في خطوة نادرة بتاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، خرج مدير الوكالة، جون برينان، ليدافع عن تاريخ «CIA» ودورها بعد عاصفة الانتقادات التي طالتها على خلفية كشف تقرير الكونغرس حول التعذيب خلال عمليات الاستجواب للمتهمين بالإرهاب، فأقر بوجود أخطاء، ولكنه أكد أن الوكالة لم تكن مستعدة بعد هجمات سبتمبر لإدارة سجون وتحقيقات.
وبدأ «برينان» كلمته بالتذكير بدور الوكالة و«تضحياتها لحماية أمريكا» مضيفا أنه بعد هجمات سبتمبر وما خلفته من قتلى وخسائر مالية كان لدى القاعدة «الكثير من العملاء والخطط لضربنا مجددا وكانت تعتزم تطبيق خططها»، مضيفًا أن الواجب الوطني حتم على الوكالة التصدي لهذا الخطر على أمريكا وعلى أي دولة أخرى
وأقر «برينان» بأن الوكالة كانت تفتقد للخبرة في إدارة مراكز الاحتجاز والمعتقلين، كما أنها فشلت في وضع إطار عمل بالسرعة المناسبة لإدارة عمليات التحقيق والسجن، وأقر بأن عددا قليلا من العناصر أقدموا على ارتكاب أخطاء.
ولفت «برينان» إلى وجود أخطاء أيضا في عملية تقديم حقيقة المعلومات حول برنامج التحقيق للحكومة والشعب الأمريكي، ولكنه شدد على أن تطبيق تقنيات الاستجواب المثيرة للجدل توقف منذ سنوات، داعيا إلى وجوب «النظر نحو المستقبل»>
وتابع «برينان» بالقول: «لم يكن لدينا أجوبة سهلة، ولكن بصرف النظر عن الآراء المختلفة (حول برنامج التحقيق المشدد) فإن هذه الوكالة فعلت الكثير من الأمور الصحيحة خلال تلك الفترة الصعبة من أجل الحفاظ على بلادنا قوية وآمنة» مضيفا أنه من المستحيل اليوم الجزم بأن تقنيات التحقيقات لم تكن مفيدة.
ورأى «برينان» أن الكثير من الأمور التي ذكرها التقرير والخلاصات التي توصل إليها «سلمية وتنسجم مع التحقيقات السابقة» التي أجرتها الوكالة مضيفا: «خلال السنوات السابقة، وجدت عمليات التحقيق الداخلية، وكذلك إجراءات التدقيق الداخلية التي قام بها مكتب المفتش العام، أخطاء في طريقة إدارة البرنامج».
ورد «برينان» على بعض النقاط الواردة في التقرير، وبينها القول بأن المعلومات التي وفرتها التحقيقات المشددة لم تساهم بكشف مكان زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فأكد أن السجين الذي استجوب بتلك التقنيات «قدم معلومات مفيدة» في كشف موقع القيادي الراحل.