« المسرح هو متعتي لكن بعيدًا عن السياسة»، هكذا تحدث المؤلف والمنتج أحمد الإيباري، مشيرًا إلى أنه حريص دائمًا على التجديد في أعماله، وأن لديه جمهوره الخاص، وهو ما دفعه إلى تجديد مسرح «نجيب الريحاني» لإيمانه بأن «الجمهور لابد أن يدخل مكان يحترم».
وأضاف «الإبياري»، في حواره مع «المصري اليوم»، أنه ليس قلق من غياب الجمهور، وأن يفضل العمل المسرحي عن السينما والتليفزيون، مشيرًا إلى أن «المسرح السياحي موجود في كل أنحاء العالم».
■ مسرحية «بابا جاب موز»، من أين جاءت الفكرة، وما الأهداف التى تسعى لتوصيلها للجمهور من خلالها؟
- هدفى الأول هو رجوع المسرح لسابق عهده، فمن المعروف عن أعمالي أنها كوميدية تتناول مشاكل إجتماعية، فمشاكل حياتنا اليومية مرتبطة بكل ما يدور حولنا كالسياسة، والأقتصاد، والأخلاق، وخلال أعمالي التي أتناول أفكارها بشكل كوميدي، أحاول دومًا إشعار الجمهور بأنه هو الذي يقف على خشبة المسرح وأن المشاكل التي تعرض على خشبته هي مشاكله، وتلك في الحقيقة معادلة صعبة، لكن في نهاية المسرحية سيعرف الجمهور أن هدفها توجية رسالة لهم.
■ ما السر وراء أرتباط أحمد الإبياري بالعمل المسرحى؟
- حبي للمسرح هو السبب الأساسي لارتباطي به، لأن بداياتي كانت فيه وأستمراري أيضا فيه، ومتعتى أجدها هنا في المسرح، «وبقول اللي أنا عاوزة في المسرح، ودائمًا أحرص علي التجديد فيه بعيدًا عن السياسة، لكن مجتمعنا الآن أصبح خليطًا من كل شئ، وهناك أشياء كثيرة نسيتها الناس، كعادتنا وتقاليدنا وأصولنا، وهناك أناس أيضًا أصبح لا يوجد لديهم أي إنتماء لبلدهم، لكنني أعرض هذه المشاكل بشكل غير مباشر في سياق كوميدي».
■ ما السر وراء إعادتك لترميم مسرح نجيب الريحانى بمالك ومجهودك الشخصي؟ وهل هذا نابع من حرصك على التراث المسرحى؟
- في الحقيقة عندما استلمت المكان لم يكن بمسرح، ولكن فكرت إنه لابد من عرض مسرحياتي في مكان محترم ، وعند دخول الجمهور لابد أن يكون المكان لائق للعرض، وهذا كان واجب عليّ للحفاظ علي شكل العمل المسرحى، وبالفعل تم ترميم المسرح في غضون 70 يومًا، وصرف عليه حوالى 800 ألف جنية.ورغم كل التجديدات التي تكفلت بها، لم يقدم لي أي شخص الشكر، حتى وزارة الثقافة، وخلال العشر سنوات التالية لم يذكر أحد أن هناك شخص أعاد مسرح نجيب الريحانى للحياة.
■ بعد نجاح مسلسل«أبو ضحكة جنان»، لماذا لم نشاهدك بمساحة أكبر في عالم الدراما التليفزيونية؟
- عندما دخلت عالم المسلسلات قصدت هذه النوعية، وعندما تناولت «أبو ضحكة جنان»، كنت أرغب في المشاركة بعمل يظل في ذاكرة التاريخ، وهو عمل مهم جدًا، لأنه يتناول حياة فنان كبير أثر في الوطن العربي كله، وتناولت أيضًا حياة الجيل المحيط به، كأبو السعود الإبياري الذى ساهم في صعود هذا الجيل بكتاباته، فالأهم لى هو أن يكون دخولي لعالم الدراما من خلال مسلسلات على مستوى كبير، لكن أؤكد مرة أخرى أننى أجد متعتي في العمل المسرحى دائمًا، وأنا من الناس الذين حالفهم الحظ كوني أمتلك جمهور مسرحى، وهذا ليس من السهل، والفترة السابقة عندما توقفت عن العمل المسرحي، تسائل الكثيرون لماذا توقف من مصر وخارج مصر.
■ بعد طول غياب 3 سنوات هل يثير قلقك غياب الجمهور عن المسرح ؟
- نحن كصناع وفريق عمل «بابا جاب موز»، هنعمل مسرحية تستحق المشاهدة، وأعتقد أن الجمهور سيحضر، لأن المسرح شئ مهم في حياة المصريين، ولو ذكرت مصر، ستذكر السينما والمسرح، لكن المسرح يتميز عن السينما في شئ مهم وهو أنه من الممكن عرض الفيلم في مصر والدول العربية في نفس الوقت، أما المسرح فأنت مضطر أن تأتى إليه من كل أنحاء العالم لمشاهدته، لذلك هو مصدر جذب كبير جدًا لحركة السياحة.
البعض يطلق على مسرحك اسم «المسرح السياحى»، فماذا تقول عنه؟
- نعم هناك بعض النقاد الذين يصفون مسرحى بـ «المسرح السياحى»، وأقول لهم نعم مسرح الإبياري «سياحى»، وذلك لأن مسارح العالم كلها سياحية، وأكثر جماهير المسرح يأتوا من كل الدول لمشاهدة عروضه، فمن يدعي أن مسرحي هو مسرح سياحى لم يعرف قيمة المسرح السياحى.
■ شهدت دور السينما إقبالًا كثيفًا هذا الموسم، ألم يثيرك ذلك لدخول عالم صناعة السينما؟
- إذا اثارتني السينما، فالمسرح أولى بالأهتمام، حتى أساهم في عودته لمكانته، وعودة الصناعة لرواجها مرة اخرى، لكن إذا نجحت المسرحية ووفقنا فيها، فمن الممكن أن أفكر في دخول عالم السينما.
■ هل راودتك فكرة إنتاج عمل سينمائي لطارق الإبياري؟
- حاليًا طارق يجهز لفيلم سيكون هو المسئول عنه، والعمل من تأليفه وإخراجه وإنتاجه أيضًا، ورغم أن طارق لم يعتمد على أحمد الإبياري في دخول السينما أو التليفزيون، فإنه تربى في مسرحى وتعلم على يد نجوم كبار في المسرح، وهو الآن تخطى مسألة أن يقوم والده بإنتاج أعماله، ومعظم شركات الإنتاج التب لا أعرفها ولا تجمعني بهم علاقة تتعامل معه.
■ هل هناك أعمال أخرى تقوم بكتابتها الآن؟
- كتبت أكثر من عمل خلال 3 سنوات ونصف، وأمتلك 4 مسرحيات، واخترت منهم مسرحية «بابا جاب موز»، وامتلك الآن 3 نصوص أخرى، وحتى الآن لازلت أفكر في كتابة أعمال أخرى.