x

محمد سلطان.. 365 يومًا من «الأمعاء الخاوية»

الأربعاء 28-01-2015 20:45 | كتب: عمر عبدالعزيز |
محمد صلاح سلطان محمد صلاح سلطان تصوير : آخرون

«أنا مش عايز أموت، لكني مقتنع أن لازم حد يموت بسبب هذا القانون حتى يهتز الجميع، لازم حد يعملها، وقررت أعملها أنا مش هستنى حد»، كان هذا رد محمد سلطان على سؤال وجهه له الطبيب المشرف على حالته قبل شهور، وقتها كان محمد سلطان يقترب من كونه صاحب أطول إضراب عن الطعام فى العالم.

قال كلماته بعينين زائغتين، وجسد أنهكه المرض، وروح تقوى برفضها البقاء حبيسة جدران الزنزانة، يومها كان دكتور أحمد ممدوح الاستاذ بطب القصر العيني والمشرف على حالة سلطان يوقع الكشف على الشاب الذي وصل ليومه الـ 233 يوم من الإضراب عن الطعام.

كانت هذه زيارة سلطان الأولى لمستشفى القصر العيني بعد فشل مستشفى سجن طرة في إسعافه،بعد انهيار حالته الصحية. لكنها لم تكن الأخيرة، ازدادت زيارات سلطان للقصر العيني بينما يمضي في طريقه لإكمال عام كامل من الإضراب عن الطعام رفضًا لاستمرار سجنه، لكنه كان يعود بعد كله زيارة إلى حبسه الانفرادي بسجن طرة.

أمس الثلاثاء، أتم محمد سلطان، نجل القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» صلاح سلطان، عاما كاملا من الإضراب عن الطعام. يضاف لهذه العام اربعة أشهر أخرى قضاها رهن الحبس دون ان يوجه له أي اتهام. ففي يناير 2014 بدأ سلطان إضرابه عن الطعام للمطالبة بالإعلان عن الاتهامات التي تعتزم الدولة توجيهها له، بعد أن اعتقلته الشرطة من بيته أثناء عملية البحث على والده، في أغسطس 2013، بعد أيام من فض اعتصام رابعة العدوية، وأودعته سجن طره، ومنذ ذلك الحين يتم تأجيل محاكمته، مع استمرار حبسه، وبعد أشهر من الإضراب وجهت له النيابة العامة اتهامات بالمشاركة فيما يسمى «غرفة عمليات رابعة».

شارك عدد من النشطاء السياسيين، ومستخدمى فيس بوك، وتويتر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الإثنين، في حملة عالمية للتدوين عنه باللغتين العربية والانجليزية، من خلال الوسم المجمع "هاشتاج": يموت لنحيا، داعين للإفراج عنه حفاظا على حياته.

ووفقًا لأحدث التقارير الطبية عن حالته، فإن سلطان المعتقل منذ 25 أغسطس 2014، أصيب بفقدان شديد في الوزن وهزال عام، ووجود بقع متعددة زرقاء بجسمه نتيجة نزيف تحت الجلد، وصول ضغط دمه إلى 100/50 وانخفض نبضه إلى 68 في الدقيقة.

كما يعاني من نقص حاد في السكر وزيادة معدل فقر الدم، علاوة على الجلطات الرئوية المتكررة، بسبب حرصه على الاستمرار بمعركة "الأمعاء الخاوية"، التي يقوم الجسد فيها باستخدام الطاقة الممتدة من الدهون المختزنة التي يعالجها الكبد عوضا عن الجلوكوز.

يقول الدكتور أحمد ممدوح الذي أشرف على حالة سلطان: «وظائف سلطان الحيوية أغلبها تأثرت بشدة بسبب الإضراب، وبنيان جسمه القوى، والذى كان وزنة 110 كيلوجرام من العضلات، تحول الآن إلى أقل من 64 كيلوجرام، بعد أن قام جسده بتحويل العضلات لجلوكوز في الدم، للمحافظة على نسبة السكر فيه».

أسرة سلطان الحامل للجنسية الأمريكية، والذى حضر إلى مصر في مارس 2013 ليكون بجوار والدته المصابة بالسرطان، طالبته مرارا بوقف إضرابه عن الطعام، بسبب تدهور صحته الحاد، إلا أنه رفض ذلك.

قالت الأسرة فى بيان لها أعلنته نهاية الأسبوع الماضي: «وصلتنا أخبار عن تدهور شديد في حالة محمد النفسية والجسدية، كما أكدت صورة حديثة متداولة له، مخاوفنا. تستمر السلطات في الضغط عليه لكسر إضرابه وعزله عن باقي السجناء ومحاولة إضعاف معنوياته ودفعه للانتحار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية