x

أبطال الشتاء «1»: تشيلسي يُضيع الرقم القياسي.. ولا يضيع البطولة

الأحد 21-12-2014 21:02 | كتب: أحمد فؤاد الدين |
جون تيري جون تيري تصوير : آخرون

تتوقف معظم بطولات الدوري الكبري في أوروبا مع حلول أعياد الميلاد بسبب الطقس البارد، أو الإجازات لفترة قصيرة، يعود بعدها الجميع للتنافس، ويتزامن ذلك مع انتهاء معظم مباريات الدور الأول من بطولة الدوري لتتوج الفرق على القمة ببطولة رمزية وهي بطل الشتاء، لكن كيف وصل أبطال الشتاء هذا العام لقمة مسابقة الدوري في بطولات أوروبا الخمس الكبري؛ إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، وإسبانيا؟

- تشيلسي بطل الدوري الإنجليزي

جمع فريق تشيلسي 39 نقطة قبل مباراة الفريق مع ستوك سيتي، وهو الرقم السحري الذي جمعه على الأقل معظم أبطال دوريات أوروبا الكبري، لعب الزرق 16 مباراة فازوا بـ12 منها وتعادلوا في ثلاثة وخسروا واحدة فقط أمام نيوكاسل يونايتد، وسجل لاعبي الفريق 36 هدف بمعدل 2.25 هدف في كل مباراة، وتلقت شباك الفريق 13 هدف فقط بمعدل 0.81 هدف في المباراة، وفاز تشيلسي في كل مبارياته على ملعبه ستامفورد بريدج، بشمال لندن.

- الخطة

لعب تشيلسي كل مبارياته تقريبًا بنفس الخطة، 4-2-3-1 وبتشكيل ثابت تقريبًا، هو تيبو كورتوا في حراسة المرمي، أزبيلكويتا ظهير أيسر، إيفانوفيتش ظهير أيمن، جاري كاهيل وجون تيري كقلبي دفاع، أمامهم الثنائي سيسك فابريجاس ونيمانيا ماتيتش كلاعبي ارتكاز، ثم ثلاثي الوسط المهاجمين ويليان على اليمين، آزار على اليسار وأوسكار في الوسط خلف المهاجم الوحيد دييجو كوستا.

ثبات التشكيل يعني أن جوزيه مورينيو مدرب الفريق استفاد من الإنسجام بين لاعبيه، لكن في المقابل تعرض لاعبيه إما للإرهاق ومن ثم الإصابات، مثل دييجو كوستا، أو الإيقافات بسبب تراكم البطاقات الصفراء، مثل ماتيتش، فابريجاس وكوستا، وهو ما ينذر لو تكرر بفقدان الفريق لنقاط هامة، خاصًة مع لعب الفريق لمباراة كل ثلاثة أيام تقريبًا لمدة شهر كامل، بداية من منتصف ديسمبر وحتي منتصف يناير.

- خطة دفاعية

اللعب بطريقة 4-2-3-1 يعني أن الفريق يدخل مبارياته بشكل دفاعي أو على الأقل متحفظ بوجود خمس لاعبين في وسط الملعب، منهم ارتكازي وسط بنزعة دفاعية، لكن ما جعل الخطة أكثر دفاعية هو أسلوب مورينيو نفسه، الذي لا يتواني في الدفاع عن نقطة تعادل أمام فريق يلعب حتى بعشر لاعبين، مثلما حدث في مواجهة الزرق مع مانشستر سيتي، والتي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.

الأسلوب الدفاعي لمورينيو مكنه من تحقيق نتائج إيجابية مع الفرق الكبيرة، كلها بفوزه على ليفربول، أرسنال وإيفرتون وتعادلين مع ناديي مدينة مانشستر.

لكنه في المقابل، جعل الفريق غير مفضل لمحبي كرة القدم، فالفريق لعب على الهجمات المرتدة أمام كوينز بارك رينجرز ليقتنص فوز بهدفين لهدف دون أحقية كبيرة، ثم تعادل غير مستحق أيضًا أمام سندرلاند، قبل أن يتلقي عقابه أمام نيوكاسل بالهزيمة الأولى بهدفين لهدف، والتي يمكن إحالتها لغياب «ماتيتش» عن الفريق في مركز لاعب الارتكاز بسبب الإيقاف، فضعف المردود الدفاعي لمنتصف الملعب خاصة مع الضعف الواضح في دفاع الفريق بسبب أخطاء وبطء جون تيري.

طريقة لعب تشيلسي تعتمد على إيصال الكرة لكوستا مهاجم الفريق، وبناء الهجمة عليه اعتمادًا على قدراته البدنية والفنية الكبيرة في استلام الكرة تحت الضغط، ونقل الهجمة سريعًا في ملعب الفريق الخصم.

في مباراة تشيلسي مع إيفرتون مثلاً، تلقي كوستا الكرة 38 مرة أكثر من أي لاعب من لاعبي فريق تشيلسي، أو حتى إيفرتون، والأهم أن معظم الكرات التي تسلمها كانت خارج منطقة الجزاء، حيث يتحرك كوستا لبناء الهجمة المرتدة لفريقه، ثم الإنطلاق وإتخاذ موقع مناسب للتسجيل، وتمكن بالفعل من تسجيل هدفين ضمن سداسية سجلها فريقه، مقابل ثلاثة أهداف للـ«توفيز».

- المسيرة

افتتح تشيلسي مسيرته بفوز منطقي على الصاعدين حديثًا للدوري الإنجليزي بيرنلي بثلاثة أهداف لهدف رغم تسجيل بيرنلي أولًا لكن كوستا، شورليه، وإيفانوفيتش تكفلوا بتعديل النتيجة، ثم تبعه فوز بثنائية نظيفة أمام ليستر سيتي، ثم فوزين على إيفرتون وسوانزي سيتي بستة أهداف لثلاثة وأربعة لهدفين على الترتيب.

أول نقاط خسرها الفريق كانت أمام مانشستر سيتي بتعادل إيجابي بهدف لكل فريق، ثم تبعه سلسلة من الانتصارات على أستون فيلا بثلاثية نظيفة، وأرسنال بثنائية نظيفة وبهدفين لهدف أمام كريستال بالاس العنيد، ثم عاد الفريق للتعادل مع مانشستر يونايتد بهدف لكل فريق في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.

تلا ذلك سلسلة جديدة من الانتصارات بدأت بهدفين لهدف ضد كوينز بارك رينجرز وليفربول ثم ثنائية نظيفة أمام ويست بروميتش ألبيون توقفت مرة أخرى بالتعادل السلبي مع سندرلاند، ثم فوز ثلاثي على توتنهام، وبدا من الواضح أن تشيلسي يقترب كثيرًا من تحقيق رقم أرسنال القياسي بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي بدون أي هزيمة، قبل أن يأتي السنغالي بابيس سيسيه لينهي طموحات محبي تشيلسي بتسجيله هدفين في فوز فريقه نيوكاسل، على الزرق بهدفين لهدف.

عاد تشيلسي لطريق الإنتصارات بفوز سهل على هال سيتي بهدفين دون مقابل، ويتبقي له ثلاث مباريات فقط في الدور الأول من البطولة الإنجليزية العريقة، أمام ستوك سيتي، ويستهام وساوثهامبتون، كلها ستلعب قبل نهاية العام 2014.

- أهم اللاعبين

من الصعب اختيار لاعب واحد فقط واعتباره أهم لاعبي تشيلسي، وقد يعتقد البعض أن لاعبًا مثل دييجو كوستا الذي سجل 12 هدف لصالح الزرق، هو أهم لاعبي الفريق، لكن أعتقد أن الصربي ماتيتش هو أهم لاعبي تشيلسي لسبب بسيط، وهو عدم خسارة تشيلسي لأي مباراة في غياب كوستا ومشاركة ماتيتش، فيما كانت الهزيمة الوحيدة للبلوز نتيجة مباشرة لغياب الصربي الذي ظهر مع غيابه ضعف دفاع تشيلسي، وخاصة جون تيري.

- هداف الفريق

البرازيلي الإسباني نجم أتليتكو مدريد العام الماضي، انتقل لفريق الـ«بلوز» مقابل 32 مليون جنيه استرليني في صفقة أعتقد الجميع أنها جيدة للغاية، لكن الحقيقة أنها كانت صفقة أكثر من ممتازة، وأثبت مهاجم منتخب إسبانيا أن تشيلسي سرقه من أتليتكو بهذا السعر، بعد أن سجل 12 هدف في 13 مباراة فقط مع الفريق في الدوري.

- أهم ممرر

صفقة أخرى ضمها تشيلسي هذا العام هو أفضل ممرر في الفريق، الإسباني سيسك فابريجاس لاعب برشلونة وأرسنال السابق هو أهم ممرر في الفريق، حيث صنع الإسباني 11 هدف لزملائه في 13 مباراة فقط، علمًا بأن أعلي معدل للتمريرات الحاسمة في تاريخ الـ«بريميرليج» في موسم واحد كان قائد «سيسك» السابق، تيري هنري، في موسم 2002/2003 بعشرين تمريرة حاسمة، يبدو الإسباني قريب للغاية من كسر هذا الرقم، «سيسك» انتقل لتشيلسي من برشلونة مقابل 27 مليون جنيه إسترليني فقط.

- مفاجأة الفريق

لا يوجد أي مفاجأت إيجابية في فريق تشيلسي هذا العام نجاح صفقات مثل كوستا وفابريجاس أو ماتيتش من العام الماضي يبدو أمر متوقع للغاية، لكن مفاجأت الفريق كانت سلبية بإختفاء لاعبين مثل المصري محمد صلاح الذي شارك مرات قليلة جدًا مع الفريق، الأمر أيضًا حدث مع أندريه شورليه الذي لا يشارك بانتظام، لكن أيضًا نجاح ديدييه دروجبا في ولايته الثانية في تشيلسي كان أمر مفاجئ بعض الشئ، فاللاعب في عمر السادسة والثلاثين يسجل ويصنع الأهداف ويلعب 90 دقيقة ويبدو بديل مثالي لكوستا.

- مستقبل الفريق في النصف الثاني

يتصدر تشيلسي جدول الدوري بفارق الأهداف قبل مباراة الفريق مع ستوك سيتي، والتي حتى لو خسرها سيبقي على قمة الدوري الإنجليزي، لكن الحقيقة أن بطولة الدوري كانت أقرب كثيرًا لتشيلسي قبل سلسلة من التعادلات ثم الهزيمة من نيوكاسل، والتي قابلها ثماني انتصارات متتالية من مطاردة مانشستر سيتي، ففي شهر نوفمبر كان الجميع يتحدث عن أن تشيلسي أنهي بطولة الدوري بعد أن أتسع الفارق لأكثر من ثماني نقاط، لكن مازال مستقبل تشيلسي بيده ودرع البطولة أيضًا، ما لم يكن للفريق رأي آخر، فتشيلسي مازال يمتلك أفضل قائمة في الدوري ويمتلك مدرب قادر على تحفيز لاعبيه ويمتلك خبرة الفوز بالبطولة، ولا يعاني فريقه تقريبًا من أي مشاكل، سواء المباريات المتتالية، وخوضه غمار أربع بطولات هذا الموسم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية