ما أعقبها إلا أنه تقرر إقامة وزارة للعدالة الانتقالية. لتكون ضمن تشكيل مجلس الوزراء. هدف الوزارة كان المصالحة. ألا تتحول بالثورة إلى انتقام من الماضى. ألا تتحول إلى هدم القليل الذى وصلنا إليه. أن تكون انطلاقاً للمستقبل الذى نستحقه.

■ ■ ■

مبارك لم يكن طاغية. لم يكن ستالين ومعه «بريا» السفاح. لم يكن صدام حسين لا بأسلحة كيماوية. ولا معه قصى وعدى. ولم يكن القذافى بهمجيته وبأولاده. ولم يكن الأسد وبعده باسل. فإن توفى أعقبه أخوه بشار.

- زوجته السيدة سوزان مبارك. لم نسمع أنها تتوسط يوماً لتخصيص قطعة أرض لفلان. نعم كانت ترأس اجتماعات يوجد بها وزراء. من أجل ماذا؟ من أجل القراءة للجميع. أو من أجل مكتبات الأطفال. من أجل مستشفى أو مكتبة أو عمل عام مشابه.

- أولاده لم نسمع عنهم أنهم شاركوا فى عمل هنا أو عمل هناك. التهمة الوحيدة أننا شققنا القلوب وادعينا أن جمال كان يسعى لميراث حكم أبيه. الله أعلم إن كان ذلك حقاً أو مجرد انطباع عام ساد مصر كلها.

- أما وزراؤه ومحافظوه وكبار مسؤوليه جميعاً فخضعوا لاتهامات وتحقيقات وسجون فى أحيان كثيرة. بلا شبهة تكسّب واحدة.

■ ■ ■

لو دققنا النظر لوجدنا أن مصر كانت أقل بلاد المنطقة فساداً. أقصد هنا فساد الأفراد. مع ذلك كان يوجد بمصر أشد أنواع الفساد فتكاً. وإن لم يكن فساد أشخاص. كان فساد سياسات. فساد أولويات. أدى إلى ما نحن فيه من خراب فى التعليم. فى الصحة. فى السيطرة على الزيادة السكانية. فى مواجهة الحقائق المروعة. أنافق وأرشو شعباً كاملاً بدعم استهلاكى. فى الطاقة. قبل أى شىء آخر. القياس هو الدول التى بدأت معنا. ماليزيا وكوريا الجنوبية.

لكل هذا كان يجب للثورة أن تقوم. لأن مصر تستحق أكثر كثيراً من هذا.

■ ■ ■

أما وزارة العدالة الانتقالية. كان يجب أن تحول بين كل من يريد أن يخلص حساباً. بين كل من يريد أن ينتقم. كل من يريد أن يبرئ ذمته على حساب الآخرين. كان يجب أن تتدخل حتى لا يظل كل من عمل فى الشأن العام. طريداً للبلاد. محاكماً غيابياً. وعليه عشرات السنين من السجن. كان عليها أن تغلق عنا باب الماضى. لنتفرغ لمعايشة المستقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية