حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من أن مصر قد تواجه أكثر أيامها عنفا منذ أكثر من عام، في تظاهرات الجمعة 28 نوفمبر.
وأضاف المعهد، فى تقرير أعدّه إريك تراجر، الباحث المتخصص فى الشأن المصرى، أنه فى حين يصعب التنبؤ بحجم وتداعيات المظاهرات، التي أعلنت الإخوان المشاركة فيها إلا أنه من المرجح أن تثار مواجهات حادة بين الإسلاميين وقوات الأمن، لأن الجانبين يعتبران نضالهما وجوديًا.
وقال «تراجر»، إنه كما كان الحال بالنسبة للمحاولات السابقة للحشد الجماهيرى ضد السيسى، فمن الصعب التنبؤ بمدى الإقبال الجماهيرى على مظاهرات الجمعة، ويمكن أن يكون مخيبًا للآمال فى النهاية، مبررًا ذلك بالانقسام الشديد بين السلفيين فى مصر، حيث إن الدعوة السلفية دعمت السيسى بقوة، ورفضت الدعوة للمظاهرات.
وأضاف، «نجحت قوات الأمن فى قمع محاولات متكررة فى الآونة الأخيرة لحشد الإسلاميين، بطريقة وحشية، لكن المحاولات لم يكن لها تأثير على مسار مصر السياسى أو أمنها الداخلى، حيث تتمتع حكومة السيسى بمزيد من الدعم القوى بين الرأى العام، الذي يخشى من هذا النوع من عدم الاستقرار، الذى تنذر به المظاهرات، ومن ثم فإن قطاعا أساسيا من المصريين سيرحب بحملة الحكومة ضد المتظاهرين مهما كانت قاسية».
وحذر الخبير الأمريكي مما وصفه بالفطنة الاستراتيجية لمنظمى المظاهرات، وقال إنهم يدعون أنصارهم للمشاركة فى مسيرة تخرج من المساجد بعد صلاة الفجر تمكن المشاركين من التوحد فى مجموعات مباشرة قبل اشتباكها مع قوات الأمن، حيث يشجع منظمو الاحتجاجات صراحة على ذلك، كما أنه يقدمون تعليمات وإرشادات للمشاركين بالاحتشاد فى الميادين العامة، ما يعنى انتشار الاحتجاجات فى جميع أنحاء المدن الكبرى قبل بزوغ الشمس، وفى الوقت نفسه، فإن توحد بعض الإخوان المسلمين والسلفيين وراء المظاهرات يمكن أن يعزز الإقبال على المشاركة فيها.
ورجح تقرير معهد واشنطن أن ترد الحكومة بقوة لا يستهان بها فى ظل الدعوة الصريحة إلى الإطاحة بالسيسى والتحريض على المواجهة، ولذلك فإن الصورة التى ستخرج من مصر، الجمعة، ستزعج على الأرجح صانعي السياسات فى الولايات المتحدة وتحفز دعوات جديدة لانتقاد القاهرة وربما معاقبتها.
ودعا المعهد إلى مقاومة تلك الضغوط، واصفا مظاهرات الجمعة بأنها دعوة صريحة للعنف، مستبعدا أن يكون للإدارة الأمريكية قدرة على التأثير الإيجابى على الصراعات السياسية الداخلية فى مصر، لأن الحكومة والإسلاميين يعتبران نزاعهما وجوديا، ومن ثم يرى السيسى أن استيعاب المتطرفين بمثابة انتحار.
وحذر المعهد من أن الانتقادات المفرطة من واشنطن للقاهرة من شأنها أن تشجع المتطرفين وتفاقم عزلة الحكومة، ما لا يصب فى مصلحة واشنطن.