x

أهداف سياسية وراء التواطؤ على فرض الحجاب لحشد الجماهير

الخميس 21-01-2010 15:30 | كتب: محمد الكفراوي |
تصوير : other

فى مقدمة الكتاب يطرح د. «مصطفى معوض» وجهة نظره فى مسألة الحجاب وزى المرأة فى الإسلام انطلاقا من قضية قاسم أمين ومطالبته بحرية المرأة، من خلال تعليمها وخروجها من بيتها من أجل العمل واكتساب الرزق، وكشفها عن وجهها ويديها عند تعاملها مع الرجال الأجانب والكف عن ارتداء النقاب أو البرقع، موضحا مدى التعنت الذى تعرض له «قاسم أمين» جراء تلك المطالب، إذ اتهمه أبناء جيله ومواطنوه وعلماء الأزهر بجميع التهم بداية من تهمة العمالة مرورا بتهمة المجون والعربدة وانتهاء بتهمة الكفر والإلحاد والفسق، لمجرد مطالبته بإنقاذ المرأة من حالة الجهل المزرى التى كانت غارقة فيها، وهو المصير الذى يتعرض له أى كاتب شجاع يسعى لتغيير مجتمعه ودفعه إلى الأمام والأفضل من خلال أفكاره الإصلاحية الجريئة.

ويطرح الكاتب مشكلة البحث فى البداية كالتالى «المشكلة يا سادة أن ما يسمى بالحجاب أو بتعبير أدق ذلك اللباس الذى يستر جسد المرأة سترا وافيا عدا الوجه والكفين قد تواطأ عليه المشايخ والجماهير الغفيرة، فادعوا أنه من الإسلام بل ومن أساسياته وأركانه. وقد لوحظ هذا خصوصا بعدما سمح بعض المنظرين ذوى الأهداف السياسية لأنفسهم بالإفتاء فيه، وقالوا إنه فريضة إسلامية واجبة على كل المسلمات البالغات، وقاموا باستغلاله فى حشد الجماهير حول شعاراتهم السياسية».

يأخذ الحجاب عند الكاتب إذن منحى سياسيا، ويتم استخدامه للحشد السياسى بشكل غير مباشر، باعتبار أنه تم التعارف عليه باعتباره رمزاً دينياً، ويرى الكاتب فى المقدمة ذاتها أن ارتداء المرأة للحجاب يجعلها نوعا من المتاع المملوك للرجال، ومن ثم يكون من حقه أن يحجبها ويخفيها عن «أعين الذئاب».. ثم يحاول الباحث تفسير العامل النفسى وراء ارتداء الحجاب انطلاقا من «قضية المرأة» ونظرة الرجل لها، هل يراها شريكة له فى الحياة أم مجرد تابع، هل يراها ذاتا جنسية واعية فاعلة أم موضوعا جنسيا فيجرى تحديدها ابتداء من جسدها، هل يرى فى الحجاب معاداة للجسد وفرحة الحياة أم ناطقا بلسان حال «الإحساس بالإثم» الذى يبسط ظلاله على جسد المرأة وعلى المدينة، بحسب ما أورد المؤلف.

ونظرا لجرأة الطرح والدراسة يتوقع الباحث أن يتعرض لاتهامات جاهزة ومشهورة سبق أن تعرض لها كتاب أرادوا أن يتقدموا خطوة فى اتجاه الإصلاح، ويقول «الجزء المؤلم فى المشكلة هو محاربة كل من يطرح فكرا جديدا أو مخالفا أو معارضا، وينكر أن ذلك الحجاب من الإسلام.. بتوجيه الاتهامات الجاهزة المشهورة إليه (الاتهام بالكفر أو الإباحية أو العمالة) وبالتالى مصادرة فكره وتأليب الجماهير عليه».

ويهاجم الباحث أصحاب اللحى والعمائم الذين يؤمنون بأن آراءهم واعتقاداتهم وتفسيراتهم الدينية مقدسة ومنزهة عن أى نقد، ما يتضمن نفيا للآخر وحجرا على أفكاره، مؤكدا أن هذا يتنافى مع الإسلام الذى ينادى ويقوم على الحرية، بعيدا عن أفكار أصحاب الكهنوت الدينى والمتاجرين بالدين، مطالبا (الفكر الفقهى الإسلامى بمراجعة بعض الأخطاء والالتباسات فى أدلته وأحكامه ومفاهيمه وحججه، وخصوصا فى قضية نشأ المسلمون على اعتبارها من أسس الدين، وتكاد توضع فى الأدبيات الإسلامية بقرب قضية التوحيد وفى العقل الشعبى ترتبط بعذاب الآخرة فيقال «الحجاب أو النار»).
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية