x

مذابح جنين.. دروس إسرائيلية متعمدة قبل غزو العراق

الخميس 25-02-2010 14:18 | كتب: رانيا صالح |
تصوير : other

لم يكن مستغربا أن تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط وواحدة من عدد قليل من دول العالم التى أيدت رغبة الولايات المتحدة فى غزو العراق. ولم لا، فالغزو والإطاحة بأى بلد عربى دائما يقابل بترحاب من إسرائيل واللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة آملين أن تعقب الغزو حرب ضد إيران.

تشرح فيليس كيف تحولت إسرائيل فى نظر الولايات المتحدة إلى «نموذج» لكيفية غزو واحتلال دولة عربية وبالتالى اتسع التعاون العسكرى بينهما فى هذه الفترة. هنا رأت إسرائيل أن الدروس النظرية وحدها لا تكفى ولابد من أن تعقبها دروس على أرض الواقع، ففى أبريل 2002، أعادت إسرائيل غزو واحتلال مدن بالضفة الغربية وقطاع غزة وانتهكت مخيم جنين لللاجئين فى شمال الضفة الغربية فى واحدة من العمليات التى اتسمت بالوحشية استخدمت فيها الدبابات والطائرات الهليكوبتر والجرافات المدرعة.

وبدلا من التنديد بالانتهاكات، استخدمت الولايات المتحدة غزو جنين نموذجاً لحرب المدن المنتظر فى العراق وعليه التقى مسؤولون من البنتاجون مع ضباط إسرائيلين لمعرفة أساليبهم التكتيكية. صحيح أن الجيش الأمريكى لديه خبرات كثيرة فى غزو واحتلال البلدان الأخرى ولكن تلزمه خبرة إسرائيل الطويلة فى احتلال دولة عربية لمعرفتها بالتعامل مع السكان العرب وبوسائل استغلالهم ثقافيا ودينياً. وبالتالى نجد أن أساليب الولايات المتحدة فى العراق فى الآونة الأخيرة تحاكى بشكل كبير تلك التى تستخدمها إسرائيل فى الضفة الغربية وقطاع غزة مثل إقامة نقاط التفتيش وإبقاء الميليشيات فى موقف دفاع مع المداهمات والاعتقالات المتكررة وتطويق القرى وتوزيع تصاريح السفر.

لم يكن النموذج الإسرائيلى المتبع فى النواحى القتالية فقط، فسياسة الاستجواب وطبيعة السجون الإسرائيلية كانت نموذجا للانتهاكات الأمريكية الممارسة فى أبوغريب وجوانتانامو وفى سجون أمريكية أخرى خلال الحرب على العراق. تشير فيليس إلى الوحدة الإسرائيلية 1391 وهى عبارة عن سجن سرى حيث انعدام الإجراءات القانونية واختفاء نزلائه، وتصفه الناشطة الإسرائيلية فى مجال حقوق الإنسان منال حزان بأنه «موجود حتى يجعل التعذيب ممكنا.
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية