قال اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، إنه سيتم تنفيذ تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى ببناء كنيسة تحمل أسماء شهداء مجزرة داعش فى ليبيا.
وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن الرئيس «لما بيقول كلمة بتتنفذ»، وتم التنسيق بالفعل مع راعى كنيسة الأرثوذكس فى منطقة سمالوط، لتحديد المكان المناسب لبناء الكنيسة.
وأوضح أنه سيتم صرف معاش شهرى لأسر الشهداء، وإعطاؤهم أولوية فى فرص العمل بالمحافظة، وإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والميادين والمدارس والوحدات الصحية.
وأشار إلى أن مصر بحاجة لمزيد من توفير فرص العمل، حتى لا يخرج أبناؤها للعمل بالخارج ويتعرضوا لمثل هذه المخاطر، كما أن لدينا 40 سنة من النسيان الكامل لشمال وجنوب الصعيد.
وإلى نص الحوار:
■ كيف علمت وتابعت بشكل شخصى أخبار الـ21 مصريا المخطوفين فى ليبيا على أيدى «داعش» منذ بداية الأزمة؟
- أنا تابعت الموضوع من خلال وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعى مثل أى مواطن عادى، ولم يكن لدىَّ أى معلومات خاصة، وكان لدىَّ إحساس بالحزن والأسى والهزيمة، بسبب ما جرى لأولادنا، وعرفت حينها أن «مصر محتاجة كتير عشان ولادنا مايتعرضوش لكده مرة تانية، والمفروض يكون ليهم فرص عمل فى مصر»، كما أن لدينا 40 سنة من النسيان الكامل لشمال وجنوب الصعيد، ويجب علاج كل ذلك، وهذا ما يعطينى حافزا للنجاح.
■ ما الإجراءات التى قامت بها المحافظة للتعامل مع الأزمة، وما هو أول قرار اتخذته؟
- كل ما يتعلق بأهل المنيا فى ذهنى، ولكن حوادث الاختطاف فى البداية لم يكن لها هذا البعد، ولم يكن متوقعا أن تصل لهذا الحد، وأنا مؤمن بمبدأ التخصص، وواقعة اختطاف المصريين فى ليبيا المسؤول عنها وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية، وتحدث أى جهة أخرى فى مثل هذه الوقائع أضراره أكثر من نفعه، وتحدث أى جهة يجب أن يكون بحساسية شديدة.
وفضلت تعامل القنوات الشرعية مع الأزمة، وطرحت على كبار العائلات المسيحية والقيادات الكنسية القيام بزيارة أهالى المختطفين، بعد حوادث الاختطاف، ولكن رفضوا ذلك فى البداية، بسبب التركيز مع جهود وزارة الخارجية، وتوقعهم أن الزيارة لن تأتى بجديد، وبعد التيقن من القتل، قمت بزيارتهم فى قرية العور، وجلست مع أهل البلد بالكامل فى وجود مسلمين، وأنا مؤمن بأن كل من يهاجر للخارج تكون هجرته بسبب عدم وجود فرص عمل، وسعيت لإيجاد فرص عمل تستوعب العمالة الكثيرة فى محافظة المنيا، ودعوت كل أهل المنيا إلى عدم السفر لليبيا، خاصة بعد تحذير الدولة أكثر من مرة.
■ الرئيس عبدالفتاح السيسى أمر ببناء كنيسة، تخليدا لذكرى شهداء المنيا، فكيف سيتم التنسيق مع القيادات الكنسية للقيام بذلك؟
- الرئيس لما بيقول كلمة بتتنفذ، وتم التنسيق بالفعل مع راعى كنيسة الأرثوذكس فى منطقة سمالوط، لنقوم بتحديد المكان المناسب لبناء الكنيسة، وسوف نراعى قواعد لاختيار أفضل وأقرب مكان لأسر الشهداء، وعلى طريق عمومى لتسهيل الوصول إليها.
■ طالب أهالى الشهداء بتغيير اسم قرية العور إلى اسم (قرية الشهداء)، وإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع، فهل سيتم ذلك؟
- ممكن طبعا، وتم عمل كشف بأسمائهم، وتم إرسال هذا الكشف للسيد رئيس الوزراء، لإصدار قرار باعتبارهم شهداء، ونحن نقوم بإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والميادين والمدارس والوحدات الصحية، وهذا جائز، ولا أعتقد أنهم طالبوا بتغيير اسم القرية، ولكن أى موضوع قابل للدراسة.
■ كيف ستتم رعاية أسر الشهداء من قِبَل المحافظة، وهل سيتم صرف معاش استثنائى لهم؟
- يوجد قرار من رئيس الجمهورية باعتبارهم شهداء، وسيتم صرف معاش لذويهم وإعانات شهرية، ووجهت التأمين الصحى لعلاجهم على حساب التأمين الصحى، وأى فرص للعمل ستكون هناك أولوية لأهالى الشهداء مثل أهالى شهداء الجيش والشرطة.
■ يوجد مواطنون من محافظة المنيا فى ليبيا الآن.. فما الجهود التى ستقوم بها المحافظة لإعادة المصريين من هناك وكذلك منع الآخرين من السفر؟
- أنا أناشد جميع المواطنين عدم السفر إلى ليبيا مرة أخرى، و«نشتغل هنا فى بلادنا بيومية 30 جنيه أفضل من يومية 300 جنيه فى ليبيا»، لأن أهالينا وأولادنا فى حاجة لنا، ويوجد قرار من الحكومة الآن بمنع سفر المصريين إلى ليبيا نظرا للحوادث الأخيرة، ولكن المنع من السفر سيكون من وزارة الداخلية وشرطة الجوازات، وليس من المحافظ.
■ ما الإجراءات التى ستقوم بها المحافظة للحد من البطالة وسفر المصريين للخارج؟
- يوم الخميس المقبل، سنقوم بالإعداد لمؤتمر اقتصادى، لطرح فرص الاستثمار فى المنيا، وتحديد وسائل معوقات الاستثمار، ودعونا رئيس الوزراء، ووزراء التنمية المحلية، والصناعة والتجارة، والزراعة، والاستثمار، والسياحة والجهات العاملة فى مجال السياحة، والصناعة، والتجارة، وجميع جهات التمويل الممكنة فى المنيا، للاستعداد بفكر واضح للمؤتمر الاقتصادى الدولى فى شهر مارس المقبل بإذن الله.
■ يتهمك بعض أبناء المحافظة بأنك لا تقوم بجولات كافية لبعض المراكز، ما يؤدى إلى ضعف الخدمات المقدمة بها؟
- أنا لا يمكن أن أقابل 5 ملايين مواطن من محافظة المنيا، ولكن جميع أهالى المنيا يستطيعون الحديث معى هاتفيا، وأنا أقوم بواجبى على أكمل وجه، وأقوم بالمرور ومتابعة العمل بشكل دورى.
■ مصر مقبلة بعد أيام على الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق.. فما إجراءات المحافظة للاستعداد للانتخابات البرلمانية؟
- نحن مستعدون بالكمال، ولدينا لجان فى جميع المراكز، بالإضافة للجان العامة، ودورنا تنظيمى وتجهيزى لكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، واحتياجات اللجنة العليا للانتخابات، وتجهيز مقار الإقامة للمشرفين على العملية الانتخابية من القضاء والشرطة والجيش، ولا علاقة لنا بالعملية الانتخابية.
■ المنيا كانت من أكثر المحافظات التى شهدت عنفا إرهابيا منذ 14 أغسطس وحتى الآن..
- عمليات العنف والإرهاب ليست مستمرة حتى الآن، واستمرت بعد فض رابعة العدوية والنهضة لمدة شهر فقط، وتمت السيطرة على كل شىء بعد ذلك، والمحافظة شهدت استقرارا أمنيا بعد ذلك، وأنا أدَّعِى أن محافظة المنيا من أكثر المحافظات أمنا فى مصر، ومافيش حاجة اسمها إخوان، ومش هيبقى فيه حاجة اسمها إخوان، وده مش كلامى ده كلام الشعب المصرى، والإخوان دول «إخوان الشياطين»، وإخواتنا الحقيقيين هم جموع الشعب المصرى، وأى واحد هينتمى لهذه الجماعة الإرهابية من الموظفين بالجهاز الإدارى للدولة أو من المواطنين سيتم التعامل معه بمنتهى الحسم، وكله بالقانون.
■ ما الإجراءات التى اتخذت لتنمية شمال الصعيد؟
- يتم الآن عمل الطريق الوحيد الواصل من البحر الأحمر إلى الواحات البحرية، بمسافة 166 كيلومترا، وسيتكلف ما لا يقل عن 300 مليون جنيه، من ميزانية هيئة الطرق والكبارى، وسيمتد إلى الحدود المصرية الليبية، وهذا الطريق سيكون له مردود اقتصادى عال جدا، وسيكون على جانبية أراض صالحة للزراعة وصالحة للاستثمار.
ويوجد طريق ثان من شرق المنيا إلى الكيلو 60 بطريق البويطى- رأس غارب، لتقريب المسافة من محافظة المنيا وأسيوط للبحر الأحمر، وسيكون له عائد اقتصادى كبير، كما سيتم استخدامه لدعم الزراعة والمحاجر، ومن ضمن وسائل التنمية فى المحور، عملنا كبرى بنى مزار، وسيقوم رئيس الوزراء بافتتاحه الأسبوع المقبل، ولدينا خطة محددة لاستثمار الزراعة والصناعة والسياحة، ولدينا خطة لدعم الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر الكثيفة.
ولدينا أيضا خطة لاستثمار قرى الظهير الصحراوى، والزراعات، وتدبير مساحات أراض تكون عبارة عن مدن وقرى نموذجية، لتفريغ الكثافة السكانية بها، ولدينا 24 قرية ظهيرا صحراويا، ونسعى مع وزارة الإسكان، لنقل ولاية هذه الأراضى للمحافظة، للمساعدة فى تخطيطها جيدا، ولنقل الكثافة السكانية بها، ومنع البناء على الأراضى الزراعية، ولعمل منتجعات نموذجية بهذه القرى، لنقوم ببناء مدارس كبيرة فيها ملاعب، ومناطق للأنشطة المختلفة نفخر بدخول أولادنا فى المستقبل بها، ولدينا تصور كامل سنقوم بعرضه على رئيس الوزراء فى المؤتمر الاقتصادى.