أعلن نائب وزير الدفاع الروسى، أناتولى أنطونوف، أن موسكو ستقدم المساعدة لمصر فى بناء قوات مسلحة فعالة ومجهزة بدرجة عالية، بينما أكد مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الروسية، أن موسكو بدأت تسليم مصر منظومة صواريخ «إس- 300 فى إم» المضادة للطائرات، والمعروفة باسم منظومة «أنتى - 2500».
وأشار أنطونوف إلى الوضع الصعب الذى تشهده مصر فى الوقت الراهن، بما فى ذلك ظهور تحديات ومخاطر جديدة يواجهها أمن البلد، بحسب موقع «روسيا اليوم».
وتأتى تصريحات نائب وزير الدفاع الروسى فى أعقاب زيارة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الفريق أول صدقى صبحى إلى موسكو، حيث أجرى مباحثات مع نظيره الروسى، سيرجى شويجو، تناولت مسائل الأمن القومى والعالمى، ووقع الوزيران بروتوكول التعاون العسكرى الذى يفتح آفاقا جديدة لمواجهة الأخطار التى تهدد السلم العالمى، لاسيما مكافحة الإرهاب، كما اتفق الجانبان على إجراء مناورات عسكرية بحرية فى البحر الأبيض المتوسط العام الجارى وتدريبات خاصة بمكافحة الإرهاب لقوات الرد السريع، وصادقا على مواصلة مشاركة الجنود المصريين كمراقبين فى التدريبات التى تنظمها روسيا على أراضيها.
وعلى صعيد متصل، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء، عن مسؤول فى وزارة الدفاع الروسية قوله، إن «موسكو وفقا للصفقة الموقعة مع مصر فى إطار التعاون العسكرى، بدأت فى شحن أجزاء منظومة صواريخ» (إس- 300 فى إم) إلى القاهرة، وأضاف المسؤول الذى لم يذكر اسمه قوله، إن روسيا باشرت بتنفيذ اتفاقية توريد منظومات صواريخ «أنتاى- 2500» للدفاع الجوى إلى مصر، ولم يذكر المصدر عدد المنظومات التى اشترتها مصر، واكتفى بالقول إن عملية تنفيذ الاتفاقية تجرى وفقا للخطة. وأضاف أن توريد المعدات والأجهزة التكنولوجية قد بدأ. وستتسلم مصر العام الجارى منصات إطلاق هذه الصواريخ وبقية المعدات بحسب وكالة «انترفاكس».
ومنظومة «أنتاى- 2500» عبارة عن نسخة مخصصة للتصدير من منظومة «إس- 300 فى 4» للصواريخ المضادة للصواريخ بعيدة المدى، وتتمتع المنظومة بقدرة عالية فى تدمير الطائرات الحديثة والواعدة التابعة للطيران التكتيكى والاستراتيجى، بما فيها تلك التى صنعت باستخدام تكنولوجيا التخفى «ستيلز» من الرادار، ولتدمير الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والصواريخ التكتيكية قصيرة المدى والصواريخ المجنحة وطائرات الكشف الرادارى والتوجيه وطائرات الاستطلاع وطائرات التشويش. ويصل مداها الأقصى إلى 250 كيلومترا، وتصنعها شركة «ألماز أنتى» الروسية للصناعات العسكرية.
ويطلق حلف شمال الأطلنطى «ناتو» على تلك المنظومة «المصارع العملاق»، إذ تتمتع بالقدرة على حماية القوات العسكرية والمناطق الحيوية والمنشآت العسكرية من الهجمات المكثفة من قبل الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وحماية مسارح عمليات الصواريخ الباليستية التكتيكية والأهداف الجوية الباليستية وصواريخ كروز والطائرات التكتيكية والاستراتيجية بالإضافة إلى مهاجمة طائرات الأواكس وطائرات الاستطلاع الجوية وطائرات الإعاقة والتشويش الإلكترونى ECM والهجمات الجوية الأخرى. كما يمتلك النظام حصانة عالية ضد التشويش وقادر على مهاجمة الأهداف الجوية فى ظل ظروف الإجراءات الإلكترونية المضادة، وفى بيئة النيران المعادية فى أى طقس سواء ليلاً أو نهاراً.
وردا على تلك الصفقة، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلى يواجه تحديا جديدا من مصر بعد تسلمها شحنة من المنظومة الصاروخية المتقدمة الأولى فى الشرق الأوسط، بما يخلق مشكلة صعبة للسلاح الجوى الإسرائيلى الذى سيواجه الآن منظومة صاروخية مضادة للطائرات تغطى مساحة أكبر من ذى قبل.
وذكرت أنه من المرجح أن يكون الجيش المصرى قد بدأ بالفعل فى نشر البطاريات المضادة للطائرات بعيدة المدى فى جميع أرجاء البلاد. وقالت إن المنظومة الروسية، وهى النسخة الروسية لمنظومة باتريوت الأمريكية، قادرة على اعتراض الطائرات على بعد 200 كيلومتر وعلى ارتفاعات عديدة فى نفس الوقت.
وتابعت إنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد اتخذت موقفا مؤيدا أو معارضا لحصول مصر على هذه المنظومة من روسيا، ومن المحتمل أن تكون إسرائيل قد امتنعت عن الإعراب عن رأى معين.
وكانت مصر وقعت اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لروسيا فى مطلع العام الماضى. فيما تقدر قيمة صفقة الصواريخ المضادة للجو «أنتاى- 2500» بـ 500 مليون دولار.