قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن المصريين بالخارج أرسلوا قرابة 90 مليون جنيه لمشروع قناة السويس، ولهم دور كبير في دعم الاقتصاد الوطنى، مؤكدًا أنهم عقول مصر وسفراؤها بالخارج، ويستطيعون تقديم الكثير.
وأضاف «العرابى»، خلال كلمته بالمؤتمر، الذي نظمه ائتلاف أقباط مصر تحت عنوان «مصريو الخارج بين 30 يونيو ومحاربة الإرهاب»، بالقاعة الكبرى بنقابة الصحفيين، أن «العالم كله ينتظر مصر ويترقب كل خطوة تحدث فيها، وينتظرون الانتخابات البرلمانية المقبلة، والعالم العربى يتعرض لمخاطر شديدة لم يواجهها في تاريخه المعاصر، قادرة على عبور الحدود من دولة إلى أخرى»، موضحاً أنه «لأول مرة يلقي أبناء مصر من القوات المسلحة حتفهم على أيدى جماعات تكفيرية تدنس الوطن، لذا نحن أمام خطر كبير لم نشهده من قبل وسرطان يسري تحت جلودنا».
وتابع: «فى الماضى كان العدو معروفًا ملابسه وشكله وعتاده أما الآن فهو في داخلنا، ولكن هذا العدو يمارس أقصى درجات الغباء السياسى، وهناك حلول تسري بشكل مواز مع الحل الأمنى لأن الحل الأمنى ليس الوحيد، مثل الخطاب الدينى»، مضيفا: «يعز علينا أن تضيع دماء الجنود والشرطة والمصريين جراء أفعال هؤلاء الذين لا يريدون خيرًا للوطن».
واستطرد أن «المصريين في الخارج بعد 30 يونيو شاركوا بقوة لتحسين صورة مصر، وأثناء حكم الإخوان كان لهم نشاط كبير، وكانوا يقفون وقفات بطولية، فضلاً عن أن المصريين في النمسا أحبطوا محاولة نقل مقر الإخوان المسلمين إلى النمسا، لذا فعليهم دور كبير خاصة مع برلمانات الدول التابعين لها».
بدوره، وفادى يوسف، رئيس ائتلاف أقباط مصر، عن مقابلة ستتم خلال شهر ديسمبر المقبل يعقدها عدد من المصريين في الخارج بالبرلمان الأوروبى، لكشف حقيقة جماعة الإخوان والمطالبة بإدراجها كمنظمة إرهابية.
وأضاف «يوسف» أن الائتلاف دعّم المصريين في الخارج بوثائق ومستندات، تؤكد إجرام جماعة الإخوان، وما فعلوه في مصر بعد ثورة 30 يونيو، وأن مصر تحارب تلك الجماعة، التي انبثق منها تنظيم داعش.
في السياق نفسه، قال الشيخ أحمد ترك، مسؤول ملف محاربة التكفير بالأزهر، إن جماعة الإخوان تجند الطلاب منذ المرحلة الإعدادية، مضيفًا: «أعددنا برامج تعليمية وتنويرية مع وزارة الشباب والتربية والتعليم لمواجهة ذلك، مشيرًا إلى أن الإرهابيين، في إشارة لجماعة الإخوان، كانوا يضربون الإمام بالمساجد ويخربون الصلاة، ولكن المنابر الآن بعدت عن السياسية».
وأضاف «ترك» خلال كلمته بالمؤتمر، أن هناك مشكلة كبيرة تحدث مع الجاليات المصرية في الخارج، حيث إن الكثير من العناصر الإرهابية والتى كانت تعتلى المنابر في مصر وتعمل على شق الصف المصرى، هاجرت إلى أوروبا وأصبحوا مسؤولين عن مساجد كبرى في الخارج وما زالوا يقودون خطابًا دينيًا محرضًا ضد مصر ويعتبرون مصر كافرة ومن بها كفرة والحرب ضدها مقدسة، وكثير منهم يلقون دعمًا كبيرًا من الدول الأوروبية.
وطالب «ترك»، بالتنسيق ما بين الأزهر والأوقاف مع السفارات المصرية في الخارج لرفع تقارير عن حالة المراكز الإسلامية في الخارج والخطاب الدينى بها، ونحن مستعدون للتعامل وإرسال آئمة معتدلين، فكثير من مقاتلى داعش كانوا أوروبيين أسلموا وتم اختطافهم نحو الإرهاب.
وقالت حنان فكرى، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن عدد المصريين يقدر في الخارج بحوالى 11 مليونًا، لذا يجب استحداث وزارة خاصة بهم لمراعاة شؤونهم، فلا الخارجية ولا القوى العاملة احتوتهم، مضيفًا: «نشكر كل مصرى بالخارج تحمل التشكيك في مصريته وظل متمسكًا بالوطن».
وأكدت «فكرى» أن المصريين بالخارج عانوا من حملات تشويه في مصر، وتظل مصريتهم ساكنة في وجدانهم ولا يمكن لأحد أن ينزع عنهم انتمائهم، ولا يجب أن ينظر إليهم على أنهم جالبين للأموال فقط، بل يجب أن نعتبرهم سفراء لمصر في الخارج.