استمعت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجى، المنعقدة بمعسكر الأمن المركزى بأكتوبر، السبت، إلى مرافعة هيئة دفاع 31 متهمًا، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«فتنة الشيعة»، والتي قتل فيها القيادى الشيعى حسن شحاتة، وثلاثة آخرون من أتباعه، والشروع في قتل 13 آخرين، خلال الأحداث التي وقعت بزاوية أبومسلّم بمركز أبوالنمرس، إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.
وقررت هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية، بعد الجلسة التي استغرقت ساعتين كاملتين، إلى 11 إبريل المقبل، لاستكمال مرافعة الدفاع، مع استمرار حبس المتهمين.
وبدأت الجسلة بطلب أهالى المتهمين، من هيئة المحكمة بالتحدث إلى ذويهم أمام قفص الاتهام، وطلبوا زيارتهم بمقر حبسهم الاحتياطى، فسمحت المحكمة لهم بالحديث معهم لثوان معدودات.
وأثبتت هيئة المحكمة حضور 13 متهمًا داخل قفص الاتهام، وغياب باقى المتهمين الهاربين أو المُخلى سبيلهم على ذمة القضية، وبدا صوت المتهمين منخفضًا داخل القفص، عند نداء حاجب المحكمة على أسمائهم، فناظرت المحكمة المتهمين داخل القفص للتأكد من وجودهم.
كما استهل دفاع المتهمين مرافعاته، أمام هيئة المحكمة، بالدفع ببطلان أمر الضبط والإحضار الصادر عن موكليهم، وعدم كفاية وجدية وانعدام التحريات التي أجراها العقيد خالد عميش، مفتش مباحث جنوب الجيزة، وكذلك التحريات التي قام بها الضابط أحمد فايز، لأنها تحريات مكتبية، تتنافر مع شهود الإثبات، وباقى ماديات الدعوى، فضلاً عن الدفع بانتفاء أركان جريمة التجمهر، وانتفاء نية التداخل والتزاحم والرابطة الذهنية بين المتهمين جميعًا من الأول حتى الأخير، وعدم وجود أي صورة من صور الاتفاق الجنائى أو التحريض أو المساهمة.
وأثنى دفاع المتهم شحتة عمارة على مؤتمر الاستاد الشهير، الذي شهد التحريض على معتنقى المذهب الشيعى، بحضور الرئيس المعزول محمد مرسى، وقال: «مؤتمر محمد مرسى الشهير، والذى يتهمه البعض بأنه احتوى على خطابات كراهية تجاه الشيعة، كان لنصرة سوريا وليس للتحريض».
وتوجه دفاع المتهم بالشكر إلى الرئيس المعزول، وقال: «مرسى مشكورًا اختتم خطابه في المؤتمر المُشار إليه، بالقول: (لبيك سوريا)».
كما اتهم دفاع المتهم الخامس، الذي يعمل مفتشًا بوزارة التموين، العقيد «عميش»، بأنه «شاهد زور»، نظرًا لأن الفيديوهات التي عرضها على هيئة المحكمة في الجلسات السابقة، كانت تحتوى على مقاطع فيديوهات للمسيرات التي كانت تجوب قرية أبومسلم، وخلت تلك الفيديوهات من الهتافات المعادية لمعتنقى المذهب الشيعى، بعكس ما جاء أيضًا في مرافعة الدفاع بالحق المدنى في الجلسة السابقة.
وقال عضو الدفاع عن المتهم الخامس، إن تحريات قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، توصلت إلى أن المتهمين وغيرهم نظموا مسيرة تجوب أنحاء القرية التي شهدت الجريمة، تحرض الأهالى على الاعتداء على طائقة ضد السكان، وهم المجنى عليهم، وتصفهم بالكفر، مضيفًا: «أنا متفق تمامًا مع الجزء الأول من التحريات بشأن المسيرة، لكن لم يكن بها أي أسلحة نارية»، واصفًا مفتش مباحث جنوب الجيزة، وقت الأحداث، بأنه: «شاهد زور وكذاب، وعمل الواقعة على مزاجه».
وزاد دفاع المتهم الخامس، أثناء مرافعته، أمام هيئة المحكمة، بأن العقيد خالد عميش لم يكن متواجدًا بالواقعة، ما يعد كذبًا صارخًا بتحرياته، حيث ورد بأقوال الرائد محمد عنتر، أمام النيابة العامة، بأن «عميش» كان يتواصل معه هاتفيًا للوقوف على مستجدات الأحداث، وبالتالى لا يعتد بخالد عميش شاهد إثبات للحادث.
وأكد الدفاع عن المتهم الخامس أن موكله لديه وفق القانون سلطة الضبطية القضائية، ما يجعله معلومًا لكافة ضباط البحث الجنائى في محافظة الجيزة، بمن فيهم هؤلاء الذين أجروا التحريات في القضية، مشيرًا إلى أن الضابط مجري تحريات الأمن الوطنى زج باسم موكلى، مشددًا في الوقت ذاته على أنه لا يستطيع البوح في هذه الجزئية، لأنه لا يمتلك دليلاً عليها.
كما قدمت هيئة الدفاع عن المتهم الخامس حافظة مستندات لعرضها على هيئة المحكمة، تحتوى على محل عمل المتهم، ومواعيد انصرافه وحضوره للعمل أثناء وقوع الأحداث بقرية الزاوية بمنطقة أبوالنمرس، مما يثبت استبعاد التهمة الأساسية عنه، حيث بدأت أحداث الواقعة في تمام الساعة 2.00 ظهرًا والمتهم الخامس انتهى من عمله الساعة 3.00 ظهرًا.
وأضاف الدفاع أن سياسة الدفاع منذ عام 2011 كانت تعمل على مكافحة المذهب الشيعى للسيطرة عليه، لمنعهم من ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية، وأصبح المذهب يمارس في العلانية مع قدوم عام 2013، مما أدى إلى استياء الأهالى بقرية أبومسلم، مشيرًا إلى أن جميع شهود الإثبات سبق اعتقالهم من قبل أمن الدولة لممارستهم للمذهب الشيعى.
وبحسب أمر الإحالة، أسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم: «التجمهر بقصد القتل العمد مع سبق الإصرار، وقتل حسن محمد شحاتة أحد زعماء المذهب الشيعى في مصر، وثلاثة آخرين من أبنائه وأتباعه عمدًا، بأن توجه الجناة إلى مكان تواجدهم وحاصروهم، حاملين أسلحة بيضاء وعصيًا وزجاجات مولوتوف، وأجبروهم على الخروج منه، ثم انهالوا عليهم ضربًا وطعنًا فأحدثوا إصاباتهم التي أودت بحياتهم».