x

ندوة «ملتهبة» تدين اعتقالات «الإخوان» وتدعو الحزب الوطنى لتغيير اسمه

الأربعاء 10-02-2010 12:09 | كتب: خلف علي حسن |
تصوير : محمد معروف

ألقت حملة الاعتقالات التى شملت 13 من قادة حركة الإخوان المسلمين بظلالها على حضور حفل توقيع كتاب «مصر 2005 - 2010، لماذا لم يتحقق الإصلاح المنشود؟» للنائب الإخوانى محمد البلتاجى بقاعة اتحاد الناشرين.

وقال البلتاجى إن اعتقال هذه القيادات فى هذا التوقيت بالذات يؤكد أن الأمن خسر رهانه على انشقاق وتصدع الجماعة داخلياً نتيجة ما حدث فى انتخابات مكتب الإرشاد، مضيفاً أن النظام متخوف فى بداية موسم انتخابى وسياسى ساخن من تنظيم وحركة الإخوان، خاصة فى وجود قيادة أصرت على أنها تسير على ذات النهج والاستراتيجية السابقة والانفتاح على القوى السياسية والشارع، موضحاً أن هذه الاعتقالات ستزيد الجماعة إصراراً على موقفها من الإصلاح والانتخابات.

والتهبت الندوة بآراء معارضة للسلطة مما أدى إلى إنهائها بسرعة فلم يسعف الوقت بعض المناقشين للتحدث ومن بين الآراء الساخنة التى قيلت:

د. حمدى حسن: «ما حدث اليوم فى صفوف الجماعة يؤكد أننا فى دولة بوليسية وديكتاتورية لا تعترف بدستور أو ديمقراطية، ولا تعمل لصالح الشعب بل لأجل نخبة من الفاسدين، فمصر تحولت إلى دولة أمنية بالدرجة الأولى تستخدم ذراعها البوليسية لمواجهة تحديات الشارع».

وانطلق مما ورد فى الكتاب ليرى أن المادة 76 من الدستور اعتداء صارخ على الدستور المصرى وقال: «مفيش دستور فى العالم يحتوى على مادة مثل المادة 76، فهى وضعت لخدمة مشروع التوريث فقط، وتشكل عائقاً كبيراً أمام الديمقراطية وتقدمنا فى مجلس الشعب ثلاث مرات لتغيير هذه المادة البائسة دون استجابة، كما شاهدنا تطويع مجلس الشعب لصالح حزب المصالح الخاصة».

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس الشعب، جمال زهران إن الكتاب يتناول قضايا داخلية نفذ إليها مباشرة كالتعديلات الدستورية وحرية الصحافة وحمايتها من تزاوج السلطة والثروة، كما يطرح الأفكار التى ننشدها لتحقيق الإصلاح، مؤكداً أن هناك عقبات أمام التطور الحقيقى لمصر يتمثل فى استبداد حزب الأغلبية الذى لم يخرج - حسب زهران - من عباءة الحزب الواحد وهو ما يتنافى مع التجربة الديمقراطية، وانتقد الحزب الوطنى الحاكم قائلاً: «هذا الحزب لابد أن يغير اسمه إلى الحزب الاستبدادى الذى سلب إرادة الجماهير.. نحن نعيش أزهى عصور الاستبداد، والحزب الحاكم هو العقبة الوحيدة أمام أى تطور ديمقراطى حقيقى».

وانتقد زهران أداء لجان البرلمان المصرى قائلاً: «لجنة الموازنة تخضع لسيطرة أكبر تاجر فى مصر، حيث يسيطر أحمد عز على ميزانية الدولة ومعلوماتها السرية، ولجنة الإسكان يسيطر عليها أكبر مقاول فى مصر، والذى فرط مؤخراً فى ثمانية ملايين متر مربع من أراضيها، ولجنة الصناعة يسيطر عليها رجال أعمال».

ولفت الدكتور عمار على حسن، الباحث فى علم الاجتماع السياسى إلى أن الكاتب سعى إلى صك مصطلحات خاصة تعبر عن سخرية من الواقع السياسى المصرى، حيث استبدل كلمة «التعديل» الدستورى بـ«التعويج» ونوه إلى ما سماه «دسترة التزوير» وانتقد الطابع الشكلى لانتخابات الرئاسة فأطلق عليها لفظ «الاستختاب» ما يعنى استمرار الاستفتاء القديم فى شكل انتخابات مظهرية.

وقال حسن إن قيمة هذا الكتاب أن مؤلفه يكتب من الداخل، نظراً لاطلاعه المباشر على مجريات الحياة البرلمانية، كما أن مادة الكتاب تظهر أن النخبة البرلمانية الإخوانية الجديدة أكثر تفاعلاً وتفهماً لمجريات الحياة السياسية من نظيرتها التى كانت تمثل الجماعة فى الفصل التشريعى الخامس (1987 – 1990).

وأكد حسن أن الكتاب فضح الطابع الشكلى البحت لأداء السلطة، مع غياب أى مضمون حقيقى، وفضح المسلك الأمنى الذى لم يعد هناك فى يد أهل الحكم غيره لمعالجة القضايا والمشكلات، وبين - أى الكتاب - أن هناك علاقة قوية بين السياسة الداخلية والخارجية فى مصر وقال «النظام الحاكم ربط ملف التوريث بتقديم تنازلات فى السياسة الخارجية
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية