لم تتوقف مطامع إسرائيل فى نهر النيل يوما، فبينما يروج متطرفوها لحلم «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات، كان قادتها يسعون إلى تحقيق حلم السطو على مياه النيل، بالحروب حينا، وتحت لافتة السلام أحيانا أخرى.

وإذا أراد المسؤولون عن إدارة ملف أزمة نهر النيل بشكل عام، وأزمة سد النهضة الإثيوبى على نحو خاص، أن يفهموا حقيقة الوضع، والأطراف الفاعلة فى الأزمة، فلابد لهم أن يطالعوا الترجمة العربية لكتاب «إسرائيل وأفريقيا»، الصادر فى إسرائيل، الذى بادر المترجم المصرى عمرو زكريا إلى ترجمته عن اللغة العبرية، وإصداره فى كتاب ضخم من 616 صفحة، من القطع الكبير عن أكاديمية آفاق الدولية.

بالأرقام.. عدد الخبراء العسكريين الإسرائيليين فى إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وزائير وكينيا

إسرائيل وإثيوبيا

تنبع أهمية الكتاب من أن مؤلفه الدكتور آريه عوديد، يعد من أبرز الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين جابوا الكثير من الدول الأفريقية، وكان مشاركا أو مطلعا على عملية نسج العلاقات الإسرائيلية فى القارة السمراء. فقد بدأ عوديد عمله الدبلوماسى فى أوغندا عام 1961، وفى السبعينيات كان مسؤولا عن المصالح الإسرائيلية فى كينيا. كما كان مندوب إسرائيل فى مركز الأمم المتحدة لشؤون البيئة فى العاصمة الكينية نيروبى. عمل فى التسعينيات سفيرا فى سوازيلاند وكينيا، ثم سفيرا غير مقيم فى لاسوتو وزامبيا وموريشيوس وجزر سيشيل. وعمل محاضرا للدراسات الأفريقية فى الجامعة العبرية بالقدس. ونشر العديد من الكتب والمقالات عن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، والإسلام واليهودية فى أفريقيا، وكذلك عن اللغة السواحلية. بالمزيد