x

دبلوماسى إسرائيلى يكشف خبايا العلاقات بين الدولة العبرية وإثيوبيا.. «إسرائيل وأفريقيا» (1-3)

الثلاثاء 04-11-2014 23:10 | كتب: محمد البحيري |
بلينين زفاديا أول يهودية إثيوبية تعين
سفيرة لإسرائيل فى إثيوبيا
بلينين زفاديا أول يهودية إثيوبية تعين سفيرة لإسرائيل فى إثيوبيا تصوير : اخبار

جاءت أزمة سد النهضة الذى تبنيه إثيوبيا، ويهدد حصة مصر من مياه النيل، لتكون بمثابة ناقوس للخطر يرن فى القاهرة حول تغلغل إسرائيل فى أفريقيا، وطبيعة علاقاتها المتشعبة مع دولة كإثيوبيا، بالشكل الذى يساعد متخذى القرار على فهم طبيعة المعركة الجارية مع إثيوبيا وحقيقة الأطراف المشاركين فيها، بما يفتح الأفق المصرى حول أساليب جديدة لحل الأزمة، دونما استبعاد لأى سيناريو وأى أسلوب، فى هذا الاتجاه أو ذاك.

من هنا يأتى كتاب «إسرائيل وأفريقيا»، الصادر فى إسرائيل، ليكون بمثابة مرجع ينبغى على كل مسؤولى المخابرات ووزارة الخارجية الاطلاع عليه، خاصة بعد أن فاجأنا المترجم المصرى عمرو زكريا بترجمة الكتاب عن اللغة العبرية، وإصداره فى كتاب ضخم من 616 صفحة، من الحجم الكبير، عن أكاديمية آفاق الدولية، التى تعد من أبرز حصون اللغة العبرية فى مصر.

تنبع أهمية الكتاب من أن مؤلفه الدكتور آريه عوديد يعد من أبرز الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين جابوا الكثير من الدول الأفريقية، وكان مشاركاً أو مطلعاً على عملية نسج العلاقات الإسرائيلية فى القارة السمراء. فقد بدأ عوديد عمله الدبلوماسى فى أوغندا عام 1961، وفى السبعينيات كان مسؤولاً عن المصالح الإسرائيلية فى كينيا، كما كان مندوب إسرائيل فى مركز الأمم المتحدة لشؤون البيئة فى العاصمة الكينية نيروبى. عمل فى التسعينيات سفيراً فى سوازيلاند وكينيا، ثم سفيراً غير مقيم فى لاسوتو وزامبيا وموريشيوس وجزر سيشيل. وعمل محاضراً للدراسات الأفريقية فى الجامعة العبرية بالقدس. ونشر العديد من الكتب والمقالات عن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، والإسلام واليهودية فى أفريقيا، وكذلك عن اللغة السواحلية.

ولعل أهم ما يلفت أنظارنا فى هذا الكتاب هو الأجزاء المتعلقة بالسرد المثير لتاريخ العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا، والذى اتخذ الطابع السرى فى أخطر مراحله، وما يتعلق منها بنهر النيل والسيطرة على مدخل البحر الأحمر، من خلال تعاون استخباراتى عسكرى وثيق، بعد خلق إطار يجمع بين الدولتين باعتبار كل منهما محاطة ببحر من «الأعداء العرب والمسلمين».

ويشير الدبلوماسى الإسرائيلى آريه عوديد فى بداية الكتاب إلى أن للكنيسة المسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية، التى يبلغ نسبة مؤمنيها حوالى 50% من إجمالى السكان، روابط طيبة مع الشعب اليهودى. فالمسيحيون الإثيوبيون يعتبرون إسرائيل الأرض المقدسة، ونظرتهم إلى اليهود إيجابية ومشجعة. وترجع هذه الرؤية إلى التراث الإثيوبى القديم الخاص بزيارة ملكة سبأ للملك سليمان فى القدس. وتُنسَب العائلة القيصرية فى إثيوبيا إلى الملك سليمان، والأسد، رمز القيصرية، ذلك لما ورد فى التوراة «يهوذا جرو أسد». وفى المسيحية الإثيوبية هناك تأثير راسخ لليهودية عليها مثل: وجود الختان؛ واليوم الثامن؛ وتحريم أكل لحم الخنزير؛ والراحة من العمل فى يوم السبت.

وبحسب الكتاب، فى عام 1936 بعد احتلال الإيطاليين لإثيوبيا، فرَّ الإمبراطور هيلا سيلاسى إلى القدس ومكث فيها فترة قصيرة. واستقبله المستوطنون اليهود فى فلسطين بترحاب كبير. وفى مايو 1941 عاد الإمبراطور إلى إثيوبيا بعد أن تمكن الجيش البريطانى ووحدات الوينجات- التى خدم فيها بعض الإسرائيليين- من هزيمة الإيطاليين.

أما موقف إثيوبيا من إسرائيل والعرب والقضية الفلسطينية فيظهر جليا فى التصويت فى الأمم المتحدة على خطة تقسيم فلسطين، حيث امتنعت إثيوبيا، كما أيدت الحكومة والكنيسة الإثيوبية بشدة انتصارات إسرائيل فى حروب 1948، و1956 و1967. وعزز الإسرائيليون ذلك الاتجاه عبر الترويج لادعاء يقول إن من مصلحة إثيوبيا أن تكون إسرائيل قوية، وإنه «لو انتصر العرب لكانت إثيوبيا هدفًا رئيسيًا لهم».

وفى الخمسينيات عمل تمثيل دبلوماسى إسرائيلى منخفض فى أديس أبابا نظرًا لخشية إثيوبيا فتح سفارة إسرائيلية فى عاصمتها. وفى 1954 اعترفت إثيوبيا بإسرائيل بشكل كامل، لكن فى عام 1964، بعد أن حصلت بعض الدول الأفريقية على استقلالها، وأقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وافتتحت سفارات فى بلادها على الفور، تشجعت إثيوبيا لفتح سفارة إسرائيلية فى أديس أبابا، غير أنها امتنعت لسنوات عن فتح سفارة إثيوبيا فى إسرائيل.

ويقول عوديد فى كتابه إن الحذر من إظهار الصداقة والود تجاه إسرائيل منع تطور العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية طوال فترة حكم الإمبراطور هيلا سيلاسى. فلم يقم الإمبراطور بزيارة إسرائيل على الرغم من زيارته لبلدان عربية. وفى محادثات مع ممثلين إسرائيليين أوضحت إثيوبيا أنها لا ترغب فى أن تكون معزولة فى منظمة الوحدة الأفريقية، وأنها مضطرة إلى الاستمرار فى الانـحياز إلى العرب.

ويعترف عوديد بالأنشطة التجسسية التى مارستها إسرائيل على منظمة الوحدة الأفريقية، التي يقع مقرها فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيقول «إن حقيقة وجود سفارة لإسرائيل فى أديس أبابا مقر منظمة الوحدة الأفريقية، قد سهَّل على إسرائيل متابعة نقاشات المنظمة نوعًا ما، ومقابلة المبعوثين الأفارقة الذين جاءوا لحضور المؤتمرات».

وبعد فتح السفارة الإسرائيلية فى إثيوبيا تطورت علاقات واسعة بين إسرائيل وإثيوبيا، فى إطار أنشطة مركز التعاون الدولى التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والذى كان غطاء لكل أشكال التعاون الاستخباراتى والعسكرى بين إسرائيل والكثير من الدول الأفريقية.

وتحت هذه اللافتة، عمل حوالى عشرين خبيرًا إسرائيليًا فى إثيوبيا فى مجالات الزراعة، وصيد الأسماك، والبناء، والطب. وسافر عشرات الطلاب الإثيوبيين سنويًا للتدرب فى إسرائيل. كما تبنَّت الجامعة العبرية كلية علم الميكروبات التابعة لجامعة هيلا سيلاسى، كما ساعدت على إقامة النظام القضائى فى إثيوبيا. كما أنشأت إسرائيل أول بنك للدم فى إثيوبيا، وأرسلت خبيرًا لإدارة مدرسة فندقية، وقدَّمت الاستشارات البحرية من أجل تطوير ميناء مصوع، وكان هناك ثلاثة جيولوجيين إسرائيليين مستشارين فى وزارة التعدين. كما أنشأت إسرائيل، فى أبادير، مزرعة نموذجية لزراعة القطن، وقدمت الاستشارات فى مجالات رصف الطرق، والهندسة، وصيانة الموانئ، وتطوير الخدمات الصيدلية.

وبحسب الكتاب، عملت الشركات الإسرائيلية فى مختلف أنواع برامج التنمية. فعملت شركة «سوليل بونيه» فى رصف الطرق، وشركة «تاهل» فى القيام بدراسات حول تطوير التزود بالمياه، وشركة النفط الإسرائيلية فى التنقيب عن النفط، وأنشأت شركة «آسيا وألدا» مصنعًا لإنتاج الأدوية، وعملت شركات أخرى فى تربية أسماك الزينة، ودباغة الجلود وغيرها. وفى الستينيات وبداية السبعينيات كان فى إثيوبيا حوالى ثمانين عائلة إسرائيلية.

ويؤكد الدبلوماسى الإسرائيلى أن من المجالات الرئيسية التى قامت عليها العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية التعاون الأمنى، نظرًا لوجود مصالح مشتركة بين البلدين لصد التوغل العربى، والحفاظ على حرية الملاحة فى البحر الأحمر، أمام السفن الإسرائيلية طبعاً.

وفى الستينيات وبداية السبعينيات، بلغ عدد أعضاء وفد الجيش الإسرائيلى فى إثيوبيا أكثر من عشرين ضابطًا عملوا فى مجال التدريب، والتدريس فى الأكاديمية العسكرية، وفى التخطيط والمخابرات، وكذلك فى تدريب وحدات النخبة لمقاتلة الجماعات السرية. كما درَّب رجال الشرطة الإسرائيلية شرطة حرس الحدود الإثيوبية. ولقد زار رئيس الأركان حاييم بار ليف، إثيوبيا عام 1971.

وبعد حرب 1967 واحتلال القدس، قامت إسرائيل بمصادرة «دير السلطان» (فى القدس) الذى ترجع ملكيته إلى الكنيسة المصرية، ومنحته دون وجه حق للكنيسة الإثيوبية التى أنشقت عن الكنيسة المصرية عام 1959، وما زال الأمر محل خلاف بين مصر من جانب وإسرائيل وإثيوبيا من جانب آخر حتى الآن.

فى عام 1973، عندما ارتفع عدد الدول الأفريقية التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، زادت الضغوط المصرية والعربية على الإمبراطور من أجل قطع علاقاته مع إسرائيل. كما زادت ليبيا من تهديداتها، وبالتدريج تفاقم الوضع فى إريتريا، وزادت مخاوف الإمبراطور من التحالف الصومالى السوفيتى، الذى هدد منطقة أوغادين. ومن منطلق الأزمة الاقتصادية والأمنية الحادة، توجه الإمبراطور إلى إسرائيل طالبا شحنة من الأسلحة والمعدات العسكرية للدفاع عن موانئ إثيوبيا فى البحر الأحمر، وإمداده بالرادارات لحماية المطارات، وتدريب وحدات الجيش. ولقد قُدِّر هذا الطلب بحوالى خمسة ملايين دولار. وحثَّ سفير إسرائيل لدى إثيوبيا، حنان عينور، بلاده للاستجابة لطلب الإمبراطور مؤكدًا أنه إذا لم تقم بذلك، فإن كل الاستثمارات الإسرائيلية فى إثيوبيا ستضيع هباء. وفى يوليو 1973 تم استدعاء عينور إلى إسرائيل للتشاور بمشاركة رئيسة الحكومة جولدا مائير، ووزير الدفاع موشيه ديان، ووزير الخارجية أبا إيبان، ومسؤولين كبار فى وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأكد عينور على الضرورة الملحَّة للاستجابة لطلب الإمبراطور فى وقت أزمته. وقاطعه ديان وسأله إن كان قد نسى درس أوغندا، وذكر أن الإمبراطور لم يفِ بوعده بفتح سفارة فى القدس. «لسنا ملزمين بمساعدة دولة لم تفِ بوعودها لنا. فهناك علاقة بين المساعدات العسكرية وبين الالتزام السياسى. إن خمسة ملايين دولار مبلغ كبير من الأفضل إنفاقه على تدريب جنودنا للحرب القادمة، أفضل من إنفاقه على إثيوبيا التى تخشى إظهار صداقتها لإسرائيل». وأضاف ديان أنه إذا كانت إثيوبيا مستعدة للتوقيع على «اتفاقية تعاون عسكرى، وتبادل المساعدات، فإننا سنستجيب على الفور لطلبها، وإلا سنرفض تقديم مساعدات عسكرية أخرى، بل سنوقف المساعدات التى لم تؤت ثمارها». وأيدت رئيسة الحكومة جولدا مائير موقف ديَّان، وصمت الحاضرون الذين كانوا قد أيدوا السفير عينور من قبل.

وعندما عاد عينور إلى إثيوبيا لطَّف من الموقف الإسرائيلى وقال للإمبراطور إنه لم يُتخذ بعد قرار نهائى بالنسبة لطلبه. وأعرب الإمبراطور عن خيبة أمله مما شجع بعض العناصر فى الحكومة الإثيوبية بما فيها رئيس الحكومة، الذين مالوا إلى الاستجابة إلى المطلب العربى، خاصة مصر والسعودية اللتين وعدتا بكبح جماح الإريتريين، بل والصومال وتقديم المساعدات لإثيوبيا.

ومع اندلاع حرب أكتوبر 1973 زاد العرب من ضغوطهم، خاصة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتى حملت نوعًا من التهديد. وفى 23 أكتوبر 1973 قطعت إثيوبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وكانت الدولة الـ 18 من 30 دولة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. ومع إغلاق السفارة الإسرائيلية فى أديس أبابا، قامت إسرائيل بترحيل جميع خبرائها المدنيين والعسكريين.

وفى عام 1974، بعد حوالى عام من قطع الإمبراطورهيلا سيلاسى للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، تمت الإطاحة به فى انقلاب عسكرى، يشير البعض إلى دور إسرائيلى فيه. وبعد أن أطاح الحاكم العسكرى الجديد منجستو هيلا مريم بخصومه فى الجيش، وفى المجلس العسكرى المؤقت، تقارب مع الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية، واتبع نظام الحكم الاشتراكى المركزى كوسيلة طيبة للسيطرة على الجماهير.

كان من أهداف منجستو الرئيسية قمع التمرد فى إريتريا، وفى 1975 توجه لإسرائيل بطلب المساعدة العسكرية. واستجابت إسرائيل لطلبه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين فى ذلك الوقت. لقد خشيت إسرائيل أن يؤدى انتصار متمردى (الحركة الإريترية)، التى تزعمها مسلمون وأيدها العرب، إلى إغلاق الممر البحرى فى البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية.

كما ساعدت إسرائيل على تشكيل «كتيبة اللهب» التى عملت فى إريتريا للقضاء على قادة الحركة الداعية إلى استقلال إريتريا. وتوقفت المساعدات الإسرائيلية عندما توطدت علاقات منجستو بالاتحاد السوفيتى وكوبا، اللتين ساعدتاه على صد الجيش الصومالى عن أوغادين. ويُرجِع البعض وقف المساعدات العسكرية الإسرائيلية إلى إعلان وزير الخارجية موشيه ديان أن إسرائيل تبيع كميات معينة من السلاح إلى إثيوبيا، وهى الحقيقة التى حاول منجستو إخفاءها. وعلى المستوى السياسى متعدد الأطراف- فى منظمة الوحدة الأفريقية- وفى الأمم المتحدة استمر الموقف الإثيوبى فى معاداة إسرائيل، وواصلت تأييدها للقرارات المعادية لإسرائيل. مع ذلك امتنعت إثيوبيا عام 1975 عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذى ساوى بين الصهيونية والعنصرية.

ويقول آريه عوديد إنه على المستوى غير الرسمى، كانت العلاقات أفضل بين إثيوبيا وإسرائيل، حيث كان هناك تبادل تجارى، ومَنـحت إثيوبيا تأشيرات دخول للإسرائيليين للزيارة أو لحضور المؤتمرات العلمية. كما وصل مئات الحجاج الإثيوبيين إلى إسرائيل، ولم تمنع إثيوبيا طائرات شركة «العال» الإسرائيلية عن التحليق فوق أراضيها- فى طريقها إلى كينيا أو جنوب أفريقيا.

وفى عام 1985 قدَّم وفد إسرائيلى برئاسة إيفى ناتان مساعدات إنسانية لمنكوبى الجفاف فى إثيوبيا، بالتنسيق مع الحكومة الإثيوبية، كما نظم مدربون من المعهد الأفروآسيوى (الإسرائيلى) دورة تدريبية لرؤساء النقابات المهنية فى أديس أبابا.

وفى 1990 وصل إلى إثيوبيا مجموعة من المستثمرين اليهود لدراسة احتمالات التنمية الصناعية، بغرض إقناع منجستو بتسهيل عملية هجرة اليهود إلى إثيوبيا. وفى إسرائيل كان هناك ممثل إثيوبى مثَّل الكنيسة الإثيوبية، لكنه كان فى الحقيقة ممثلًا لحكومته كما كان حريصًا على ألا يُنقل دير السلطان الذى تسلموه إلى مصر مرة أخرى.

وفى نهاية فترة حكم منجستو، فى نوفمبر 1989، عادت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وإثيوبيا. وبعد مفاوضات مستمرة مع حكومة منجستو تم التوصل أيضًا إلى اتفاق لنقل مئات الآلاف من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل مقابل 35 مليون دولار تم جمعها من يهود الولايات المتحدة.

وفى مايو 1991، عندما وصل المتمردون على حكم منجستو إلى مداخل أديس أبابا تمت «عملية شلومو» الجوية التى نقلت حوالى 14200 مهاجرًا إلى إسرائيل.

وفى 1989 احتلت الجبهة منطقة تيجرى فى شمالى إثيوبيا، وتقدمت من هناك نـحو الجنوب. ولكى تضم إليها الحركات الإثيوبية الأخرى، تم تأسيس «الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا» بزعامة ميليس زيناوى.

فى 21 مايو 1991 فرَّ منجستو من أديس أبابا بعد اقتراب القوات المشتركة لمتمردى إريتريا وحركة التمرد الإثيوبية التيجرانية ضد حكم منجستو -جبهة التحرير الشعبية لتيجرى»- من دخول العاصمة. حصل منجستو على اللجوء السياسى فى زمبابوى.

وفى يوليو 1991- فى مؤتمر المنظمات السياسية- شُكِّلت حكومة مؤقتة برئاسة زيناوى. وفى مايو 1993 أصبحت إريتريا دولة مستقلة، وأصبح ميناء «مصوع» و«عصب» على البحر الأحمر من ضمن أراضيها. وبقيت إثيوبيا دون أى منفذ على البحر، مما قلَّل من قيمتها الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل.

ويؤكد الدبلوماسى الإسرائيلى أن عهد زيناوى شهد تقدُّما ملحوظاً فى العلاقات بين إثيوبيا وإسرائيل. ولقد ظهر ذلك فى زيارات شخصيات إثيوبية رفيعة المستوى لإسرائيل. وفى مايو 1993 زار إسرائيل رئيس الحكومة الإثيوبية المؤقت، تمرت لاين، تلبية لدعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق رابين. وأثناء الزيارة تم التوقيع على اتفاقيات فى مجالات الزراعة، والصحة والتعليم. وبعد اللقاء أصدر رئيسا الحكومتين بيانًا مشتركًا، ذكرا فيه أن رئيس الحكومة الإثيوبى يعرب عن تأييده لجهود إسرائيل من أجل السلام، كما أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلى عن تأييد مشابه لجهود إثيوبيا من أجل تحقيق الازدهار، والعدالة الاجتماعية، والتضامن القومى، كما أدان رئيسا الحكومتين كل مظاهر التطرف. ولقد وجه رئيس الحكومة الإثيوبى دعوة لرابين لزيارة إثيوبيا الذى قبل الدعوة.

وفى عام 1993 زار إسرائيل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، البطريرك باولوس، الذى أوضح فى لقائه مع وزير الخارجية شمعون بيريز؛ الأهمية التى تعطيها إثيوبيا لاستمرار الوضع القائم فى دير السلطان وعدم إعادته لمصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية