بدأت ، الخميس، فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العالمى لحقوق الإنسان بالمدينة المغربية مراكش ، الذى يعقد تحت رعاية الملك محمد السادس ، ويستمر لمدة 3 أيام بمشاركة نحو 5 ألاف من القارات الخمس ، يمثلون رؤساء دول وحكومات سابقين ، فضلا عن شخصيات ورموز حقوقية دولية ، بهدف فتح حوار عالمى بين الحكومات والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمجتمع المدنى تلبية لتطلعات الشعوب فى احترام كرامتها وتحقيق المساواة والعدالة .
وشهد المنتدى حالة من سوء التنظيم ، بسبب تعدد الجهات الموجهة للدعوات من الكيانات والمنظمات المغربية التى تتشارك مع المجلس الوطنى لحقوق الإنسان بالمغرب فى تنظيم المؤتمر ، مما أثار حفيظة عدد من المشاركين الذين يمثلون أكثر من 30 دولة ، فى الوقت الذى أعلنت فيه منظمات مغربية مقاطعتها للمنتدى .
وأعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والتى تشكل أحد الجمعيات المغربية الحقوقية عن تنيظم مظاهرة احتجاجا على تنظيم المنتدى ، واعتراضا على ما سمته بـ "فرض قيود على عملها " خلال الفترة الماضية .
وقال أحمد سهوات ،رئيس الائتلاف المغربى للتعليم لـ " المصرى اليوم " أنه يحترم مواقف الجمعية المغربية ولكن إعلانها مقاطعة المنتدى لا يعنى أن الغالبية رافضه لعقده مشيرا إلى أن المنظمات المغربية ترى أن هذا الاجتماع يشكل فرصة للتواصل وتنفيذ مطالب المجتمع المدنى من الحكومة المغربية والضغط عليها .
وأضاف: «نحن لسنا ضد فكرة الكراسى الفارغة» لأنها غير جيدة فى هذه المناسبة، والتى تهدف بالأساس إلى خلق مساحة من التعزيز والتشبيك مع المنظمات سواء على المستوى المحلى أو الأقليمى أو الدولى " .
وقال محمد كنوش الناشط الحقوقى المغربى لـ " المصرى اليوم " أن المنتدى يأتى فى وقت ينتقد فيه عدد من ممثلى المجتمع المدنى المغربى تراجع فى مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، فى ضوء تصريحات رئيس الحكومة مؤخرا بتخفيض الدعم فى مجالى الصحة والتعليم وهو ما يعتبره البعض انتقاص لعدد من المكتسبات التى حصل عليها المجتمع المدنى خلال السنوات الماضية ، فضلا عن بعض المطالب بتحسين أوضاع المرأة والعمال .
ويشهد المنتدى مشاركة مصرية قوية بحضور عدد من ممثلى منظمات المجتمع المدنى فى مجالات مختلفة ، بينما يشارك المجلس القومى لحقوق الإنسان بوفد رفيع المستوى برئاسة محمد فائق رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية .
وعقد فائق على هامش المنتدى ، محاضرة للدبلوماسيين العرب عن الدبلوماسية وحقوق الإنسان من واقع تجربته الشخصية ، لعدد من المشاركين فى الدورة التدربية من الدبلوماسين من الدول العربية والمملكة المغربية ، تناول من خلالها التحديات المستقبلية التى تواجه الدبلوماسية العربية فى إطار النظاميين الدولى والإقليمى لحماية حقوق الإنسان .
ويناقش المنتدى عدد من القضايا أبرزها النظام الدولى لحماية حقوق الإنسان والحركات الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، والعدالة الانتقالية ، إضافة إلى قضايا الطفل والمرأة والشباب ، بينما تنظم الحكومة المغربية عدد من التظاهرات الخاصة فى إطار المنتدى أبرزها استضافة المرصد الوطنى لحقوق الطفل المجلس العالمى للشباب بحضور بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة .
وتعقد الجلسة الافتتاحية الرسمية فى السادسة من مساء اليوم – الأربعاء – والجريدة ماثلة للطبع- بعقد أكثر من 100 فاعلية على مدار ثلاث أيام توفر عناصر هامة ومحاور رئيسية سيتم بلورتها فى التوصيات النهائية فى جلسة الختام .
ويترقب مشاركة عدد من الشخصيات ومنها كوفى عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، ونافى بيلاى رئيس المفوضية السامية السابقة للأمم المتحدة ، وجيورجيو نابوليتانو رئيس ايطاليا وميخائيل جروباتاتشوف الرئيس السابق للإتحاد السوفيتى وعبدو ضيوف رئيس السنغال الأسبق والأمين العام للمظمة الدولية للفرانكفونية ، والأخضر الإبراهيمى ، وزير الخارجية الجزائرى الأسبق ، والأقتصادى الأمريكى بيل جيتس والدكتور شريف بسيونى أستاذ القانون الجنائى الدولى ، إضافة إلى عدد من الحاصيلن على جوائز نوبل فى مجالات مختلفة ، ومنهم شيرين عبادى المحامية الأيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 ، وفيريت أورهان باموم الروائى التركى الحاصل على نوبل للآداب وجوزيف ستيغليتز الأمريكى الحاصل على نويل فى الاقتصاد ، ومحمد يونس الاقتصادى البنجلاديشى الحاصل على نوبل للسلام ،و ملالا يوسف الباكستانية الحاصلة على جائزة نوبل، وصنع الله إبراهيم الروائى المصرى الحاصلة على جائزة ابن رشد لحرية التفكير ، وآخرين .
يذكر أن الدورة الأولى للمنتدى العالمى لحقوق الإنسان استضافتها البرازيل العام الماضى ، بعد مرور عشرين سنة عن انعقاد مؤتمر فيينا العالمى لحقوق الإنسان فى عام 1993 .