أعلن مؤتمر طبى عن إطلاق علاج هرموني بالحقن «تستيرون» طويل المفعول جديد في مصر، والذي يمثل طفرة في علاج قصور الغدد التناسلية (نقص هرمون الذكورة) عند الرجال والذي يعد من أهم مسببات الضعف الجنسي، والذي يعاني منه أكثر من 152 مليون رجل تقريباً حول العالم. وشارك بالمؤتمر نخبة من كبار أساتذة أمراض الذكورة من مصر والمملكة المتحدة، وأهم الجمعيات المتخصصة وعلى رأسها الجمعية المصرية لأمراض الذكورة والجمعية العربية للصحة الجنسية.
أوضح د. محمد فريد، أستاذ ورئيس قسم طب وجراحة أمراض الذكورة بجامعة القاهرة، رئيس الجمعية المصرية لأمراض الذكورة: «قصور الغدد التناسلية يعرف أيضا بنقص هرمون التستوستيرون أو هرمون الذكورة، ولا يمكن بشكل عام اعتباره أحد الأمراض لأنه مجرد عرض فسيولوجي وأمر يتحتم حدوثه بعد عمر معين مثل مرحلة انقطاع الطمث عند السيدات، ومن مسبباته الأساسية التقدم في السن والشيخوخة، إذ يقل هذا الهرمون تدريجياً بمعدل 1% سنوياً ابتداءً من العقد الثالث من عمر الرجال. وينتج عن قصور الغدد التناسلية العديد من الأعراض ومن أهمها ضعف الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، بالإضافة إلى اضطراب النوم والكسل وضعف البنية الجسدية وضعف العضلات والسمنة وتراكم الدهون بمنطقة البطن وانخفاض كثافة شعر الجسم وتغيرات بالبشرة وانخفاض كثافة العظام والمعادن».
واستعرض د. بهجت مطاوع، أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة بجامعة القاهرة، الرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض الذكورة، العلاجات المختلفة لقصور الغدد التناسلية وأهم مميزات العلاج الحديث قائلا خلال المؤتمر الذي نظمته شركة باير للرعاية الصحية: «يتم العلاج باستخدام التستوستيرون التعويضي المتوفر في العديد من المستحضرات الدوائية، ويشمل ذلك العلاج بالأقراص، ومن أحد عيوب هذه الطريقة أن الجسم لا يمتص الأدوية بالكامل، والطريقة الثانية هي العلاج باللاصقات التي تحتوي على هرمون الذكورة، ويتم وضعها تحت الإبط وعلى الكتف، ومن عيوبها أنها تسبب الحساسية، وهناك طريقة علاجية أخرى بالحقن في العضل ويجب تكرارها كل أسبوع أو أسبوعين، أو على الأكثر كل ثلاثة أسابيع، ومن عيوبها عدم انتظام مستوى الهرمون في الدم إذ يرتفع في بداية الأسبوع وينخفض في نهايته. أما عن العلاج الجديد «تستيرون»، فهو عبارة عن حقن تستوستيرون طويلة المفعول وهوالعقار الأول من نوعه والمعد لعلاج قصور الغدد التناسلية. ويمتاز هذا العقار بقدرته على الحفاظ على مستوى ثابت من الهرمون، إذ يتم حقن «تستيرون» طويل المدى كل ثلاثة شهور لتلافى الارتفاعات والانخفاضات غير الفسيولوجية لمعدلات التستوستيرون في الدم والتي تسببها الحقن القديمة، فهذه الطريقة أسهل للمرضى وأكثر فاعلية.
ومن جانبه صرح د.جيفوري هاكت، أستاذ واستشاري المسالك البولية والأمراض الجنسية بجامعة بدفوردشير، لندن، المملكة المتحدة: «الإرشادات الدولية الحالية تنصح الرجال المصابين بالسكري من النوع الثاني، والسمنة، والضعف الجنسي، والذين يستخدمون مسكنات الألم باستمرار بأن يحرصوا على الفحص الدوري للتأكد من عدم انخفاض مستوى هرمون الذكورة. كما يجب البدء في العلاج فورًا في حالة اكتشاف أي انخفاض في مستوى هرمون التستوستيرون» والجدير بالذكر أن التستوستيرون الذي يؤخذ عن طريق الفم لا يعد علاجًا آمنًا على المدى الطويل، وبالنسبة لمستحضرات «الجل» فعادة ما يتم نسيانها، أو تسبب الحساسية الجلدية، ما يؤدي إلى التوقف عن العلاج. وتعد الحقن قصيرة المفعول كذلك علاجًا غير مقبول على المدى الطويل، حيث تؤدي إلى عدم استقرار هرمون الذكورة في الدم، كما أنها لا تساعد على التحكم في الأعراض. أما حقن التستوستيرون طويلة المفعول فتدعم استقرار مستويات التستوستيرون لمدة أطول (حوالي ثلاثة أشهر)، مما يساعد المرضى على الاطمئنان للعلاج، والتأكد من فعاليته واستدامته، فقد أصبح العلاج بحقن تستوستيرون طويلة المفعول هو الأول لنقص التستوستيرون طبقًا للإرشادات الأوروبية.
وأضاف د. محمد فريد: «إن ضعف الانتصاب من أخطر أعراض قصور الغدد التناسلية، ويصيب حوالي 152 مليون رجل في العالم، وبالتحديد حوالي 16% (1 من كل 6) من إجمالي عدد الرجال بين عمر 20-75 عاما. ومن المتوقع أن ترتفع معدلات انتشار ضعف الانتصاب إلى 322 مليون حالة في عام 2025. وعلى الرغم من الانتشار الواسع للمرض، تشير أحدث البيانات إلى أن نسبة 15-20% فقط من حالات ضعف الانتصاب يتم علاجها. وقد أوضحت أكبر دراسة أجريت على سلوك الرجال نحو الأنشطة الحياتية والجنسية أن هناك رابطًا بين الاكتئاب وضعف الانتصاب. وبالنسبة للمريض، فمن الممكن أن يسبب ضعف الانتصاب فقدان احترام الذات، وضعف صورة الفرد أمام نفسه، وتوتر العلاقات الشخصية، فنسبة 25% ممن يعانون من ضعف الانتصاب قد أبلغوا عن تعرضهم للتوتر والاكتئاب».
وقال د. بهجت مطاوع: «إن هرمون التستوستيرون يعمل في ثلاث مراحل مختلفة عند الرجال، أول مرحلة وهو جنين، ويكون الهرمون مسؤولا عن بناء الأعضاء التناسلية، والمرحلة الثانية عند البلوغ عندما يكون الهرمون هو المسؤول عن كافة التغيرات التي تتم في هذه المرحلة (من 14 إلى 20 عاما)، ويشمل ذلك تكوين العظام والعضلات والرغبة والقدرة الجنسية».
وأضاف د.بهجت: «المرحلة الثالثة وقد يتعرض خلالها بعض الرجال لانخفاض كبير في مستويات هرمون الذكورة في الدم عند سن 40 ويزداد مع تقدم العمر حتى تصبح نسبة الانخفاض من 30% إلى 40% عند سن 60. وفي هذه الحالات، وبعد الاطمئنان على البروستاتا وهرمون الذكورة في الدم، فمن الممكن اللجوء إلى حقن «تستيرون» طويلة المفعول كعلاج آمن.