اعتبرت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية أنه من بين «جميع الأحداث التي فضحت حكام مصر، كانت المحاكمة الصورية لثلاثة صحفيين من قناة الجزيرة ومن أكثرها فظاعة»، واصفة القضية بأنها «وصمة عار سوداء على سمعة مصر».
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها الثلاثاء، إن الصحفيين بيتر جريستي ومحمد فهمي ومحمد باهر أمضوا 370 يوما في السجن منذ اعتقالهم في ديسمبر 2013 بتهم دعم الإرهاب، التي وصفتها بـ«التهمة السخيفة»، مضيفة أن قرار إعادة المحاكمة يقدم أول بصيص أمل منذ بداية تلك السلسلة المؤسفة، حسب تعبيرها.
وتابعت الصحيفة: «الصحفيون ما زالوا وراء القضبان، ولكن الحكم الذي أصدرته محكمة النقض يعترف ضمنا بأن المحاكمة الأولى كانت في الواقع صورة زائفة للعدالة، وإلا لماذا ستكون إعادة المحاكمة ضرورية؟».
ووصفت الصحيفة أن الدعوى الأصلية كانت عبارة عن حالة من الفوضى، مشيرة إلى أن أدلة القضية تضمنت لقطات من الحياة البرية الأفريقية صوّرها أحد المراسلين لفيلم وثائقي، وأضافت: «توصل القاضي بعدها أن جريستي وفهمي ومحمد كانوا ينشرون الإرهاب في مصر».
وقالت الصحيفة إن الحقيقة هي أن «هذه القضية لا علاقة لها بسلوك المتهمين، ولكنها مرتبطة كليا بالعلاقات بين النظام العسكري في مصر وبين القطريين الذين يمولون قناة الجزيرة»، مضيفة أن حبس الصحفيين كان رد مصر على دعم قطر لنظام الإخوان المسلمين في القاهرة خلال صعودهم «السريع والكارثي» بين عامي 2012 و2013.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها: «يبدو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أدرك الضرر الذي سببه سجن 3 صحفيين أبرياء وتأثير ذلك على سمعته، وعندما تبدأ محاكمة جديدة، ينبغي على المحكمة رفض القضية وإطلاق سراح المتهمين».