ذكرت مصادر عسكرية أن الضربة الجوية التي شنتها القوات، فجر الاثنين، على مناطق بليبيا أسفرت عن مقتل 50 عنصراً من «داعش» بينهم 7 قيادات، إضافة إلى تدمير مقر المحكمة الشرعية في درنة وتصفية عدة أوكار ومخازن للأسلحة والذخيرة للتنظيم الإرهابي، مؤكدة أن مصر تستعد لتوجيه ضربات جديدة، تستهدف كافة مواقع التنظيم ومواقع لتنظيم «أنصار السنة» في درنة وسرت، إضافة إلى تصفية معسكرات تدرب الإرهابيين في مصراتة.
وقالت المصادر العسكرية إن الضربة الجوية تمت وفق تنسيق أمني ومعلوماتي بين مصر وليبيا، حيث حددت المخابرات الحربية المصرية مواقع التنظيم والأهداف وصورتها جواً وقامت الطائرات والمقاتلات «إف 16» بالإقلاع فجر اليوم من مطار غرب القاهرة، ثم وصلت إلى مطار مطروح، الذي انطلقت منه إلى الأهداف المطلوبة، حيث ضربت مواقع تنظيم «داعش» ومخازن السلاح ومواقع للذخيرة إضافة لمزارع كان يتجمع فيها عناصر التنظيم، فضلاً عن منطقة تسمى غابة «بومسافر»، والتي تعتبر من أكبر نقاط تمركز الإرهابيين.
وقالت مصادر مطلعة إن الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى، رئيس أركان القوات المسلحة، والفريق يونس المصرى، قائد القوات الجوية، وكبار القادة تابعوا لحظة بلحظة تنفيذ الضربة الجوية التي قامت بها عناصر القوات الجوية، التي أقلعت من مطار مطروح العسكرى، من مركز عمليات القوات المسلحة، وظلوا يتابعون الموقف حتى عودة القوات سالمة لأرض الوطن.
وعرض الموقع الرسمى لوزارة الدفاع تصوير فيديو يوضح تفاصيل إقلاع القوات الجوية المصرية وطريقة تنفيذها للضربات الموجهة لمواقع الإرهابيين بليبيا. بينما أوضحت مصادر مطلعة أن الضربة الجوية تمت بطائرات مقاتلة حديثة من طراز «إف- 16»، وحققت النتائج المرجوة من العملية للثأر لشهداء الوطن. مشيرا إلى أن الطائرات تحركت من مطار مطروح في تمام الساعة الرابعة فجرا، وذلك بالتنسيق مع القوات الليبية، وتوجهت إلى مدينة سرت لتنفيذ الضربة، ثم عادت فور الانتهاء.
من جانبه، أعلن قائد سلاح الجو الليبى، التابع للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، أمس، أن قواته شاركت الطائرات الحربية المصرية في توجيه الضربات لمواقع «داعش»، وطالب المسؤول العسكرى بتنسيق مصرى- ليبى- تونسى- جزائرى، باعتبار أن «الأمن القومى لهذه الدول واحد»، لكنه أكد أن بلاده لن تسمح بتدخل برى في ليبيا.
وقال العميد الركن صقر الجروشى، قائد سلاح الطيران التابع للحكومة الليبية، إن العمليات «مستمرة» ضد أهداف التنظيم في ليبيا، موضحاً أن الهجمات التي تمت فجر أمس تركزت في درنة، التي تقع على ساحل البحر المتوسط شمال شرق ليبيا. وأفاد الجروشى بأن الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية والليبية أسفرت عن «مقتل 50- على الأقل- من التكفيريين والقبض على عدد منهم».
وأضاف المسؤول العسكرى أن مصر شنت ضربتها الجوية بناءً على طلب من ليبيا، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تعاون دول المنطقة في القضاء على «داعش». وقال الجروشى: «الطلعات ستتم مع مصر بالتنسيق، وستستمر ضربات أخرى»، اليوم، معرباً عن أمله في استمرار التعاون مع مصر في توجيه ضربات جوية ضد «داعش».
ونقلت صفحة «رئاسة أركان القوات الجوية»، على موقع «فيس بوك»، عن الجروشى قوله إن القوات الليبية «نسقت مع القوات الجوية المصرية.. مصر تحترم السيادة الليبية.. ضربنا عدة مراكز وأصبناها بشكل صحيح، وطائراتنا ساعدت في القصف»، لكن الجروشى أضاف أيضاً: «لا نسمح بتدخل برى في ليبيا، لدينا الرجال، وما نطلبه ونحتاجه هو إمدادنا بالسلاح والطائرات وقطع الغيار لمحاربة الخوارج».
وعن الأوضاع في تلك المدينة قال، في تصريحات لقناة «العربية الحدث»: «درنة مدينة مخطوفة.. تصل إليها أسلحة عبر البحر». وأوضح أن القوات المصرية منتشرة على طول الحدود المشتركة، وأن هناك استطلاعاً جوياً دائماً للمنطقة الحدودية.
وأشار الجروشى، من ناحية أخرى، إلى أن الطيران الليبى قصف، أمس، أهدافاً في سرت وبن جواد، وسط البلاد، في عملية ليبية منفردة. والموقعان بهما قوات موالية للحكومة الموازية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، والتى تقول الحكومة الليبية المعترف بها دولياً إنها مدعومة من «إسلاميين متشددين».
من جهته، أدان الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبى، أحمد المسمارى، عملية ذبح المصريين، وقدم العزاء لمصر «قيادة وشعباً على ما فعله ذلك التنظيم الإرهابى، ونقول للعالم إن ما فعله تنظيم داعش بالمسيحيين المصريين يأتي ضمن سلسلة من العمليات الإرهابية التي يقوم بها في ليبيا والمنطقة العربية»، وأشار إلى أن القصف الليبي لمواقع داعش «لن يتوقف حتى نكبدهم خسائر فادحة لتهديدهم أمن ليبيا ومصر».