قال الدكتور رفيق صالح، رئيس المركز العربي للزراعة في المناطق الجافة والقاحلة «أكساد»، إن نجاح الزراعة العربية يحتاج إلى حالة من الأمن والهدوء والاستقرار لكي يضمن الفلاح أن يزرع ويحصد ويسوق في ظروف إنسانية آمنة.
وأضاف «صالح»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الخميس، أن «الميزة النسبية لمصر خلال الأعوام الأربعة الماضية أن لديها جيشًا قويًا متماسكًا يعمل كفريق لخدمة الوطن وعبر بها مرحلة الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد السنوات الأخيرة».
ولفت رئيس أكساد إلى أنه «لولا الزراعة لضاعت الدول العربية»، مشيرًا إلى أن حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تعرضت له المنطقة أثر سلبيًا على الثروة الاقتصادية الزراعية للدول العربية.
وتابع: «أحد عوامل قوة سوريا هي أنها كانت تعيش حالة أمن غذائي كامل في جميع المنتجات الزراعية ولعل هذا أحد الأسباب الرئيسية لاستهدافها خلال الأعوام الماضية»، مضيفًا أن سوريا كانت تصدر قبل الثورة مليوني طن قمح وبسبب حالة عدم الاستقرار الأخيرة تحولت إلى دولة مستوردة للقمح بأكثر من مليون طن سنويًا«، موضحًا أن المناطق الرئيسية في الحسكة هي مناطق ساخنة لا يستطيع مواطنيها الزراعة وإذا زرعوا يعانون عند جني المحصول وإذا حصدوا يعانون في التسويق.
وأشار «صالح» إلى أن «صوامع الحبوب في المناطق الساخنة تعرضت للسرقة من قبل مسلحين وهربت الإنتاج إلى الخارج وتم بيعه في تركيا بأبخس الأسعار لكميات أكثر من مليوني طن من القمح بالإضافة إلى قيام مسلحين في محافظة الحسكة بحرق ٥٠ ألف طن من القطن الذي كان محصولاً تصديريًا».
وأكد «صالح» أن مشروعات أكساد في ليبيا توقفت في مجالات الحبوب ومكافحة التصحر وحصاد المياه ومشاريع تطوير الأغنام والماعز لأنها أماكن غير آمنة، مشيرًا إلى أن هناك صعوبات في تنفيذ المشروعات في العراق مثل تطوير الزراعة وتربية الحيوان في حوض الحماد العراقي على الحدود العراقية السورية السعودية في مساحة ٥ ملايين هكتار منها ٦٥٠ ألف هكتار توقفت الدراسة المتعلقة بتطويرها بعد أن تم إنجاز ٧٠٪ من المشروع وتوقف الآن لغياب الأمن.
وأضاف رئيس أكساد أن عدم الاستقرار انعكس أيضًا على مشروعات المنظمة في اليمن حيث توقفت مشروعات تطوير الأغنام والماعز والأشجار المثمرة في شمال وجنوب اليمن.