x

الخبير الدولي أعلية علاني يكشف: عمرو موسى يقود مصالحة بين الدولة والإخوان

الجمعة 21-11-2014 21:53 | كتب: أحمد يوسف |
علانى أثناء حديثه لـ«المصرى اليوم» علانى أثناء حديثه لـ«المصرى اليوم» تصوير : اخبار

كشف الدكتور أعلية علانى، الخبير الدولى فى الإسلام السياسى والسلفيين بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، عن أن لديه معلومات من مصادر موثوقة، تفيد بأن عمرو موسى، السياسى البارز، بدأ منذ عدة أشهر مصالحة بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين.

وقال علانى، فى حوار مع «المصرى اليوم»، إن هذه المصالحة تجرى على «نادر هادئة» تتضمن شروط السلطة والتباحث حول شروط «الإخوان»، موضحا أن شروط السلطة تتمثل فى امتثال الجماعة لقانون الأحزاب بحل حزب الحرية والعدالة، بدعوى قيامه على أساس دينى، وتغيير اسم التنظيم من «جماعة الإخوان المسلمين» إلى اسم آخر، وإصدار ميثاق سياسى جديد بعدم اللجوء للعنف، والالتزام به، وفى مقابل ذلك السماح لهم بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية.

وأضاف أن المعلومات تفيد بأن القيادات الإخوانية التى تواصل معها موسى تحفظت حتى الآن على موضوع تغيير اسم الجماعة، لأن الاسم يعنى لها الرمزية، وأكد أن هذه النقطة أصبحت تشكل نقطة الخلاف الرئيسى فى المصالحة.

وإلى نص الحوار:

■ هل صعود التيار الإسلامى بعد الثورات العربية بسبب ضعف التيارات المدنية، أم الدعم من قوى إقليمية؟

- صعود التيارات الإسلامية بعد الربيع العربى مسألة طبيعية واستكمال مسار، فهذه التيارات التى تواجدت لعشرات السنين فى المعارضة كانت فى كل مرة تبحث عن الفرصة المناسبة للصعود إلى الحكم، وهذه الفرصة كانت صعبة ومحدودة، فهم لم يتمكنوا من الصعود سوى فى دولتين، قبل الربيع العربى، هما الجزائر عام 1992، وفى السودان فى الثمانينيات، وبالتالى فالصعود المهم والكبير كان بعد الربيع العربى.

■ ولماذا صعدوا بهذه السرعة وهبطوا بسرعة أيضا؟

- هنا تأتى مسألة الحصيلة، وردود الفعل والتحولات الإقليمية فى العالم العربى، مثل حرب سوريا والعراق وما يحدث فى ليبيا من صراع بين تيارات كانت تدَّعِى أنها هى الأجدر بحماية الثورة، وبالتالى فتيار الإسلام السياسى وجد فرصته التاريخية، لكنه لم يستثمرها.

■ ما الأخطاء التى عجلت بسقوط نظام مرسى؟

- الخطأ الذى ارتكبه أنه لم يقرأ موازين القوة داخل المجتمع المصرى، بالإضافة إلى عدم قراءته قوة وحجم المؤسسة العسكرية، ولم يفعل شيئا لتحقيق الشعارات التى من أجلها قامت الثورة، وتمسكه برأيه فى عدم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذه كفيلة بأن تجعل النظام سريع السقوط.

■ هل من الممكن عودة هذا التيار الإسلامى للحكم من جديد؟

- الدول الكبرى هى من تدافع عن الإسلام السياسى وليس الشعوب، والغرب يريد بقوة إشراك الإسلام السياسى، وهو أمر مقبول إذا تم احترام قواعد اللعبة على أساس البرنامج، أما إذا دخل العنف ودخلت التصفيات، فستصبح المسألة صعبة، وأعتقد أن تيار الإسلام السياسى لن يعود إلى الحكم قبل 20 أو 30 سنة، وبعد مراجعات عميقة كبيرة، وأنا لا أؤمن بنظرية الاستئصال، لأن المقاومة الأمنية فى الغالب تعطى دفعا جديدا لتلك التيارات، والشعوب تستطيع أن تهزم هذا التيار عندما تتحسن الظروف الاقتصادية، وعندما يصبح هناك حوار حول أمهات القضايا، وعندما يقبل الإسلام السياسى ألا يخلط بين الدين والسياسة، وستكون معجزة لو حدث، خاصة فى مصر، لأن فى تونس بدأ التفكير فى ذلك.

■ وهل حزب النور السلفى يستطيع حصد مقاعد كثيرة؟

- حزب النور يريد أن يستفيد من الفراغ بعدم وجود الإخوان، وأتصور أن يحصل على مقاعد ليست بالوفيرة التى يتصورها، فالآن المواطن المصرى مطحون فى مشاكل اجتماعية واقتصادية، ولا أتصور أنه سيكرر التجربة.

■ لماذا السيناريو الذى حدث فى مصر وتونس مختلف عما حدث فى سوريا وليبيا؟

- بالنسبة لسوريا فالمسألة ليست بيد السوريين، فهناك معسكر فيه أمريكا وأوروبا، ومعسكر فيه روسيا وإيران، لذلك أصبح الصراع كبيرا ومتزامنا مع الربيع العربى. والقضية السورية اختلطت بصراع مراكز القوى. وربما ستفاجأون قريبا بأن روسيا وإيران ستقبلان بترتيب يقضى بإبعاد الأسد وليس إبعاد نظامه، فنجد سياسة تقارب بين أمريكا وإيران فى هذا الشأن، وروسيا رغم مشاكلها مع الغرب بسبب أوكرانيا فإنها مازالت تحتفظ بتواجد فى سوريا، وليست مستعدة لمغادرة هذا المكان، لأنها لو غادرت مكانها فى سوريا فستصعب عليها العودة إليه.

■ وماذا عن اليمن؟

- فى اليمن، الصراع على أشده بين الحوثيين وجماعة السنة والقاعدة، وحتى على عبدالله صالح أصبح رقما فى هذه المعادلات السياسية، وهذا سيجعل منطقة الخليج تفكر فى كيف تتأقلم مع مسألة الوضع اليمنى الجديد. وتصعب على اليمن العودة للوضع الذى كان منذ أشهر.

ومنطقة الشرق الأوسط مقبلة على تشكيل الأقطاب الجديدة، فهناك القطب السعودى وخلفه المجموعة الخليجية، والقطب الإيرانى، وهناك تركيا التى تبحث عن موقع جديد، فنجد أنها منتقَدة بشدة من طرف السعودية ومصر، ولم تبق لها إلا دولة خليجية واحدة هى قطر التى رأت من مصلحتها أن تعود، وتقاربت من السعودية، وعاد سفراء الرياض وأبوظبى والمنامة للدوحة من جديد.

■ وبالنسبة لمصر؟

- الدول الأوروبية تعلم جيدا أن العمق المصرى موجود مع دول الخليج، وبالتالى فدبلوماسية مصر متكاملة مع الخليج، والجديد أن القطب الإيرانى سيحاول أن يتقارب مع مصر والسعودية، لأن هناك خطرا مشتركا هو تنظيم داعش، فهذا التنظيم قادر على أن يربك الدول الصغيرة، وبالنسبة لمصر لا ننكر الأخطار من سيناء، والإرهاب إذا لم يتم القضاء عليه فى مصر فسيكون قريبا فى الدول الخليجية، وهذا سيدفع مصر والدول الخليجية إلى التعاون مع إيران، لأن الخطر مشترك.

■ بماذا تفسر موقف قطر وتركيا لدعم الجماعة والتيارات الجهادية؟

- موقف قطر مع مصر فيه جانب ذاتى وجانب موضوعى. الذاتى هو المحاكمات التى حدثت لبعض العناصر، والحرب الإعلامية والكلامية، وهذه تلعب دورا عبر التاريخ فى توتر العلاقات. أما الجانب الموضوعى فهو أن قطر لا تعمل بأجندتها الخاصة، فدائما أقول وأُذَكِّر بأن تيار الإسلام السياسى الآن أصبحت له أجندته الواضحة، والسند الأساسى له بعد تجربة مصر وتونس هو قطر، فهو بلد صغير يريد أن يكون لاعبا فى المنطقة ومتواجدا على الساحة من خلال التدخل الإعلامى، وتمويل تلك التيارات. ويمكن لقطر أن تتنازل عن بعض المواقف فى الفترة القادمة مثلما أجبرت على إخراج قيادات إخوانية من أراضيها، حتى المتواجدين فى قطر سيتم التنبيه عليهم بالالتزام بالتحفظ.

فقطر تريد أن تكون حاضرة فى مشهد الشرق الأوسط الجديد، وستعدل من سياستها وعدائها لمصر، فهى نبهت على بعض تيارات الإسلام السياسى بأن يعولوا على أنفسهم إذا لم يقنعوا الشعوب، فهى لا يمكن أن تبقى إلى ما لا نهاية تؤيد هذه التيارات، لأنه يمكن أن تصبح فى فترة من الفترات عبئا على الدولة.

وفيما يخص تركيا فقد كانت لها رؤية بأن تقحم بلدان الربيع العربى فى سوق عثمانية كبيرة، فهى لا تؤيد تيارات الإسلام السياسى من ناحية المبدأ، إنما كانت القضية قضية مصالح وسوق اقتصادية كبرى لم تتحقق بالنسبة للأتراك، وبالتالى فالأتراك- طال الزمان أو قصر- وربما لن يطول كثيرا- سيحاولون إيجاد الفرص لإعادة العلاقات تدريجيا، لأن تيار الإسلام السياسى ليس فاعلا، فمع من ستتعامل؟!

■ هل هناك مجال للمصالحة بين الإخوان والدولة المصرية؟

- أعتقد أن المسألة فى أن تبدأ النفوس فى أن تهدأ، ولو تستطيع الحكومة أن تعطى إشارات أولية من الجانب الإعلامى بتخفيف النقد، وبالتوازى، فالحوار مع بعض الشخصيات، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام، ومن يقومون بالتفاوض تكون لهم مصداقية، وفتح قنوات مع شباب الإخوان وبعض الشيوخ الذين يقبلون، وتخفف الضغوط الاقتصادية عليهم. كل هذا يؤدى إلى تخفيف الاحتقان تدريجيا.

■ تحدثت عن توسط شخصيات للمصالحة مع الإخوان، ومنها عمرو موسى..

- عمرو موسى بدأ فى المصالحة منذ أشهر، وهذه المصالحة تتم على نار هادئة، وحسب بعض الروايات ذات المصداقية، فالمصالحة تتضمن شروط السلطة، والتباحث حول شروط الإخوان كيف ستكون.

والمسألة كلها فى الوصول إلى مساحة التوافق حتى تنجح سواء كانت مع عمرو موسى أو أى شخص بعد ذلك. وشروط السلطة هى الامتثال لقانون الأحزاب بحل حزب الحرية والعدالة، لأنه قام على أساس دينى، وتغيير اسم التنظيم «جماعة الإخوان المسلمين» إلى اسم آخر، وعدم التمسك به، وإصدار ميثاق سياسى جديد بعدم اللجوء للعنف والالتزام به، فى مقابل ذلك السماح لهم بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية.

والمعلومات تفيد بأن القيادات الإخوانية التى تواصل معها موسى تحفظت حتى الآن على موضوع تغيير اسم الجماعة، لأن الاسم يعنى لها الرمزية، وهذه النقطة أصبحت تشكل نقطة الخلاف الرئيسى، والتفاوض بدأ خجولا، ويمكن أن يتطور، لأن الإخوان ليس لديهم سند يعتمدون عليه، حتى التجربة الوحيدة التى بقوا فيها هى تونس، وأبعدوا بالصندوق، والدعم القطرى فى حالة انخفاضه سيضطرهم إلى القبول بالحلول الوسطية، وبالتالى سيقبلون بالتفاوض.

■ كيف ترى الانتخابات الرئاسية فى تونس؟

- الانتخابات الرئاسية ستنظم فى ظروف إقليمية ووطنية صعبة، إلا أنها ستمر بأقل الخسائر، وهناك مخاطر إرهابية حقيقية عبرت عنها وزارتا الداخلية والدفاع.

■ حركة النهضة قالت إنها تركت لقواعدها اختيار مرشح تسانده دون تعليمات منها..

- «النهضة» أعطت تعليمات بشكل ضمنى للتصويت للرئيس الحالى المنصف المرزوقى، رغم قرار مجلس شورى الحركة بعدم التوجيه بالتصويت لأى مرشح، مدللا على ذلك بأن أغلب الحاضرين فى مؤتمر عقده المرزوقى فى صفاقس كانوا من أعضاء حركة النهضة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية