كتب الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، «شكوى شخصية صريحة»، بسبب 3 شائعات تطارد شخصه وزوجته الفنانة بسمة، وأفراد أسرته.
وقال «حمزاوي» بصفحته على «فيس بوك»، تحت عنوان «فاض الكيل»، الخميس: «هذه شكوى شخصية صريحة، أكتبها هنا بعيدا عن هامشي الصحفي الذي ليس له أن يتناول الهموم الشخصية إلا فيما ندر والذي مازالت رغم الضغوط الكثيرة على تمسكي به كمساحة للتواصل معكم بشأن أوضاع مصر وناسها، أسجلها هنا من واقع بعض الأمور التي حدثت لي ولأسرتي في الفترة الأخيرة ولن أعود بكم إلى وراء يتجاوز الأسبوعين الماضيين».
وعن الشائعة الأولى، يقول «حمزاوي»: «في 22 أكتوبر 2014، قضت دائرة من دوائر جنايات الجيزة بإلغاء قرار المنع من السفر ورفع اسم الدكتور عبدالحليم قنديل واسمي من قوائم الممنوعين من السفر، وكان قرار المنع قد صدر قضائيا في يناير 2014 على خلفية القضية المعروفة باسم (إهانة القضاء) والمنسوب إلى بها تغريدة تناولت حكما قضائيا كأمر يخص الرأي العام ولم تشر من قريب أو بعيد إلى الهيئة القضائية أو عرضت بالقضاة».
وأضاف: كانت سعادتي بإلغاء قرار المنع من السفر بالغة ومازالت، ليس لرغبتي أو رغبة أسرتي في مغادرة مصر، بل لكي أتمكن من رعاية ولديي لؤي ونوح المقيمين بالخارج بحرية والاضطلاع بواجبات الأبوة التي تعني متابعتهما في مدارسهما وحياتهما اليومية ورؤيتهما مع الأهل والأصدقاء وكل ذلك لم أمكن منه منذ منعت من السفر. كانت سعادتي بإلغاء قرار المنع من السفر بالغة، ليس لإنهاء وجود أسرتي في مصر والرحيل بعيدا عنها ونحن لا نعرف لنا من معيشة وسكن ومحل عمل واهتمام بالشأن العام مكانا غيرها، بل لكي أتمكن من إقامة علاقة طبيعية بين ولديي وأختهم الصغيرة ناديا، وأن يدرك ثلاثتهم ارتباطهم ببعضهم البعض وبهنا وهناك رغم بعد المسافات.
وتابع: حين ألغي المنع من السفر في 22 أكتوبر 2014 كتبت على (تويتر) معبرا عن سعادتي الشخصية وشكرت كل من ساندوني، ولم أتحدث مع الصحافة أو الإعلام التليفزيوني في الأمر. في مساء نفس اليوم، اتصل بي بعض الأصدقاء والمعارف للتهنئة برفع الظلم وكان بينهم صحفي يعمل في إحدى الصحف.
وأكمل: شكرت الصحفي المحترم على التهنئة، ولم تمر إلا دقائق على انتهاء المكالمة الشخصية إلا لأجد خبرا عنوانه (حمزاوي: سأغادر مصر بعد حصولي على الصيغة التنفيذية لإلغاء قرار منعي من السفر)، وأنا لم أصرح له بشيء وعنوان الخبر ضد قناعاتي أنا وأسرتي وينقل عمدا للرأي العام مضمونا سلبيا، وتواصلت مع الصحفي المحترم وعاتبته على ما حدث، فقال إنه أراد أن يشرك الناس في «فرحتي» وإن مكتب التحرير (الديسك) هو الذي وضع هذا العنوان المضلل.
ومضى قائلا: مع تصديقي لنوايا الصحفي المحترم، إلا أن الخبر السلبي بعنوانه المضلل كان قد خرج إلى الفضاء الإلكتروني واستغله بعض الذين لا يعجبهم دفاعي عن الحقوق والحريات أو الذين يرون ثورة يناير 2011 مؤامرة أو لا يحبونني شخصيا لنصب حفلة «سب جماعي» مازالت مستمرة إلى اليوم لم يسلم منها والدي رحمه الله ولا والدتي رحمها الله ولا زوجتي ولا أولادي الذين أنتظر بفارغ الصبر أن يجتمع شملنا.
وعن الشائعة الثانية، أضاف «حمزاوي»: «في 30 أكتوبر 2014، احتوت إحدى الصحف، في صفحتها الأولى على خبر يزعم أن بسمة وأنا في سبيلنا إلى الانفصال وأنها غادرت بيت الزوجية في مصر الجديدة، بل هربت منه هي وابنتنا ناديا لاستمرار الخلافات واستحالة مواصلة الحياة المشتركة. بسمة وأنا عرفنا عن الخبر في نفس اليوم أثناء غذاء عائلي مع أختي وخالاتي، وسخرنا من الخبر بمعلوماته الخائبة إن عن الانفصال والطلاق أو عن الهروب من بيت الزوجية أو عن عنوان بيت الزوجية وهو ليس في مصر الجديدة (ولا في فيلا في التجمع الخامس بالمناسبة) بل في شقة بمدينة 6 أكتوبر وقلت لهم أن نفس الجريدة كانت قد زوجتني وطلقتني من سيدة اسمها آن ألكسندر (سميت في الخبر المفبرك مطلقة عمرو حمزاوي ووضعت بجانب الاسم صورة هي لمذيعة تعمل في قناة بي بي سي وطبعا شقراء «لزوم» اسم آن ألكسندر) لم أعرفها يوميا و«فبركت» على لسانها قصصا مختلقة، ولم نهتم به أكثر من حديث ضاحك لدقائق معدودة».
وأوضح: إلا أن اليومين التاليين لنشر الشائعة الخائبة حملا ترويجا واسعا لها في صحف وعلى مواقع إلكترونية، وتوالت مكالمات الصحفيين ومنهم من كانوا يتصلون ببسمة وبي متتابعين لكي يمارسوا معنا «الاستجواب البوليسي» ويضاهوا الأقوال، وتوالت أيضا مكالمات الأهل والأصدقاء للاطمئنان على أوضاعنا – والطريف أن خالاتي أيضا وأنا معهن تحدثت عن الشائعة الخائبة يوم نشرها تملكهن القلق وعدن للاستفسار والاطمئنان، ونفينا الشائعة الخائبة مضطرين بسمة وأنا، وبمرارة من يريد أن يحمي حياته الخاصة والأسرية من سطو مروجي الشائعات، إلا أن الأمر استغل، ولمرة ثانية، في إطلاق حفلة «سب جماعي» باتجاهي وتجاه أسرتي لم تتوقف إلى اليوم.
الشائعة الثالثة، التي اشتكى منها «حمزاوي»، قال عنها: «في 2 نوفمبر 2014، ذهبت إلى مستشفى الأنجلو الأمريكي في الزمالك بأصبع قدم يمنى مكسور وبأشعة للكسر وبعد حديث تليفوني مع دكتور العظام المحترم سمير فانوس الذي اقترح على الحضور في الساعة الواحدة ظهرا وأبلغني بأن وقت الانتظار قد يطول.
وأكمل: وصلت إلى المستشفى بعد الواحدة بقليل، ودفعت الكشف المخصص وهو 200 جنيه، وجلست بسبب الألم على مقعد بجوار الباب الخارجي لمكتب الدكتور فانوس. حدثت جلبة بين أحد منتظري الكشف وبين مسؤولة إدارية ثم مع الدكتور فانوس لم أتبين سببها أو أتابعها أو أشارك بها، وبعدها غادر السيد منتظر الكشف المكان غاضبا.
وأضاف: انتظرت إلى أن جاء دوري وعرضت الأشعة على الدكتور فانوس واقترح هو جبيرة صناعية على القدم لمدة ثلاثة أسابيع، وعند ذلك غادرت المستشفى بعد أن حصلت على فاتورة دفع الكشف.
واستكمل: في المساء، أرسل لي أحد الأصدقاء رابطا لخبر على فيس بوك كتبه السيد الذي دارت بينه وبين المسؤولة الإدارية وبين الدكتور فانوس الجلبة التي أشرت إليها والذي غادر المستشفى قبل أن أدخل أنا إلى مكتب الدكتور.
وواصل: في الخبر، أقحمني الأستاذ فضل سيد في الأمر على نحو غير أمين بادعاء أن الخلاف كان بيني وبينه وكوني أخذت دوره في «الكشف» وكونه شاهدني وأنا أدخل مكتب الدكتور فانوس ويغلق الباب من خلفي، فصرخ لاعنا تجار الشعارات والأوطان والمتشدقين بالحقوق والمساواة ثم غادر المستشفى. وكل ذلك غير صحيح، ويمنعني الحياء من استعمال مفردات قاسية، فلا كان الأمر بيني وبينه ولا أنا أخذت دور غيري في الكشف، وهو لم يرني أدخل مكتب الدكتور فانوس لأنه كان قد غادر المكان قبل أن يأتي على الدور.
وقال حمزاوي: آلمني خبر الأستاذ فضل سيد غير الأمين، وكتبت له على بريده الخاص بموقعه على الفيس بوك موضحا حقيقة ما كان ومطالبا إياه بعدم اختلاق وقائع لم تحدث بهدف التعريض بي والإساءة إلى سيرتي ومؤكدا له رفضي الدائم للمعاملة التفضيلية وأن في حياتي اليومية ألتقي بالكثير من الناس تشهد على ذلك وأن الألم بسبب الكسر لم يسمح لي بمتابعة الجلبة التي كانت بينه وبين المسؤولة الإدارية. تمنيت أن يدرك الخطأ العمدي الذي وقع به ويعتذر عن الإساءة التي وجهها لي ويملي عليه ضميره أن يخرجني من أمر ربما ظلم هو به إلا أن علاقتي به لم تكن قائمة، وطبعا لم يحدث هذا، وتحول خبر الأستاذ فضل سيد غير الأمين إلى مدعاة جديدة لإطلاق حفلة «سب جماعي» ثالثة ضدي وضد أسرتي وضد أبي وأمي الراحلين دون ذنب اقترفته وبالقطع دون ذنب اقترفه الأحياء أو الأموات من أسرتي، حفلة سب جماعي مصحوبة بتشفٍ رديء في وضعيتي الآن وأنا أصارع لكي أتمكن من رعاية ولديي في الخارج وإدارة حياتي بشكل طبيعي.
وقال «حمزاوي» في ختام شكوته: «هذه بعض روايات الظلم والتشويه والافتراء التي تعرضت لها وأسرتي، فقط خلال الأسبوعين الماضيين، قد تقولون احتسبها عند الله، وأنا أفعل ذلك وأدعوه أن يحفظ اسم أبي واسم أمي وسيرة أسرتي وسيرتي نقية رغم الشائعات والأكاذيب، قد تقولون تحركا قضائيا ضد المسيئين والشتامين وبعضهم من الشخصيات العامة، وأنا لا أرى أن وطنا ومجتمعا يعانيان من إرهاب وعنف وانتهاكات للحقوق وللحريات وتراكم للمظالم ينبغي أن ترهق مرافقهما العامة كالقضاء بمثل هذا الإفك، قد تقولون عليك أن تكتسب الجلد السميك الذي لا غنى عنه لمن يغردون خارج السرب في لحظات الهستيريا، وأنا أحاول جاهدا ومتمسكا بالدفاع عن الحقوق والحريات والديمقراطية التي أؤمن بها إلا أن الجلد السميك هذا لا يريد أن يتلبسني».
واختتم: قد تقولون توقف عن الكتابة وابتعد عن الحياة العامة واتبع مسار غيرك ممن اعترف إنسانيا بعدم قدرته على تحمل حفلات السب الجماعي وحملات نشر الإفك والتخوين والتشويه، وأنا لم أزل على ثقتي في أن الناس بأغلبية كاسحة لا تريد هذا الغث الذي يواجهون به اليوم إعلاميا وفي المجال العام بل يبحثون عن وطن عادل وآمن وديمقراطي ومتقدم لنا جميعا، ولذلك أواصل الكتابة والتوعية. قد تقولون خطأك أنك تركت حياتك في الخارج وجنسيتك الألمانية وعملك الأكاديمي وألقيت بنفسك في مهالك الحياة العامة في مصر دون معرفة بقواعد اللعبة، وأنا أعترف أن إدراكي لقواعد اللعبة في المهالك التي نسميها الحياة العامة كان في أحسن الأحوال سطحيا، وأن هدوء حياتي السابقة يستثير بين الحين والآخر شيئا من الألم على حالي وحال أسرتي اليوم، إلا أنني لست بنادم أبدا على وجودي هنا في مصر التي لن أغادرها ولست بنادم على تنازلي عن جنسيتي الألمانية التي لا أفتقدها ولست بنادم على دور عام لم يحركه إلا الرغبة المخلصة في الإسهام في تقدم مصر وتحولها ديمقراطيا، ومع ذلك، لا أملك إزاء روايات الأيام إلا الشكوى إليكم وطلب تضامنكم الإنساني ودعمكم المعنوي.. إن أردتم».