أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، الاثنين، تقييدًا مؤقتا للرحلات الجوية فوق بلدة فيرجسون في سانت لويس بولاية ميسوري، مع تفجر احتجاجات عنيفة بعد أن قررت هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهام في واقعة وفاة فتى أسود برصاص أطلقه ضابط شرطة أبيض في أغسطس الماضي.
وقالت إدارة شرطة مقاطعة سانت لويس في تغريدة على «تويتر» إنه سمعت أصوات إطلاق نار كثيفة من أسلحة آلية في فيرجسون قرب المكان الذي أصيب فيه مايكل براون (18 عامًا) برصاص ضابط الشرطة.
وهاجم محتجون مبان حكومية وتجارية، من بينها مخازن وقود، وسلسلة مطاعم ماكدونالد، ومبان قضائية، إضافة إلى حرق سيارات الشرطة.
ونزل آلاف الأمريكيين إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فبعد إعلان قرار هيئة المحلفين، توجه مئات المتظاهرين إلى ساحة تايمز سكوير في نيوروك، حاملين لافتات سوداء كتب عليها «العنصرية تقتل» و«لن نبقى صامتين» وتندد بـ«عنصرية الشرطة»، وردد المحتجون الذين تزايدت أعدادهم مع الوقت «لا عدالة لا سلام»، فيما شبه البعض الشرطة بمنظمة كو كلاكس كلان ووجهوا إليها شتائم.
وفي واشنطن، تجمع بضع مئات المحتجين أمام البيت الأبيض هاتفين «ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار»، الشعار الذي اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة في مدينة فرجسون الصغيرة في ميسوري.
ورفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا ترهيب الشرطة العنصري» و«حياة السود لها أهمية».
كذلك جرت تظاهرات في بوسطن ولوس أنجلوس وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند (كاليفورنيا)، حيث قطع متظاهرون طريقا سريعًا، وكذلك في شيكاغو وسولت ليك سيتي ولم يذكر وقوع أي حادث بالغ خلال الساعات الأولى من التحركات بالرغم من التوتر الشديد.
فيما وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مساء الاثنين، من البيت الأبيض دعوة إلى الهدوء، بعد قرار هيئة محلفين عدم ملاحقة شرطي أبيض مسؤول عن مقتل شاب أسود مطلع أغسطس في فيرجسون بولاية ميسوري.
وقال أوباما: «نحن أمة قائمة على احترام القانون»، داعيًا جميع الذين يحتجون على هذا القرار أن يحتجوا بـ«طريقة سلمية»، مشيرًا إلى أن عائلة مايكل براون، الشاب الاسود القتيل، هي نفسها دعت إلى عدم اللجوء إلى العنف.
وشدد أوباما على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية في قضية فيرجسون، فيما ألقت شرطة فيرجسون قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين المحتجين على قرار هيئة المحلفين.
وأصيبت عائلة المراهق الأسود الأمريكي الذي قتله ضابط شرطة أبيض «بخيبة أمل عميقة لأن قاتل ابننا لن يواجه عواقب أفعاله».
وناشدت الأسرة المواطنين الموجودين في فيرجسون «الإبقاء على احتجاجاتهم سلمية، الرد على العنف بالعنف ليس هو رد الفعل المناسب».
وتقول الأسرة: «على الرغم من أننا نفهم أن كثيرا آخرين يشاطروننا آلامنا، إلا أننا نطلب منكم توجيه شعوركم بالإحباط نحو طرق من شأنها إحداث تغيير إيجابي.. نحن بحاجة إلى العمل معا لإصلاح النظام الذي سمح لهذا أن يحدث».
ويعتزم والدا براون عقد مؤتمر صحفي في الساعة 11 من صباح اليوم (1700 بتوقيت جرينتش) في كنيسة في سانت لويس القريبة، ولاية ميزوري.