استعرض فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال اجتماع الثلاثاء، مع الرئيس الصومالى، حسن الشيخ محمود، والوفد المرافق له الذى يزور مصر حاليًا، سبل التعاون المشترك في مجال الارتقاء بمستوى التعليم الشرعي، وتصحيح مفاهيم الدين الإسلامي في الصومال.
وعبر فضيلة الإمام الأكبر للرئيس عن تضامن الأزهر الشريف ومصر مع أبناء الشعب الصومالي الشقيق في مواجهة ما يمر به من أحداث مؤلمة، مؤكدًا: «أننا كنَّا دائمًا نتابع ما يحدث بالصومال لحظة بلحظة، وأصابنا الحزن على ما جرَى على أرضكم الكريمة في العقدين الأخيرين».
وقال فضيلته: إن «الأزهر على استعدادٍ كامل لتقديم كافة أشكال التعاون مع الصومال، سواء من خلال استعادة مقرَّاته في الصومال وتأهيلها، لتبدأ في دورها العلمي والدعوي، أو من خِلال زيادة عدد المنح التي يُقدِّمها الأزهر للطلبة الصوماليين للدراسة في جامعة الأزهر سواء في الكليات الشرعية أو العملية».
وأشار فضيلة الإمام الأكبر، إلى أن الأزهر قام بإرسال عدة قوافل دعوية وطبية لشعب الصومال الشقيق، تقديرًا منه لجهود هذا الشعب المكلوم في محاولة إعادة بناء دولته التي دمَّرتها الحروب على مدار عدة عقود.
من جانبه أعرب رئيس الصومال، عن سعادته الغامرة بلقائه بفضيلة الإمام الأكبر في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر، هو المرجعية الأولى للمسلمين، وأن إمامَه هو الإمام والقُدوة لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: إنه «يأمل أن يلعب الأزهر الشريف دورًا محوريًّا في عملية بناء الصومال الجديد، فالحروب التي عانَى منها الصومال كانت نتيجة لمفاهيم دينية خاطئة تسلَّلت إلى الصومال مُؤخِّرًا، لذلك فإنَّ الصومال لن يخرُج من وضعه الحالي إلا من خِلال تصحيح هذه المفاهيم الدينية»، مؤكدًا أنه يتطلَّع لدور مهمٍّ للأزهر من خلال المساهمة في نشر منهج الإسلام الوسطي عن طريق المنابر الدعوية والمناهج والمدارس في جميع أرجاء الصومال، قائلًا: «إننا نريد ألا يعتلي المنابر إلى مَن يعتمدُهم الأزهر الشريف لنقل أمانة الدين والعلم إلى الناس».
وأوضح الرئيس الصومالي، أنه تم اعادة افتتاح الجامعة الوطنية، وهي الجامعة الوحيدة في الصومال، وسوف يتم فتح كلية للدراسات الإسلامية، ومعهد لإعداد الدعاة بها، لتكون تحت إشراف الأزهر الشريف، كما ستتم إعادة كل ممتلكات الأزهر الشريف إلى إدارته لتستكمل دورها العلمي والديني في الصومال بإشرافه.
حضَر اللقاء السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ووزير التعليم الصومالي، والسفير الصومالي بالقاهرة، ورئيس الجامعة الوطنية الصومالية.
واتَّفق الجانبان في نهاية اللقاء على تكوين لجنةٍ مشتركة من الأزهر الشريف، والحكومة الصومالية، لمتابعة تفعيل سُبل التعاون، واتخاذ إجراءات عمليَّة جادة في كل ما تم الاتفاق عليه بين فضيلة الإمام الأكبر، ورئيس جمهورية الصومال.