حالة خاصة يطرحها الشاعر «رامى يحيى» فى ديوانه الجديد «الغريب» الصادر مؤخراً عن دار ميريت تتجلى بداية من التصدير «أهلاً وسهلاً.. ماعلش.. هو قلبى صحيح مكركب حبتين، بس لسه طيب».
قصائد بالعامية المصرية بروح جديدة يمتزج فيها الإحساس بالألم مع السخرية، ويطغى عليها حس الاغتراب أو الإحساس المقيم بالغربة «عيون أصحابى تغرق وشى بالدهشة/ لما يعرفوا انى من مواليد باب الشعرية/ ويفضلوا يتعاملوا معايا كمغترب/.. يمطر لسانى كل الأيمانات/ إن علاقتى بالنوبة تشبه علاقة أمى بوكالة ناسا/ أخيرا يبتسموا ويصدقونى».
الحالة التى يصنعها الديوان تبدأ من غلافه الذى يبدو وكأنه جزء من النص، فالغلاف - الأمامى والخلفى - يحمل صورة فوتوغرافية معالجة تقنياً للشاعر تظهره كأحد أبناء القبائل البدائية. على عكس ما يريد أن يوحى به الشاعر من إحساس بالبساطة والمرح والسخرية، بداية من صورة الغلاف مروراً بتعريفه لنفسه، تحمل قصائد الديوان حساً فلسفياً يوائم بين الإحساس الفردى والفلسفى بالعالم «السما مش زرقا/ البحر مش أزرق/ بس مجرد سذاجة عيون» وفى قصيدة تحمل عنوان «عيش اختلافك» يقول «مشروعك مختلف عن كل ولاد الحتة/ وعشان ما قدروش يفهموه../عينوك مجنون».