x

بالصور.. صراع القوى التونسية لاختيار حاكم «قرطاج».. والرهان على «الكتلة الرمادية»

السبت 20-12-2014 16:30 | كتب: عنتر فرحات |
نتيجة انتخابات الرئاسة بتونس نتيجة انتخابات الرئاسة بتونس تصوير : اخبار

لم يبق أمام مرشحي الرئاسة التونسية في جولة الإعادة، الباجي قائد السبسي، عن حزب «نداء تونس»، والمستقل محمد المنصف المرزوقي، سوى ساعات تفصلهم على الجولة الحاسمة من الانتخابات، التي تجري، الأحد، واختتم المرشحان جولتهما الانتخابية، مساء الجمعة، وسط تراشق إعلامي يحدد الصراع بينهما ومن يقف ورائهما في الوصول إلى قصر قرطاج، لتعبر تونس واحدة من أصعب مراحل تطورها السياسي بعد ثورة «الياسمين»، التي أطاحت بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن على، وتؤسس لدولة جديدة يراها محللون أنها النموذج الأكثر إبهارا في دول ما يعرف بـ«الربيع العربي».

واختتمت الحملة الدعائية للمرشحين، الجمعة، حصد كل منهما تأييد عدد من الداعمين والمساندين سواء من بين الناخبين أو من بين الأحزاب السياسية والشخصيات المعروفة فنيا ورياضيا وغيرهم، في انتظار الكلمة الفصل التي ستعلنها صناديق الاقتراح.

وفيما يلي عرض لأبرز القوى السياسية وشرائح الناخبين الداعمة لكلا المرشحين:

السبسي ..الداعمون من القوى السياسية

حزب «آفاق تونس» ذو التوجه النيوليبرالي، والذي يترأسه ياسين إبراهيم، وحصل على 8 مقاعد في التشريعيات الأخيرة.

«الاتحاد الوطني الحر»، بزعامة سليم الرياحي، وهو حزب يبيرالي الحاصل على 17 مقعدا في مجلس نواب الشعب الذي انخرط فعليا في حملة «نداء تونس» كما دعا أنصاره إلى انتخاب السبسي.

الأحزاب القومية والعروبية كحركة «الوحديين وحركة النضال الوطني وحركة ثوابت».

حزب «المبادرة» و«الحركة الدستورية» وهي أحزاب ذات توجه «دستوري»، أي نسبة إلى الحزب الذي كان ينتمي إليه الحبيب بورقيبة، الرئيس الأسبق لتونس، وهو «الحزب الحر الدستوري».

حزب «العمل الديمقراطي»، وحزب «العمل الوطني الديمقراطي» و«المسار الديمقراطي الاجتماعي» وحزب ا«لديمقراطيين الاشتراكيين».

ائتلاف «الجبهة الشعبية»، بزعامة حمة الهمامي، الذي يمثل شقا كبيرا من اليسار التونسي، وإن بقي موقفها غير واضح، إذ دعت عموم الشعب إلى قطع الطريق أمام عودة من اعتبرته «المرشح الفعلي لحركة النهضة وحليفها»، المرزوقي،معتبرة أنهم سبب فيما وصلت إليه البلاد من وضع أمني صعب واغتيالات سياسية، وسبب في فشل ثلاث سنوات من الحكم، أدّت «بالبلاد إلى حافة الهاوية». كما تركت الجبهة حسب بياناتها المجال للناخبات والناخبين بالتّصويت أو عدم التصويت للباجي قائد السبسي أخذًا بعين الاعتبار مختلف التوجهات الانتخابية لمكوّنات الجبهة الشعبية وأنصارها وقاعدتها الانتخابية.

ورأى متابعون أنها بذلك تبدو الأقرب لدعم السبسي وأن في ذلك الموقف دعوة ضمنية للتصويت لفائدة الباجي قائد السبسي.

كما يدعم السيبسي عدد من الفنانين من مطربين وممثلين، ورؤساء أندية رياضية، والمنتمون لحزب «التجمع» المنحل، حزب الرّئيس المخلوع، زين العابدين بن على، وقسم من الشباب المعطلين عن العمل والمستائين من حكم «الترويكا»، في العامين الماضيين، برئاسة حركة «النهضة»، التي يعتبرون أنها لم تحقق الكثير اقتصاديا واجتماعيا.

ويدعم البناخبون ذوو التوجه المناهض للتيار الإسلامي، حيث يرون في السبسي ضمانة قوية لمواجهة هذا التيار.

جغرافيا: منطقة الساحل، محافظات المنستير والمهدية وسوسة، والشمال الغربي وعدة مناطق من العاصمة تونس، وبالأخص الأحياء الراقية.

الداعمون للمرزوقي:

حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، وهو الحزب الذي أسسه المرزوقي، واستقال منه عقب توليه رئاسة البلاد، أواخر 2011.

«التيار الديمقراطي» الذي يترأسه محمد عبو والحاصل على ثلاث مقاعد في الانتخابات التشريعية والذي انشق عن المؤتمر من أجل الجمهورية.

حركة «وفاء» بقيادة عبدالرؤوف العيادي، وهو حزب منشق عن «المؤتمر من أجل الجمهورية».

«التيار النقابي الراديكالي»، وهو شق يساري هام في تونس يتبنى فكرا ماركسيا لينينا، ودَعا إلى التصويت لفائدة المنصف المرزوقي معتبرا أن ذلك يندرج ضمن التفكير في مستقبل البلاد ومن أجل تحقيق توازن في الساحة السياسية.

الحزب التونسي وهو وسطي عبر عن مساندته للمرزوقي «تصديا لشخص السبسي لا غير على اعتبار تاريخه السابق وتزويره للانتخابات عندما كان في وزارة الداخلية».

مجموعة أحزاب صغيرة، أبرزها: حزب البناء الوطني بقيادة رياض الشعيبي، حزب ا«لإصلاح والتنمية»، بقيادة محمد القوماني، حركة «البناء المغاربي»، بقيادة نور الدين ختروش، حزب «العدالة والتنمية»، بقيادة عبدالرزاق بالعربي، و«الحركة الوطنية للعدالة والتنمية»، بقيادة مراد الرويسي، وعدد من الفنانين.

وتعد كوادر حركة «النهضة» وقواعدها أقرب للتصويت للمرزوقي على الرغم من الموقف الرسمي الذي اتخذته قيادات الحركة منذ الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، والذي التزمت فيه الحياد والبقاء على نفس المسافة من كل المرشحين، تاركة الخيار لقواعدها حتى يختاروا من يروه صالحا لهم، ويبدو ذلك جليا من خلال عدد من صفحات المواقع الاجتماعية لشباب «النهضة» والتي تدعم صراحة المرزوقي.

ويدعم الرئيس المؤقت، عدد مهم من الشباب ذويي التوجه الثوري الرافضين لعودة النظام السابق. أغلب الناخبين في الجنوب التونسي وجهات واسعة في الوسط.

وتتفق تقديرات المتابعين للشأن السياسي التونسي ودراسات مراكز تخصصية في تحديد الاتجاهات التصويتية للناخبين على أن اقتراع يوم غد الأحد الفاصل بين المرشحين، ستسفر نتيجته عن تقدم أحدهما على الآخر بفارق ضئيل من المرجح ألا يتجاوز الثلاث نقاط.

وأفادت دراسات غير معلنة أنجزتها هذه المراكز لجهات سياسية، أن توجهات التصويت ستحصر الفارق بين السبسي والمرزوقي في مستوى نقطتين إلى ثلاثة، أو في حدود 51 بالمائة لأحدهما مقابل 49 بالمائة للآخر، بعد أن كان في الدور الأول من الرئاسيات، في نوفمبر، في حدود 6 نقاط، 39 % للسبسي مقابل 33 % للمرزوقي.

ويفسر مراقبون تقلص الفارق إلى سببين هامين أولهما انحصار المنافسة على مرشحين فقط بعد أن كانت بين 27 مرشحا في الدور الأول، نوفمبر، وثانيا تقاسم الطرفين عدة نقاط ايجابية من شأنها أن تدفع لتناصف نسب التصويت.

غير ان المصادر نفسها ترى في تقديراتها أن الحسم لصالح أحد المرشحين سيأتي مما أسمته بـ«الكتلة الرمادية»، التي تمثل أكثر من ثلث الناخبين المسجلين، 5.3 مليون ناخب، الذين لم يصوتوا في الدور الأول من الرئاسيات، موضحة أن إقبال قسم من هذه الكتلة على مراكز الاقتراع قد يكون هو الحاسم في السباق الانتخابي لصالح أحد المرشحين.

ويعد الشباب أكبر شريحة من هذه «الكتلة الرمادية»، وهو ما قد يفسر حرص كلا من المرزوقي والسبسي خلال حملتهما الانتخابية على تكثيف لقاءات كل منهما مع قطاعات الشباب وكذلك التصريحات التي تعني بشؤونهم وتعدهم بمستقبل أفضل.

وقبل أن تصمت حناجر المرشحين وأنصارهما، اختتم كل منهما حملته الانتخابية بالتوجه إلى الشعب التونسي لاختياره، وقال الباجي قائد السبسي إن «الشعب التونسي ذكي ويميز جيدا بين الغث والسمين» وخاطب الشعب قائلا «مستقبلكم بين أيديكم لا تعطوه لغيركم.» أما محمد المنصف المرزوقي منافسه في دورة الانتخابات الثانية، فقد «أكد أنه يشتم رائحه النصر» لأن «الشعب ينتفض ضد عودة الاستبداد»، مؤكدا أن «مشروعه يتمثل في إعادة بناء الدولة من خلال إرساء ديمقراطية قائمة على القانون وسلطة الشعب»، واتهم السبسي، الترويكا بـ«تخريب البلاد» خلال فترة حكمهم، وأضاف «شعبنا ذكي وسيختار الأحد المقبل، بين الغث والسمين فإما عودة للترويكا المشؤومة التي خربت البلاد أو النهوض بتونس».

وفي المقابل، قال المرزوقي: «سننتصر على أناس ظنوا أن المال كل شيء في السياسة». وأضاف المرزوقي، 69 عاما، وسط حشد من أنصاره، خلال اجتماع شعبي أقيم في العاصمة التونسية، الجمعة، إن «عليهم (نداء تونس) بناء دولة مستقرة وبناء نظام سياسي يقوم على القيم والأخلاق»، وهاجم المرزوقي منافسه في جولة الإعادة، مرشح حزب نداء تونس، قائلا «لا ترهبونا ولا ترغبونا. وهذا الرجل أصبح خارج التاريخ وهو من مخلفات التاريخ»

ومع حلول فترة الصمت الانتخابي، بات الحديث عن تأمين الانتخابات يأخذ مكانه بدلا من تلك الحملات، وسط تهديد بإرباك المشهد الانتخابي من إحدى الجماعات المتطرفة، وإجراءات تقوم بها الأجهزة الأمنية لضمان سيرها بأمان.

وعلى الصعيد الأمني دعت خلية الأزمة «إلى السهر على احترام القانون وردع كل مخالف يمس سلامة الأمن العام للبلاد ومن العملية الانتخابية» وذلك بعد اجتماع عقدته، الخميس، برئاسة رئيس الحكومة، مهدي جمعة، وحضور عدد من الوزراء بينهم وزري الداخلية والدفاع، وقررت خلاله إغلاق المعبرين اللذين يربطان البلاد بليبيا وهما رأس جدير والذهيبة، بدءا من الخميس وحتى منتصف ليل الأربعاء المقبل، «باستثناء الحالات الاستعجالية والإنسانية»، حسب ما أفادت الإذاعة التونسية.

وتزايدت الإجراءات الأمنية مع حديث وسائل الإعلام في تونس عن تبني تنظيم «أنصار الشريعة»، في فيديو نشر على الإنترنت، لاغتيال السياسيين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، في 2013.

وقال المختص في الجماعات الإسلامية، علية العلاني، في حديث للإذاعة إن التنظيم يحاول إرباك المسار الانتخابي، وأن ما ورد في الشريط وتوقيته ليس جديدا على هذه الجماعة حيث قال زعيما المعروف باسم أبوعياض التونسي عند الاستفتاء على الدستور بأنه «لن يمر إلا على جثتي»، وبعدها قال إن الانتخابات لن تمر، ومرت، مؤكدا أن هدف هذا الشريط هو «إرباك المسار لانتخابي لأنهم يحسون بأنه لم يعد هناك وقت، وتونس سوف تستكمل آخر حلقاتها في المرحلة الانتقالية بدورتي الانتخابات الرئاسية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية