هناك فريق انتهى أمره إكلينيكيًا، ثلاث فرق في وضعٍ خطير، وثلاث آخرين يمكن أن يجدوا أنفسهم في وضعٍ خطير!
جدول الدوري الإنجليزي دائمًا ما يمتاز بإثارة القاع، خصوصًا مع الدخول في أسابيع الحسم الختامية، الفرق الأضعف المهددة بالهبوط تصبح أكثر شراسة بكثير، يتحد الجميع.. لاعبين وجماهير وجهاز فني.. من أجل البقاء في الـ«بريميير ليج».
هذا العام لا يختلف عن سابقة، 7 فرق ستمر بوقتٍ حرج في الجولات الـ10 المقبلة، سيهبط منهم ثلاثة في النهاية.. وبنسبة 70% ليستر سيتي أحدهم!
- ليستر سيتي في المركز الأخير منذ الجولة الثالثة عشر، لم يتغير مركزه.. ولم تأتِ لحظة كان قريبًا فيها من تغيير مركزه.
على الرغم من بدايته الجيدة جدًا في الموسم بالنسبة لفريق عائد إلى الـ«بريميير ليح» بعد غياب 10 سنوات، وانتصاره التاريخي على مانشستر يونايتد 5-3 في الجولة الخامسة، إلا أنه بعدها مباشرةً دخل في دوامة من النتائج السيئة، لم يفز لـ12 لقاء متتالي.. بل وخسر منهم 10 لقاءات وتعادل فقط في إثنين.
في حوزته حاليًا 18 نقطة فقط، يحتاج لانتفاضة الفوز بـ3 مباريات متتالية مثلًا كي يخرج من مراكز الهبوط، وبالنظر إلى نتائجه طوال الموسم، فإنه «ليستر سيتي» سيعود إلى الدرجة الثانية سريعًا جدًا.
- فريق «بيرنلي»، العائد هو الآخر من دوري الدرجة الثانية هذا الموسم، قد هو المرشح الأوفر حظًا لمرافقة «ليستر سيتي»، الفارق بينهم هو 4 تعادلات أكثر لصالح «بيرنلي» تجعله على بُعد 3 نقاط فقط من المركز الذي ينقذهم من الهبوط.
الفريق دفع ثمن اقتصاده في موسم الانتقالات وعدم شراءه أي لاعب غير مجاني، فشل في الفوز أول 10 لقاءات كاملة بالدوري، ولاحقًا لم يتحسن وضعه كثيرًا، وقدم مردودًا ضعيفًا جدًا في كافة لقاءاته.
لم يترك مقاعد الهبوط الثلاثة الأخيرة منذ بداية الموسم وحتى الآن، لم ينتدب أحدًا في يناير، ولم يغير مديره الفني شون ديشى رغم سوء النتائج، لا يوجد شيئًا قد ينقذه إلا طفرة غير متوقعة في الأسابيع المقبلة.
- كوينز بارك رينجرز هو الفريق الذي يقبع في المركز الثامن عشر، بدأ الموسم بتوقعات جيدة مع المدير الفني المخضرم هاري ريدناب، وموسم انتدابات معقول بعد عودته للبريميير ليج من جديد، وأيضًا بسبب عراقة النادي وقوة جماهيره.
ولكن هذا كله تبخر مع بداية المباريات، حيث قدم الفريق أداءً مترنحًا جدًا، خسر العديد من المباريات المتتالية، مع عدم تحسُّن الأداء، وبعد الفشل في الفوز لـ7 مباريات متتالية قررت الإدارة اتخاذ قرارها بإقالة «ريدناب»، وتعيين «كريس رامزي»، مدرب منتخب إنجلترا للشباب السابق.
النتائج لم تتحسن مع أبدًا مع «رامزي»، لعب 5 مباريات، خسر 4 وفاز واحدة فقط أمام «سندرلاند» الذي يتصارع معه على الهروب من الهبوط.
ورغم ذلك المردود إلا أن «كوينز بارك» الفريق الوحيد من فرق القاع الذي لديه فرصة معقولة في البقاء بالدوري، لديه عدد من اللاعبين ذوي الخبرة قد يفرقون معه كثيرًا في تلك الأوقات الحاسمة، بالإضافة إلى الهداف المتفجّر تشارلي أوستين الذي أحرز 15 هدفًا هذا الموسم –أكثر من نصف أهداف الفريق!- ، إلى جانب أن جدول مبارياته المقبلة أقل صعوبة نسبيًا من بقية منافسيه، وبالتالي.. فإن كان هناك فريق من الثلاثة الذين صعدوا هذا الموسم قادر على البقاء.. فعلى الأغلب هو «كوينز بارك رينجرز».
-أستون فيلا في المركز السابع عشر، لديه 25 نقطة، وفي وضعٍ سيء تمامًا في الشهرين الأخيرين.
الفريق اضطر لإقالة مدربه بول لامبرت بعد خسارة 7 مباريات على التوالي، والاستعانة بتيم شيروود، مدرب توتنهام في الموسم الماضي، من أجل إنقاذه من الهبوط الذي يبدو أقرب من أي وقتٍ مضى.
ليس من المؤكد أن يستطيع «شيروود» تنفيذ المهمة بنجاح، لأن الفريق يعاني فعلًا على مستوى الأفراد، هناك انخفاض كبير في مستوى لاعبين كانوا رائعين حتى وقت قريب، مثل «أجبيلاهور» و«بينتكي»، وهناك عُقم شديد على مستوى الأداء الهجومي جعل الفريق هو الأقل إحرازًا للأهداف -15 هدف فقط في 28 جولة-.
الـ«فيلا» فازوا بآخر مباراة لهم في بضربة جزاء في الدقيقة 94 ضد «ويست بروميتش»، كانت كطوقِ نجاة حقيقية لجمهور الفريق كي يتنفس قليلًا بعد 12 مباراة كاملة دون أي فوز، ولكن مع ذلك لا يبدو أن الـ«فيلاز» قادرين فعلًا على البقاء، إلا لو استمر خصومهم أيضًا في التراجع.
- فريق «سندرلاند» في المركز السادس عشر بـ26 نقطة، ملك التعادلات هذا الموسم، لم يفز إلا في 4 مباريات ولكنه تعادل في 14 جعلته أبعد بخطوة عن الفرق الهابطة، ليس في موضع آمن ولكن مدربه جاس بويت يبدو معتادًا على هذه المواقف واعتاد التعامل معها في الموسمين الماضيين، وعلى الأغلب سينجو.
نفس الأمر ينطبق على فريق «هال سيتي» في المركز الخامس عشر بقيادة المدير الفني «ستيف بروس»، الذي اختبر ومر من هذا الوضع أكثر من مرة، حتى 5 أسابيع مضت كان فريقه في مواقع الهبوط، ولكنه لم يخسر إلا مباراة واحدة منذ نهاية يناير، فاز في 2 وتعادل في 2، صعد عدة مراكز وأصبح في موضع آمن أيضًا بشكل نسبي، مع خبرة في التعامل مع الأسابيع الحرجة.
- وأخيرًا هناك «إيفرتون»، أحد أغرب الفرق التي قد تجدها في وضعٍ كهذا، وأحد الانهيارات غير المبررة هذا الموسم.
الفريق الذي حصل على المركز الخامس في الموسم الماضي بأداءٍ قوي ومبهر، واحتفظ بكل لاعبيه الاساسيين وبمدربه روبيرتو مارتينيز، يقدم –دون أي سبب- أداءً كارثيًا منذ بداية هذا الموسم، هشاشة دفاعية وأخطاء فردية مع أداء هجومي أقل كثيرًا مما قدم في الموسم الماضي.
حتى «لوكاكو»، الذي اشتراه النادي من تشيلسي بـ28 مليون سترليني، قدم أداءً مخيبًا في الدوري حتى الآن، ولم يحرز إلا 7 أهداف فقط في كل المباريات.
وخلال المباريات الـ11 الأخيرة لم يفز الفريق إلا بمباراة واحدة، وهو معدل وضعه على مقربة من مراكز الهبوط.
وإيفرتون لن يهبط بالتأكيد، سيكون قادرًا على تعديل وضعه والفوز بمبارتين أو ثلاث على الأقل كافيين لبقاءه في الدوري، ولكن السؤال الحقيقي المهم للجماهير والذي يجب على «مارتينيز» الإجابة عنه قبل بداية الموسم المقبل هو السبب الذي وضعهم في هذا الموقف الغريب، وهل طموحات النادي في الموسم المقبل ستتوقف عند مراكز الوسط الهادئة أم ستصل –كما جرت العادة- إلى طموحِ المراكز الأوروبية ودوري الأبطال؟
وفي النهاية من سيهبط؟
توقعات هذا الملف أن الفرق الهابطة هي «ليستر سيتي»، «بيرنلي»، و«أستون فيلا».