قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن «وطنية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووقوفه ضد الإخوان لا يقبلان المزايدة»، مؤكدًا أنه لا أحد يستطيع إخراج الأزهر عن وسطيته حتى أولئك الذين ينتهجون نهجًا غير نهج الأزهر.
أضاف شومان، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، تعليقا على ما يردده البعض بأن مشيخة الأزهر تتعرض لـ«الأخونة»: «شيخ الأزهر حمى منصب مفتى الجمهورية من الإخوان حينما حاولوا السيطرة عليه، وذلك بعدما أعلن اختيار الدكتور شوقى علام، المفتى الحالى، للمنصب قبل إخطار الرئيس المعزول محمد مرسى».
وأوضح وكيل الأزهر أن هيئة كبار العلماء هيئة علمية وليست إدارية ولا علاقة لها بالقيادة أو الإدارة، وأن أعضاء الهيئة لهم فكر متنوع، فقد كان بها الشيخ يوسف القرضاوى، حتى تم عزله بعد التحريض على الجيش واتخاذه مواقف لا يمكن السكوت عنها، وتم اتخاذ إجراءات ضد كل من ينتمى إلى الإخوان، مشيرا إلى أن هذا دليل على أن شيخ الأزهر لا يسمح ببقاء أي شخص- كائنا من كان- يعمل ضد الدولة.
وأشار شومان إلى أن هناك لجنة قيادات بمشيخة الأزهر تختار كل مَنْ هو مدير عام فأعلى، وتستطلع رأى الأمن عنه، لأن الأزهر لا يريد أن يتسلل الإخوان إليه حتى إن كان من الكفاءات يتم استبعاده إذا ما كان له انتماء لجماعة الإخوان، مؤكدًا أنه تم تهديده وأبنائه بالقتل وإلقاء المولوتوف على منزله، ورغم ذلك يتهمه البعض بأنه «إخوانى».
وتابع وكيل الأزهر: «فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى عارضت بشدة قانون الصكوك الإسلامية الذي اقترحه الإخوان، وقلت ذلك قبل سقوط مرسى بـ3 أشهر، حيث كان هذا القانون يتنافى مع الشريعة الإسلامية، لكن لم أعترض على فكرة الصكوك في حد ذاتها، فهى بشكل عام موجودة بالشريعة وتُدرَّس للطلبة في الفقه الإسلامى، وكان اعتراضى على تناولهم المشروع ومحاولة فرضه بصورة مغرضة، لأنه يؤدى إلى تمليك مصر للأجانب، ويحتوى على معاملات لا تتفق مع الشريعة الإسلامية».
وأكد شومان أنه بعد سماع شيخ الأزهر عن جهوده في هذا المجال دعاه لحضور جلسة هيئة كبار العلماء كخبير، لأنه لم يكن عضواً بالهيئة، وتم تعيينه أمينًا عامًّا للهيئة بالإجماع، ثم وكيلاً للأزهر بعد سقوط النظام، وكان هذا كله نتاج معارضته لقانون الصكوك الإخوانى ووقفته المشهورة ضده.
ونوه وكيل الأزهر بأنه عارض الإخوان مرة أخرى معارضة شديدة، بخصوص تصريحات عصام العريان، عن عودة اليهود المصريين إلى البلاد، لأنهم استوطنوا كياناً عدواً ولم يعد انتماؤهم لمصر.