x

مشايخ الصيادين ينتظرون تدخل الدولة

الثلاثاء 23-12-2014 20:57 | كتب: سمر النجار |
شيخ صيادى الإسكندرية شيخ صيادى الإسكندرية تصوير : حازم جودة

أمام بحيرة مريوط، فى حى المكس بالإسكندرية، تحلّق صيادون حول محمود محمد، ابن الخامسة والثلاثين، يشكون سوء الحال، ويفكرون فى وسيلة لدفع مكاسبهم القليلة، بعد أن «فسد البحر بسبب مياه الصرف». يقول محمود الذى يعمل بالصيد منذ أحد عشر عامًا: «بحيرة مريوط بها سمك بلطى وأراميط، ولكننا نفضل الاستيقاظ فى الساعات الأولى من الفجر، ونذهب للبحر للصيد، ونعود وقت شروق الشمس». مؤكدا أن السمك متوافر، وأن الرزق موجود، لكن منذ دأبت المصانع والشركات على إلقاء مخلفاتها السامة بالبحيرة التى تتصل بالبحر مباشرة، صاروا يواجهون نفوق الأسماك وسوء جودة لحمها لتشبعها بالملوثات السامة التى صارت «تنافس مياه البحر فى كميتها». لم يتوقف محمود وزملاؤه عن رفع شكاواهم للمسؤولين، لكن أحدا لم يستجب!

وانتقد محمود الحكومة لعدم توفيرها الدعم للصيادين حتى على البنزين والسولار اللازم لتشغيل المراكب. مؤكدا أنه بعد الزيادة الأخيرة فى أسعار البنزين بات ثمن الجركن الصغير 50 جنيها، بعدما كان بـ25 جنيها فقط. واعتبر محمود أن الصيادين الذين يفضلون اختراق المياه الإقليمية «طماعون»، ويرغبون فى تحقيق مكسب سريع متهمًا إياهم بالعمل بالتهريب بجانب صيد الأسماك لزيادة المكاسب.

وعلى العكس من تأكيدات محمود بشأن امتلاء البحر بالأسماك، أكد حسن عبدالمطلب، شيخ صيادى المكس أن البحر لم يعد به أسماك مثلما سبق، مرجعًا ذلك إلى تلوث المياه وصرف المواد البترولية والصرف الصحى فى البحر، ما يؤدى إلى نفوق الأسماك. كما أدت الملوثات إلى خلل البيئة الطبيعية لتتكاثر سمكة «الأرنب» التى تتغذى على الأسماك الأخرى.

وأشار إلى أن عدم وجود أسماك كافية فى البحر تدفع بعض الصيادين للبحث عن رزقهم فى المياه الإقليمية «لأنهم عايزين ياكلوا عيش»، نظرا لأن: «هناك من يعملون لمدة ساعة فيملأون المركب بالأسماك، بينما قد يقضى الصياد عدة أيام داخل المياه الإقليمية المصرية عدة أيام بلا فائدة».

وقال حسن إن السمك لدينا موسمى، حيث تكون أشهر تكاثر سمك السردين مثلا من شهر إبريل إلى أكتوبر، ويزداد المياس بين شهرى يونيو وأغسطس. والتونة بين أكتوبر وديسمبر، لذا يعمل الصيادون على الأسماك الأرضية، مثل الدينيس والبربون خلال الفترة من يناير إلى إبريل.

واعتبر حسن نظام منع الصيد لمدة شهرين مما يتيح فرصة لتكاثر الأسماك الذى تم اقتراحه من فترة- باء بالفشل، واقترح حلا بديلا للتغلب على هذه الأزمة تمثل فى إبرام الدولة اتفاق شراكة مع الدول الغنية بالأسماك للسماح للصيادين بالذهاب والصيد بشكل قانونى. واتخذ من موريتانيا مثالا، باعتبارها من أغنى الدول بالأسماك، وطالب بعقد شراكة معها، مثلما كان من قبل.

وطالب حسن الدولة أيضا بتوفير ميناء صغير للصيد فى الماكس أسوة بميناء المعدية وميناء البرلس وميناء عثمان أحمد عثمان فى رشيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية