x

مفتي الجمهورية يطالب العالم بالاتحاد لمواجهة خطر الإرهاب

الأربعاء 18-03-2015 12:34 | كتب: أ.ش.أ |
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية تصوير : آخرون

طالب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، دول العالم بأن تتحد من أجل مواجهة خطر الإرهاب ومكافحته والقضاء عليه فكريًا وأمنيًا، بدون تشوية لصورة المسلمين دون سبب، لأن تشوية المسلمين لا يصب في مصلحة التعايش السلمي بين البشرية، مبينًا أن الحرب على الإرهاب تبدأ أولاً بالمعركة الأيدولوجية في كشف زيف الأفكار المعوجة ونزع المصداقية منها والتي يحاول المتطرفون إضفائها على جرائمهم.

وأضاف «علام» في مقال نشرته مجلة «نيوز وييك» الأمريكية، بعنوان «لا مكان للإرهاب في تعاليم الدين الإسلامي»، أن هذه الأعمال الإرهابية المروعة التي يقوم بها الموتورون هي انتهاك كامل للشريعة الإسلامية والأعراف الإنسانية، مؤكدًا أن هؤلاء المجرمين لا يمثلون المسلمين ولا يتحدثون باسم الإسلام.

وشدد «علام» في مقاله، الذي نقله بيان لدار الافتاء، الأربعاء، على أن «الله سبحانه وتعالي قد عد قدسية الحياة والحفاظ عليها مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال:»ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا«، فقد اعتبر أن القتل كبيرة من الكبائر وتستحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، يقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم:»أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء«».

وأوضح «علام» أن التعاليم الإسلامية ترفض الإرهاب والعنف بكل أشكاله، مؤكدًا أننا يجب أن نظهر قيم الرحمة والتسامح التي دعا إليها نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلي آله الذي يكن له ما يزيد عن مليار ونصف كل الحب والود والاحترام، لأن النبي الكريم هو منارة الرحمة وينبوع الحكمة ودليلنا إلى الكمال في طريقنا إلى الله.

وأعرب عن أسفه أن هؤلاء المتطرفين قد شوهوا التعاليم الإسلامية والقيم المحمدية بأفعالهم البربرية، لكي توافق أهوائهم المريضة، مشددًا أن جرائمهم تتعارض كليًا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء وحرقهم المدارس وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية وترويعهم المجتمع بأكمله وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.

وأشار «علام» إلى أن المتطرفين قد تجاهلوا الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، مؤكدًا أن للنبي صلي الله عليه وآله وسلم قد تعرض مرارًا للأذي من قبل أعداءه، لكنه تجاهل تلك الأفعال، وآثر طريق المغفرة والرحمة والشفقة بدلًا من الانتقام، مؤكدًا أن العالم في حاجة ماسة للأخلاق المحمدية التي تمثل تعاليم القرآن، وعلي المجتمع الدولي أن يفصل ما بين رسالة الإسلام النبيلة، وبين هؤلاء المتطرفين الذين لا يملكون العلم الصحيح لتفسير النصوص الدينية.

وشدد «علام» على أن الإسلام يرفض تمامًا التطرف والإرهاب، ولكن إذا لم نفهم العوامل والدوافع التي تلقي بالشباب في طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضي على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد العالم أجمع«.

وأضاف في مقاله: «من المؤسف أن نري ردود الفعل المتسرعة في الأخبار فور وقوع أي حادث إرهابي في أي منطقة في العالم وإلقاء اللوم على الإسلام والمسلمين بسبب أفعال المتطرفين، فهذا ليس من العدل».

وقال: «نحن اليوم في حاجة ماسة إلى أن يكون علماء الدين على دراية بواقع العالم الحديث، ومعرفة بالتحديات والصعوبات من حولهم من أجل خلق بيئة يمكن فيها للناس أن يتعايشوا بسلام، وهذا يتطلب جهدًا مشتركًا من كل أفراد المجتمع بمختلف عقائدهم وثقافاتهم وأعراقهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية