قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن «قطر تستغل العمالة الوافدة من كوريا الشمالية وتُسخّرها للعمل لساعات طويلة مقابل الحصول على رواتب ضئيلة جدًا من أجل بناء مستقبلها الطموح في استضافة كأس العالم».
أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة، الجمعة، أن «الآلاف من العمال المهاجرين من كوريا الشمالية يعملون في ظروف صعبة منذ سنوات، دون الحصول على أجر تقريبًا في مواقع البناء في قطر»، وعرضت الصحيفة شهادات لبعض العمال والمنشقين الكوريين الشماليين، أكدوا فيها أنهم «لم يتلقوا شخصياً أي رواتب طوال فترة عملهم في تلك الإمارة الخليجية منذ 3 سنوات»، ونقلت عن عامل كوري شمالي، في أحد مواقع البناء بوسط الدوحة، قوله: «نحن هنا لكسب العملة الأجنبية لبلدنا».
وقالت «جارديان»، إن «هؤلاء العمال كانوا يتوقعون تقاضي رواتبهم لدى عودتهم إلى كوريا الشمالية إلا أنهم لا يحصلون إلا على قدر ضئيل منها، بما يُقدر بنحو 10% من رواتبهم، بينما لا يتلقى البعض شيئًا»، وفقاً لما ذكره منشقون وخبراء كوريون شماليون.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى «وجود عمال كوريين شماليين في 4 مواقع بناء في مدينة (لوسيل) الجديدة، التي تبلغ تكلفتها 45 مليار دولار، ومن المنتظر أن تستضيف نهائيات كأس العالم 2022، على الرغم من أنه لا توجد تقارير تثبت مشاركتهم في بناء استادات كأس العالم».
وأضافت أن «العمال يعملون لمدة 12 ساعة يوميًا، لبناء ملعبين للجولف، ومدينة ترفيهية، و200 ألف وحدة سكنية، وملعب كبير يضم 86 ألف مقعد لاستضافة بطولة كأس العالم، حيث تتكلف الإنشاءات مليارات الدولارات».
ووفقاً لمصادر في قطر، فإن هناك ما يقرب من 3 آلاف كورى شمالى يعملون في مشاريع في جميع أنحاء البلاد، وهم جزء من جيش من العمال من صادرات النظام في كوريا الشمالية في جميع أنحاء العالم لجلب العملة الأجنبية التي يحتاج إليها.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مدير لأحد مشروعات البناء في العاصمة القطرية، الدوحة، قوله إن العمال «لا يمتلكون ريالًا واحدًا»، وإنهم «يقترضون المال من مدرائهم إذا كانوا بحاجة إلى شراء أشياء صغيرة مثل السجائر».
وطبقاً لتقرير صادر عن مركز «استراتيجية كوريا الشمالية»، منظمة يديرها منشق ومقرها في كوريا الجنوبية، فإن «غالبية أجور العمال المُرسلين إلى الخارج يتم إرسالها مرة أخرى إلى نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون». وفى حالات معينة «يُسمح للعمال بالحصول على 10% فقط من أجورهم».
ونقلت «جارديان» عن أحد وكلاء شركات التوظيف الكورية الشمالية المملوكة للدولة، قوله إن «أجر العمال يصل إلى نحو 3 آلاف ريـال قطرى، ولكن لا يتسلم العامل منها سوى مبلغ ضئيل، ويتم إرسال باقى المبلغ إجباريًا إلى أسرته في كوريا الشمالية»، وأضاف أن الشركة تحقق مكاسب من خلال تلك الاستقطاعات.
