هذه هى الأفكار غير التقليدية عبد الرحمن فهمي الأربعاء 11-03-2015 21:31

لم نكن فى حاجة لتغيير أشخاص.. نحن فى حاجة لتغيير هيكلة الدولة ذاتها.. نحن فى حاجة لتغيير طريقة العمل وروتين النظام.. قالها الرئيس السيسى: نحن نريد «أفكاراً غير تقليدية».. والأفكار غير التقليدية سبق أن كتبتها ولم تلق استجابة.. قالها على باشا ماهر فى يوليو 1952 فى أول اجتماع لمجلس قيادة الثورة برئاسة محمد نجيب.. ورفضها المجلس.. أو قل أغلبية المجلس لأنهم كانوا يريدون أن يكونوا وزراء.. قبل على باشا ماهر بسنوات طبقت بعض الدول هذه «الأفكار غير التقليدية» فنجحوا نجاحاً مبهراً نراه الآن.

الموضوع كله ينحصر فى سؤال واحد:

أيهما أقدر على العمل المنتج السريع الحاسم بأقل تكاليف.. الوزارة أم الشركة؟

نعم هناك وزارات سيادية أساسية هى «قاعدة بناء الدولة».. وهى الداخلية والدفاع والخارجية والمالية والعدل.. وممكن إضافة وزارة التعليم بكل أصنافه التعليم العادى والعالى والفنى.. ممكن استمرار هذه الوزارة فترة إلى أن يستقر تطبيق منهج طه حسين عام 1950 الذى ظلموه بالقول المشهور «التعليم مثل الماء والهواء».. وهذا ليس فقط يعنى مجانية التعليم.. بل هو نظام يفرز لنا عالماً مخترعاً يبهر العالم.. ويفرز لنا أيضاً عاملاً.. عاملاً درس مهنته على مستوى علمى.. كل طفل حسب قدراته الخاصة بل ظروفه العائلية والنفسية ونشأته.

الموضوع كبير.. منهم لله الذين شوهوه وضيعوه.. استجداءً للرأى العام وقالوا كل التعليم مجاناً حتى الجامعة، ثم بدأوا يخترعون بنوداً يحصلون منها على ما هو أكثر من مصروفات زمان بزمان.

هل تريدون تعليماً يخرج لكم خبراء عالميين كبارا.. لا جامعة النيل ولا جامعة زويل ولا غيرهما.. طبقوا نظام طه حسين وسترون!

(***)

ثم قولوا لى: ما هو عمل وزارة الزراعة.. مثلاً؟.

أقول لكم ما يجب أن تعمله الوزارة.. حصر كل خريجى كليات الزراعة والطب البيطرى منذ أكثر من 12 عاماً.. كل من لا يعمل حتى الآن ينضم للحملة.. نعم حملة مكونة من آلاف من شباب ورد متعلم على أعلى مستوى يتم توزيعهم على ثلاث جهات.. النوبة وتوشكى.. يقولون إن فى النوبة أراضى شاسعة غارقة بالمياه صيفاً وشتاءً تريد فقط الحبوب فوق الأرض.. وهناك وسط سيناء كمنطقة ثانية.. ثم الظهير الصحراوى بطول مدن الصعيد حتى أسوان.. ميزانية الوزارة تنفق على هؤلاء.. بناء مجتمع سكنى كامل ورواتب وحوافز.. والأرض تعطى من يرعاها.. وبجوار ذلك خير ربنا كله.. خلايا نحل ومصانع ألبان وتربية مواشى، ومصانع مربى وحلويات.. صدقونى ستنخفض أسعار كل شىء يلزمه البيت.. وخير ربنا يعم.

الله يرحم حينما كان الجزارون زمان يسحبون بقرة ضخمة أو جاموسة تسد الشارع وينادى الجزار «من ده بكرة بقرشين».. كان رطل اللحم على أعلى مستوى بقرشين.. الجنيه يشترى خمسين رطل لحمة.. ستعود هذه الأيام بأسعار منخفضة بأكثر مما نتصور.

هذا هو دور «الجمهورية الثالثة».. هذه هى «الأفكار غير التقليدية» التى تريدها الرئاسة وطالما نشرتها منذ بداية «الجمهورية الثالثة».

صدقونى.. لسنا فى حاجة لوزارات ولا هيئات أو إدارات.. نحن فى حاجة لمشروعات تنفذها شركات تعمل وتنتج وتكسب وتخفف عبء الحياة عن الناس الطيبين الصابرين ولا صبر أيوب.. مشروعات تحارب البطالة والغلاء.. أهم عدوين بعد الإخوان.