أتعجب ممن يدعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية من التنظيمات والجماعات المسلحة والإرهابية متخذة طريق العنف والتهديد والإرهاب فى زمننا هذا.. هؤلاء حقيقة ما أبعدهم عن الخلافة، وما أبعد الخلافة عنهم، فما هم إلا قتلة وسفاكو دماء وقطاع طرق ومروعون للآمنين، قاتلهم الله أينما ثقفوا.
إن إقامة وعودة دولة الخلافة الراشدة لا تكون بقتل الأبرياء وتكفير المسلمين وترويع الآمنين، وإنما تكون بوحدة المسلمين وتكاتفهم جميعاً نحو سلوك طريق التقدم والازدهار والتنمية الشاملة، إن واجب المسلمين نحو إقامة دولة الخلافة يكون بمواجهة التطرف الدينى والإرهاب الفكرى والتعصب الذى لا دين له ولا هدف إلا القضاء على سيادة الدول، وزعزعة أمنها واستقرارها، وإهدار مقدراتها والقتل بدون وجه حق ومن غير ذى سلطان. ولنا العبرة فى دول أوروبا التى قررت بعد صراع طويل بينها فى حروب راح جراءها الملايين، فلم يمنع هذا التناحر بين دولها المختلفة فى اللغة والمتباينة الأجناس والمتنوعة الثقافات والمذاهب أن تقرر نسيان الخلافات بينها وتنحيتها جانباً لتوحد صفوفها فى مظلة اإتحاد أوروبى.. ألسنا نحن المسلمين أولى بمثل هذا الاتحاد؟.
محمد عمر القاضى. القاهرة