x

«أردوجان» يعالج مصابي «فجر ليبيا» في «حي الدعارة»

الإثنين 23-02-2015 09:50 | كتب: علي سيد علي |
مستلزمات ومنشطات جنسية يتم عرضها فى الشارع مستلزمات ومنشطات جنسية يتم عرضها فى الشارع تصوير : آخرون

«تعالى شوف العرب في أكسراى»، قالها صديقى المدرس، في بداية يومى الثانى بإسطنبول. هناك، حيث يقع الحى في منطقة الفاتح، لا تستطيع أن تمشى أكثر من 100 متر دون أن يستوقفك طفل أو امرأة يسألك عن أموال، معظمهم، إن لم يكن جميعهم، سوريون.

في الجانب الغربى من الحى، استوقفنا قوادان عراقيان، أحدهما قال إن سعر الفتاة في الساعة يتراوح ما بين 100 و150 ليرة، حسب جنسيتها وسنها وأشياء أخرى، وأصر على اصطحابنا للمقهى الذي يعمل به، قائلا: «بصوا من الخارج يا شباب». كان المقهى في الطابق الأرضى، جدرانه زجاجية تكشف من بداخلها، حيث كانت الفتيات يجلسن في مجموعات، كل مجموعة تضم جنسيات مختلفة: الآسيوية والأوروبية والأفريقية.

اكتفينا بالمشاهدة فقط، وغادرنا إلى الجانب الشرقى من الحى، وهناك في أحد الشوارع الفرعية، حيث قصدنا أحد المقاهى، لفت نظرى انتشار باعة متجولين، يعرضون بضاعة واحدة على «فرشاتهم»: مستلزمات ومنشطات جنسية من جميع الأنواع ولمختلف الأغراض. اشتبك معى أحدهم لفظيا، بعدما صورت «فرشة بضاعته».

في طريقنا للعودة، التقينا 3 شباب، أحدهم كانت واحدة من ساقيه مبتورة، ويبدو من الجبيرة الملفوفة على الجزء المتبقى منها، أنه كان خارجا لتوه من المستشفى، بادروا بسؤال صديقى عن عنوان يقصدونه، سألناهم عن جنسيتهم فأجابوا: «ليبيين»، وعلموا من لهجتنا أننا مصريان، وتحدثوا معنا بأريحية وهم يطلقون الإفيهات المصرية ويضحكون. سألناهم إلى أي فصيل ينتمون، ومن المتسبب في إصابة رفيقهم، فأجابوا: «ثوار» وأن من أصابهم «قوات حفتر»، فسألهم صديقى: «يعنى انتم مش مع أي فصيل في ليبيا» فأجابوا بصوت واحد: «ثوار»، ثم استدركوا وكأنهم يهتفون في مظاهرة: «ثوار أحرار هنكمل المشوار». كانوا يتحدثون ويضحكون، خاصة الشاب المصاب، وكأنه لم يفقد إحدى ساقيه.

ندمتُ على عدم التقاطى صورا لهم، لأننى بعدها بدقائق رأيت مجموعة أخرى، كانوا خمسة أو ستة، وأحدهم مبتورة ساقه أيضا، سألتهم: «ليبيين؟»: فرد على أحدهم: «نعم»، قالها بتوجس، سألته: «مع أي فصيل» فلم يرد، مكتفيا بنظرته المتوجسة، وقال زميله: «من فجر ليبيا»، ثم استدرك وهو ينظر لى بعداء: «تبغى شىء؟».. تجاوزنى وهو ينظر خلفه، وكأنه يتأكد إذا ما كنت سأقتفى أثرهم أم لا، بينما ظللت واقفًا مكانى، حتى اختفوا وسط الحشود.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية