x

إبراهيم البحراوي مدينة الأبطال بالقناة وليست الإسماعيلية الجديدة إبراهيم البحراوي الإثنين 16-03-2015 21:41


حديثى هنا عن تجربة زيارة قناة السويس الجديدة بصحبة نادى هيئة التدريس بجامعة عين شمس. سأحدثكم هنا عن الأمور التالية: 1- تجربة السرور العظيم الذى يحتاجه كل مصرى.

2- الدلالات الاستراتيجية والتاريخية لحفر القناة الجديدة.

3- اعتراضى على تسمية المدينة الجديدة التى ستقام على ضفة القناة الجديدة فى أرض سيناء بالإسماعيلية الجديدة.

وأبعاد اقتراحى بتسميتها مدينة الأبطال وشرح من هم هؤلاء الأبطال.

4- اقتراحى إقامة تماثيل عملاقة لهؤلاء الأبطال على حافة القناة، كما سبق أن فعل المهندس الفرنسى فرديناند ديليسيبس عندما أقام لنفسه تمثالاً ضخماً فى مدخل القناة بمسقط رأسى مدينة بورسعيد، قبل أن تنسفه المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثى عام 1956.

أولاً: السرور العظيم هو نوع جارف من إحساس الفرح والبهجة لا يأتى إلى نفس الإنسان إلا إذا وجد طعاماً بعد جوع شديد وحرمان طويل، أو شرب ماء بعد عطش قاس لفترة طويلة، أو نجا من تجربة موت محقق، أو حقق انتصاراً مؤزراً على عدو متغطرس متوحش قهره لفترة ليست وجيزة، أو حصل على أمنية غالية صعبة المنال ووجدها متاحة بين أصابع يده بعد طول كفاح.

هذا المصطلح - أى السرور العظيم - حفظته منذ سن الصبا عندما كنت أطالع كتاب ألف ليلة وليلة، ووصف به المؤلف إحساس سندباد عندما تاه فى الصحراء أياماً طويلة وعانى الجوع والعطش والوحشة وشبح النهاية، ثم إذا به أمام واحة غناء بها ما لذ وطاب من قطوف دانية وفاكهة وطعام وشراب وظلال تقيه حرارة الشمس وقيظها، وسيدات عطوفات غمرنه بالرعاية والحنان.

هذا الشعور، سادتى القراء، شعرت به أول مرة عام 1956، وكنت صبياً فى الثانية عشرة بمسقط رأسى مدينة بورسعيد يوم أن رحل آخر جندى من جنود الاحتلال والعدوان الثلاثى، ووقفت وسط عشرات ألوف الأولاد نشاهد فى وجد نفسى عملية نسف تمثال ديليسيبس وإسقاطه أرضاً بيد ضباط الجيش المصرى الذين كانوا يقودون المقاومة الشعبية طوال شهور الاحتلال الذى بدأ أول نوفمبر، وانتهى فى الثالث والعشرين من ديسمبر 1956.

سادتى القراء، إننى لم أذق هذا الشعور مرة ثانية إلا يوم السادس من أكتوبر 1973 عندما انطلقت مدافعنا تدك حصون الاحتلال الإسرائيلى، ووجدت أمامى بالسجن الحربى المصرى مئات الأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين أحاورهم وأدرس أفكارهم ومشاعرهم وأجوس بينهم.

أما المرة الثالثة، أصدقائى القراء، التى غمرنى فيها شعور السرور العظيم، فهى فى اللحظة التى وقفت فيها مع أصدقاء الشباب د. فايد غالب، أستاذ الرياضيات وعلوم الحاسب، ود. بيومى محمد، أستاذ الرياضيات البحتة، أمام مجرى قناة السويس الجديدة منذ أيام قليلة، وقد تدفقت فيها المياه، وراحت القوارب تتحرك فيها والكراكات العملاقة تواصل عملية تعميقها ليصل العمق إلى 24 متراً، هكذا يمكن للسفن الضخمة ذات الغاطس الكبير الذى يبلغ فى الحد الأقصى 22 متراً - أن تبحر فى القناة الجديدة بأمان.

ثانياً: إننا أمام دلالات استراتيجية وتاريخية تتبلور أمام عينيك وأنت تقف أمام مجرى القناة الجديدة الذى تفصله عن مجرى القناة الأم أو القديمة مسافة سبعمائة متر أمام الإسماعيلية.

أولى الدلالات: دلالة الإرادة الشعبية الجارفة التى قامت بتمويل المشروع فى أيام معدودة. الدلالة الثانية: دلالة قدرة الجيش المملوك للشعب على إنجاز مشروع حفر 35 كيلومتراً بالعمق اللازم وتدبيش الحافتين وافتتاح القناة فى عام واحد. الدلالة الثالثة: مضاعفة عدد السفن التى تمر بقناة السويس يومياً من 49 سفينة حالياً إلى مائة سفينة بعد انتهاء المشروع ونمو حركة التجارة العالمية. الدلالة الرابعة: الزحف الشعبى لتعمير سيناء بإنشاء المدينة الجديدة التى أطلق عليها اسم «الإسماعيلية الجديدة» وضرورة إنشاء مزيد من المدن. الدلالة الخامسة: إنشاء منطقة صناعية كبرى فى المنطقة تدفع الاقتصاد المصرى دفعة هائلة للأمام.

ثالثاً: إن اعتراضى على تسمية المدينة الجديدة بالإسماعيلية الجديدة ناتج عن أن هذا الاسم جاء لتخليد اسم الخديو إسماعيل، كما أن إطلاق اسم بورسعيد جاء لتخليد اسم الخديو سعيد لقيام إسماعيل بإنشاء القناة، بالتالى فإن من أقاموا قناة السويس الجديدة هم من يستحقون أن نطلق أسماءهم عليها، وأن نبنى لهم تماثيل عملاقة على امتداد حافتى هذه القناة، وأيضاً لا ننسى معهم من أمم القناة وأعادها إلى ملكية شعب مصر، وأيضاً من حرر سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، وجعل حفر القناة الجديدة بها ممكناً، وأتاح لنا بناء مدن جديدة بها.

إذن الاسم المقترح للمدينة الجديدة هو مدينة الأبطال، وأقصد بهم التالية أسماؤهم: الفلاح المصرى الذى حفر القناة الأولى. ١- جمال عبدالناصر الذى أممها. 3- أنور السادات الذى حرر سيناء. 4- عبدالفتاح السيسى الذى أنشأ القناة الجديدة والمدن الجديدة بسيناء. 5- الضابط المصرى الذى استشهد ليحرر سيناء. 6- الجندى المصرى الذى قدم حياته لتحرير سيناء. 7- المهندس المصرى الذى خطط للقناة الجديدة. 8- العامل المصرى الذى حفرها. 9- الجيش المصرى وقطاعه الهندسى الذى تولى المشروع. 10- القبطان المصرى الذى يرشد السفن. 11- الشعب المصرى الذى مولها.. كل هؤلاء هم الذين يستحقون التخليد باسم مدينة الأبطال، وهم الذين يجب أن نقيم لهم تماثيل عملاقة على امتداد القناة الجديدة.. ما رأيكم سادتى القراء؟

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية