وسط الجدل المحتدم فى الولايات المتحدة حول مشروع إنشاء مركز إسلامى ومسجد بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر فى نيويورك، وفى الوقت الذى استقبل فيه مسلمو أمريكا عيد الفطر بالتزامن مع ذكرى التفجيرات، أطلق مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) حملة إعلانية تهدف إلى إقناع العالم بأن هجمات 11 سبتمبر أساءت لمسلمى أمريكا أيضاً مثلما أساءت لغيرهم من الأمريكيين، وذلك بهدف مكافحة موجة «الإسلاموفوبيا» والتعصب الأعمى المتنامى ضد المسلمين فى المجتمع الأمريكى.
وتقول المنظمة على موقعها على الإنترنت إن حملتها الإعلانية مصممة أيضاً بهدف مواجهة خطط كنيسة بفلوريدا لحرق نسخ من المصحف الشريف.
وتوضح «كير» أن 2 من تلك الإعلانات يظهر فيها مسلمون عاصروا اللحظات الأولى من التفجيرات، ففى الإعلان الأول يظهر رجل أسود مسلم، يروى لحظات وجوده فى موقع الحادث، واللحظة التى علم فيها بمقتل أحد أصدقائه فى الموقع، أما الإعلان الثانى فهو لطبيبة طوارئ مسلمة، كانت ضمن مجموعات الإسعاف التى تولت التعامل مع المصابين.
ويظهر فى إعلان ثالث قادة مسلمون ويهود ومسيحيون يتحدثون عن «القاعدة الذهبية» وهى القيم التى اتفقت عليها كل الأديان، ويختتم بعبارة «لدينا قواسم مشتركة أكثر مما نعتقد»، وذلك بهدف التصدى لأولئك الذين يسعون لتقسيم أمريكا على أسس دينية، من أمثال أعضاء كنيسة فلوريدا.
وتقول «كير» إنها قامت بتوزيع الإعلانات- التى تتخذ من جملة «11 سبتمبر حدث لنا جميعاً» شعاراً لها- على العديد من قنوات التليفزيون الأمريكية، مع التركيز على قنوات كل نيويورك وفلوريدا، فضلاً عن مواقع الإنترنت الاجتماعية.
وتقول المنظمة الأمريكية إنها كانت قد أنتجت إعلاناً فى 2005 يهدف إلى نبذ الإرهاب والتطرف الدينى، وشاهده نحو 10ملايين أمريكى. وظهر فى الإعلان الذى حمل شعار «ليس باسم الإسلام»، مسلمون أمريكيون يقولون «إن أولئك الذين يرتكبون أعمالا إرهابية باسم الإسلام يخالفون تعاليم القرآن والنبى محمد (صلى الله عليه وسلم)».
وكانت «كير» نشرت دليلاً على الإنترنت فى وقت سابق من الشهر الجارى يهدف إلى مساعدة المجتمعات المسلمة على تنظيم فعاليات ومبادرات للتوعية للتعامل مع أحداث محددة، مثل مبادرة «اليوم الوطنى للوحدة والالتئام» الذى يأتى بالتزامن مع الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر.