على الرغم من أن كل شىء انكشف وبان والهَجَّاص الأمريكى أين كان، رئيساً، حكومة، صحفاً أو قنوات، أصبح مفضوح النوايا والمخططات، «غرقان فى شبر ميه» من النيل إلى الفرات، إلا أنه مفيش مانع من كام تلقيحة كده ف الخمسينة نعرى فيها تاريخ أجداده الدامى مع حقوق الإنسان حتى يمتنع نهائياً عن التشدق بالديمقراطية، ديمقراطية إيه يا بوعمة مايلة؟! مش كفاية ربنا له المجد غضبان عليك إنت وكونجرسك وراميكو ف آخر الدنيا!
أنسيت ما فعلته أمريكتك من جرائم فى حق الإنسانية وكيف قتلت أكثر من 250 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال، فى ثوان معدودة بعد إلقاء قنابل ناجازاكى وهيروشيما، وكيف أبادت 28 مليونا من الهنود الحمر بلا رحمة، وكيف أذلت 30 مليون أفريقى جلبتهم مسلسلين كالبهائم من شتى أنحاء القارة السمراء، ناهيك عن مذابحها الوحشية فى فيتنام وكمبوديا ونيكارجوا والسلفادور، إضافة إلى أنشطتها السافرة فى الوطن العربى، والتى بدأتها باحتلال العراق وتشريد شعبها وتدمير جيشها، ومن بعدها ليبيا التى تم تجريد معالمها وتبديد ثرواتها وتفتيت حدودها، ثم سوريا ونجاحها فى تطفيش أهلها وتحويلهم إلى لاجئين، فضلاً عن محاولاتها المستميتة للإطاحة بالجيش السورى الذى حارب جنباً إلى جنب مع الجيش المصرى فى 73 ضد العدوان الغاشم، وغيرها من الدول العربية التى تحاول ولاياتك المبتذلة أن تعصف بأمنها واستقرارها وسلامتها عن طريق إشعال الفتنة بين السُنة والشيعة للقضاء نهائياً على الإسلام حتى لا يكون بديلا للإلحاد عندها، وأخيراً رعايتها الرسمية من خلف الستار للمشروع الإرهابى القاعدى النصرى المقدسى الداعشى وتمويلها لجميع أغراض الخراب المسلح الموجه لمصر ودعمها لعملائها من الإخوان والسلفيين والحزب الوطنى القديم للسيطرة على البرلمان القادم ويرافقها فى منظومة الشر المطلق الثلاثى البجح تركيا وقطر وإسرائيل.
كل هذه الممارسات الفوضوية لتشويه الدنيا والدين وطمس الملامح والهويات وتفكيك البنايات والكيانات لبث مفاهيم القبلية والعرقية والمذهبية وتفعيل معانى التخريب والانقسام والانشقاق، ألا تكفيك؟!
إن سلو بلدك أيها الهَجَّاص المدعى ديمقراطية وحقوقية هو فَرقّ تَسُد، وحتى تسود الفُرقَة تستخدم جميع أدوات الخسة، وأهمها الجيل الخامس من الحروب تلك التى تحتل بها العقول لتسخير الأجساد والأرواح وتعتمد فيها على عناصر الخداع فتتظاهر بالتراجع فى أوج قدرتك على الهجوم وتصدر إشارات التماسك فى عز ارتباكك ولاّ التعلب المكار ف زمانه! فاسمع بأه كلام الحنان المفيد يا بن عم سام حتى لا تطالك لعنة أحفاد آمون رع..
لقد نجحنا بالاصطفاف الوطنى أن نعيد ثقتنا فى قدراتنا ومواردنا وأعدنا التلاحم العضوى بين الجيش والشرطة والشعب، واستعدنا هيبة القضاء وصرنا كتلة واحدة عازمة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، كما توصلنا للتكامل والتضامن مع أشقائنا العرب فى الخليج، إضافة إلى روسيا بعدما أصبحت تعتمد على الاقتصاد الحر مثل أوروبا، بمعنى أننا نبنى شرق أوسط جديدا يعُم بالخير على الجميع، كما ننمى أسواق السياحة الثقافية والترفيهية والدينية بتعاقدات جديدة لتعويض ضعف الإشغال فى الأقصر وأسوان وسيناء وسواحل البحرين الأحمر والمتوسط، وأخيراً وليس آخراً مؤتمرنا الاقتصادى الذى نسعى فيه لوضع مصرنا على خريطة الاستثمار العالمية باعتبارها نقطة جذب وتلاق تتوافر فيها عناصر الإنتاج والنفاذ، وامتلاكها أكبر شريحة من المستهلكين وتمتعها بأعلى معدلات العوائد على الاستثمار عالمياً، إضافة إلى موقعها الاستراتيجى الرائد بين دول الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأعدك بأننا فى غضون شهور معدودة سوف نقضى على معدلات التضخم والفقر والبطالة والدين العام وعجز الموازنة والإرهاب بكل أشكاله وصوره، فإذا كنت تظن أن مصر فى حياة أمريكا تحصيل حاصل.. فاعلم أن أمريكا فى حياة مصر فاصل ونواصل.