x

الإفتاء تحذر الفتيات من دعوات «داعش» للزواج عبر الفيديو كونفرانس

الأربعاء 04-03-2015 12:20 | كتب: أ.ش.أ |
الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم، مفتي الديار المصرية يتسلم مهام منصبه في دار الإفتاء المصرية، 4 مارس 2013. الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم، مفتي الديار المصرية يتسلم مهام منصبه في دار الإفتاء المصرية، 4 مارس 2013. تصوير : محمد راشد

حذرت دار الإفتاء المصرية، الفتيات من الاستجابة للدعوات المخالفة للشريعة والتى أطلقها تنظيم «داعش»، عبر مواقعهم الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ووجهوها للفتيات للزواج من عناصر متطرفة بالتنظيم عن طريق «الفيديو كونفرانس» تمهيدًا لسفرهم إلى مناطق تواجد التنظيم الإرهابي.

وأكدت دار الإفتاء، في فتوى لها، الأربعاء، أن الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس، لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب التي يتعيب بها العقد مما يتصل بمبدأ الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد.

وأوضحت الإفتاء في أحدث فتاويها أن لعقد الزواج الصحيح شروطًا يجب أن تتوافر عند عقده، والأصل في عقد الزواج أنه يتم بالصورة المعتادة من حضور طرفي العقد أو من يوكل عنهما، وإجراء الصيغة في حضور شاهدين في مجلس واحد، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل».

وأضافت أن ما يتم من سماع الشهود لصيغة العقد بين طرفيه في هذه الوسائل الحديثة كالهاتف وبرامج المحادثة عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» فلا عبرة به؛ لأن الأصوات قد تختلط، وهذا لا يكتفي به في عقد النكاح؛ لأن القاعدة الفقهية تقول «يحتاط في الفروج ما لا يحتاج في الأموال».

وذكرت الفتوى أن الشافعية يشترطون، في معتمد مذهبهم، في شاهدي النكاح أن يكونا صحيحي النظر مبصرين ولا يكتفون بسماعهما فقط، وهذا ما أقره الإمام النووي في كتابه «منهاج الطالبين»، فقال «ولا يصح إلا بحضرة شاهدين، وشرطهما حرية، وذكورة، وعدالة، وسمع، وبصر»، وعلق الشيخ الخطيب الشربيني في الشرح على قوله «وبصر»: «لأن الأقوال لا تثبت إلا بالمعاينة والسماع».

وشددت الإفتاء على أنه لا يعتد كذلك بما يحصل من مشاهدة الصور مع الصوت، والذي صار أمرًا ممكنًا، سواء عن طريق الهواتف أو عبر برامج المحادثة عبر شبكة الإنترنت ويتحقق به ما اشترطه الشافعية؛ لأن تحقق هذا الأمر قائم على الظن وليس أمرًا قطعيًا، كما أنه قد يدخله التزييف والتدليس عبر البرامج المختلفة التي تسطيع التغيير والتحريف في الأصوات والصور والفيديو، والقاعدة الفقهية تقول «يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في غيرها، فلا يجوز لنا أن نحل شيئًا منها بالظن»، وذلك سدًا للذراع، وما قد يحدث من مفاسد جراء إباحة هذا الأمر.

وحذرت دار الإفتاء الفتيات من الاستجابة لتلك الدعوات المخالفة للشريعة، والتي ستجر عليهم الكثير من الويلات، وتدخلهم دائرة التطرف والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية