x

رحلة الإخوان مع أردوغان: من العلماني قاتل المسلمين إلى داعم ومستضيف (فيديو وصور)

الأحد 01-03-2015 15:38 | كتب: محمود الواقع |
الرئيس محمد مرسي (إلى اليسار) ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، أنقرة، 30 سبتمبر 2012. الرئيس محمد مرسي (إلى اليسار) ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، أنقرة، 30 سبتمبر 2012. تصوير : other

يستضيف أبرز قيادات الجماعة، لم ينس في أي محفل دولي التنديد بمصر ونظامها بعد 30 يونيو، يلوح بإشارة «رابعة» في أي مكان يزوره، عدد من وسائل الإعلام المحسوبة على الجماعة تبث من داخل تركيا، ويعتبره العديد من شباب الجماعة، الداعم والمؤيد الأول لهم.

يدعو قيادات الجماعة إلى حفل تنصيبه رئيسًا لتركيا، باعتبارهم الممثلين الشرعيين لشعب مصر.

يخرج له العشرات من شباب الجماعة، على جانبي طريق مطار القاهرة، رافعين لافتات ترحيب به، مرددين هتافات: «أردوغان.. يا أردوغان.. أحلى تحية من الإخوان»، كان هذا المشهد في سبتمبر 2011، خلال زيارته الأولى لمصر، بعد ثورة يناير.

تقارب شديد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، وزيارات متبادلة بعد وصول الجماعة للسلطة في مصر خلال عامي 2011 و2012.

قبلها بسنوات، وتحديدا، في أغسطس 2007، بعد نحاج الحزب في الانتخابات البرلمانية، كان عدد من قيادات الجماعة، من بينهم محمد مرسي نفسه، ونائب مرشد الجماعة نفسه، يهاجمون تجربة أردوغان وحزبه، ويعلنون أنها ليس محسوبة على تيار الإسلام السياسي في العالم، نظرًا لأنها تجربة «علمانية»، تعترف بإسرائيل، وتتودد إلى أوربا، وتشارك في حلف «الناتو» الذي يقتل المسلمين في أفغانستان.

محمد مرسي: الحزب يقر بالعلمانية للتقرب من أوربا

مقالات لقيادات الإخوان

في 5 أغسطس 2007، كتب عضو مكتب الإرشاد، وقتها محمد مرسي، مقالًا، تحت عنوان «الإخوان المسلمون والأحزاب الإسلامية المعاصرة»، تناول فيه علاقة الإخوان بالأحزاب الإسلامية في الدول المختلفة، وتعرض بالتفاصيل لموقف الجماعة من صعود حزب العدالة والتنمية للسلطة.

قارن مرسي، الذي أصبح رئيسا، بعد كتابته للمقال بـ4 سنوات، ولم يبق في المنصب سوى عام واحد فقط، بين حالة الإخوان في مصر وحالة حزب العدالة في تركيا، انتقد إقرار الحزب التركي وموافقته على علمانية الدولة، وسعيه الحثيث نحو إرضاء أوربا، وأن يصبح جزءا منها، حسب قوله «حزب العدالة والتنمية التركي يعلن موافقته ورضاه على علمانية الدولة بالمفهوم الغربي المعروف ويختلف عن هدفنا الأساسي الكبير، وهو أن يكون للمسلمين دولةٌ مسلمةٌ (Islamic State) وليست دولةً دينيةً بالرؤية الخاطئة المحدودة كما يفهمها أهل الغرب على وجه الخصوص، وهنا يجب ملاحظة الفروق الحالية بين الدولة المصرية التي يعيش فيها الإخوان المسلمون بدستورها الذي ينصُّ على أن دينَ الدولة الرسمي هو الإسلام، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، الأمر الذي يؤكد على إسلامية الدولة المصرية؛ حيث لا تستطيع حكومة ولا سلطة أن تُغيرها أو تقترب منها؛ لأنها تُمثِّل هوية الأمة بتاريخها وحاضرها على اختلافِ مكوناتها الفكرية والثقافية، في حين أن حزب العدالة والتنمية الذي يحكم الآن أحد المكونات السياسية للدولة التركية بدستورها الحالي وبعد سقوط الخلافة الإسلامية وصعود القومية والأتاتوركية ما زالت حتى الآن تقرر علمانية الدولة بدستورها وقانونها وتوجهها نحو أوربا وسعيها الحثيث لتصبح جزءًا منها على الرغم من الاختلاف البيِّن بين الشعب التركي المسلم والشعب الأوروبي العلماني في الفكر والسلوك».

مقالات لقيادات الإخوان

جمعة أمين: أردوغان يعترف بإسرائيل وعضوبـ«الناتو» الذي يقتل المسلمين

مقالات لقيادات الإخوان

وفي مقال مطول لعضو مكتب إرشاد الجماعة وقتها، ونائب المرشد السابق، حتى وفاته في 24 يناير الماضي بلندن، كتب أمين مقالًاعلى الموقع الرسمي للجماعة، في 2 أغسطس2007، يوضح من خلال عنوانه «المسألة التركية وتوضيح المفاهيم».

شرح فيه أمين، الأسباب التي تجعل تجربة الحزب التركي غير قابلة للتطبيق في مصر.

نلخصها في الآتي :

أولاً: التزام أردوغان بقواعد العملية السياسية التركية وبأحكام الدستور، حتى وصلت به المواءمة السياسية إلى الإعلان علنًا أنه ملتزمٌ ليس فحسب بالطبيعة المدنية في إطار مرجعيته السياسية، بل قال إنه ملتزمٌ بهويَّة تركيا العلمانية، لدرجة السكوت على الثورة التي حدثت من العلمانيين؛ بسبب حجاب زوجة وزير الخارجية عبدالله جول عند ترشيحه لمنصب الرئيس؛ حيث قال قائلهم «إنه ليس من الممكن أن تكون السيدة الأولى في تركيا محجبة»!! وقالوا: «إن دخول زوجة جول المحجبة- السيدة خير- إلى قصر الرئاسة التركي الذي أسَّسه أبوالعلمانية التركية أتاتورك أمرٌ يخالف كافةَ القيم العلمانية التركية ويخالف الدستور»!!

ومما زاد الطين بلَّةً أنَّ أوردغان نفسه لم يستطع إتمام تعليم ابنته المحجَّبة في تركيا، بسبب منع الحجاب في الجامعات التركية فأرسلها إلى الولايات المتحدة لاستكمال تعليمها.

ثانيًا: أن التيار الإصلاحي (تيار الإخوان) بأجندته يرمي إلى إحياء تجربة الأمة الإسلامية الواحدة، وإعادة الواجهة الحضارية القديمة لها، واستعادة دورها الريادي العالمي في كل المجالات، وهذا لا ينادي به أردوغان، فتياره يعمل داخل حدوده فحسب، ولا يطرح أجنداتٍ إسلاميةً ذات طابع عالمي، وهو الأمر الذي لا يقلق الغرب الأمريكي والأوروبي بل الصهيونية العالمية.

ثالثًا: إن للإخوان ثوابت لا تحيد عنها ولا تتغير، كقضية الاعتراف بـ«إسرائيل» وبيت المقدس وغيرها من القضايا المهمة والتي هي على غير المواءمة السياسية لحزب العدالة والتنمية، فما زالت تركيا عضوًا في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) الذي يضرب المسلمين في أفغانستان ويحيك المؤامرات في بلاد المسلمين إلى يومنا هذا.

مقالات لقيادات الإخوان

أحد القيادات: أوربا ضغطت على المؤسسة العسكرية لصعود الحزب

مقالات لقيادات الإخوان

في 2 أغسطس2007، وبعد حصول حزب العدالة والتنمية التركي، بقيادة أردوغان على الأغلبية في الانتخابات التشريعية، كتب الدكتورعلي بطيخ، أحد قيادات الإخوان في محافظة الجيزة، مقالًا، على الموقع الرسمي للجماعة «إخوان أون لاين»، حاول فيه الإجابة على سؤال طرحه في عنوان المقال: «لماذا اكتسح حزب العدالة الانتخابات؟»، جاوب بطيخ عن سؤاله في بداية المقالة، بأن الحزب نجح في التقدم بالانتخابات، لأنه استطاع التكييف مع الواقع الدولي وغير من خطابة الإعلامي، وخصوصا في قضايا الاعتراف بإسرائيل، ومبدأ علمانية الدولة التركية.

«هناك مقولةٌ مفادها أن حزب العدالة والتنمية في تركيا قد سُمح له بالتقدم في الانتخابات؛ لأنه استطاع التكيُّف مع الواقع الدولي، وغيَّر من خِطابه الإعلامي، وخصوصًا في قضيتين هامتين بالنسبة للنظام العالمي وهما:

1- مبدأ العلمانية.

2- الاعتراف بحق «إسرائيل» في الوجود.

وأن الحزب بهذا قد اكتسب تأييد الاتحاد الأوروبي وأمريكا؛ فتم الضغط على المؤسسة العسكرية في تركيا للقبول بنتائج العملية الديمقراطية، ولولا هذا لما تمكَّن الحزب من تحقيق النجاح وتشكيل الحكومة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية