قال الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إن تركيا لن تحارب تنظيم «داعش» الإرهابي ما لم تتم الموافقة على شروط تركيا بشأن سوريا، وعلى رأسها العمل على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أردوجان: «لقد تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد (داعش)، بشأن ما يجري في سوريا، طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه»، مضيفا «وبدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».
جاء ذلك في التصريحات الصحفية التي أدلى بها الرئيس التركي، على متن الطائرة التي أقلته من العاصمة الأفغانية «كابول» بعد زيارة رسمية للبلاد استغرقت يوما واحدا، والتي أجاب خلالها على أسئلة الصحفيين حول العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام التركي، في الآونة الأخيرة، كما قيّم رحلته لأفغانستان.
وتابع الرئيس التركي قائلا: «ليس واضحاً حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص قاعدة إنجيرليك العسكرية. وحينما نعلم سوف نتم مناقشة الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه، سنوافق على ما نراه مناسبا لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق»، وذلك في رد منه على سؤال متعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقدمت بطلب رسمي باسم التحالف الدولي، من أجل استخدام تلك القاعدة الموجودة في جنوب تركيا، أم لا.
ولفت «أردوجان» إلى وجود أنباء تتردد في الآونة الأخيرة حول اعتزام بعض الدول، تزويد حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري (PYD)، بالسلاح، «لتشكيل جبهة معهم ضد داعش»، مضيفا «لكن هذا الحزب، بالنسبة لنا الآن منظمة إرهابية لا تختلف عن منظمة بي كا كا. وبالتالي فإن من الخطأ أن تنتظر منا الولايات المتحدة صديقتنا، وحليفتنا في الناتو، أن نقول نعم بعد أن وقفت وأعلنت صراحة دعمها لذلك الحزب، فليس من الممكن أن تنتظر منا شيئا كهذا. فنحن لا يمكن أن نوافق على ذلك».
وذكر «أردوجان» أن مسؤولين أمريكيين، والقوات المسلحة التركية، ووزارة الخارجية، ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، مؤكدا أن بلاده لن تتنازل عن المطالب الأربعة التي طرحتها كشروط لمشاركتها في التحالف الدولي.
وفي شأن آخر، تطرق الرئيس التركي إلى «مسيرة السلام الداخلي»، ورد على المطالب التي تقدم بها البعض لتحسين الظروف الإنسانية لـ«عبدالله أوجلان» المفاوض الرئيسي في هذه المسيرة، وقال «أردوجان» في هذا الشأن: «هنا شخص محكوم عليه بالمؤبد، والدولة فعلت كل ما لديها من أجل تحسين هذه الظروف الإنسانية، ولا يوجد لديها أكثر من ذلك. فلا مجال لدينا أن نشتري له فيلا خاصة، ونسكنه فيها. فهو الآن لديه في محبسه غرفتان، فضلا عن تلفاز، وهذه الميزات حصل عليها في عهد حكومتنا، كما أنه بمقدوره اللقاء بـ5 محكومين آخرين موجودين هناك».
وبخصوص «الكيان الموازي» قال الرئيس التركي: «الكيان الموازي أو أي هياكل موازية للدولة، تعتبر أحد العناصر التي تشكل تهديدا لأمننا القومي. وسوف نبحث خلال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي سينعقد الشهر الحالي، مسألة تلك العناصر والتشكيلات الموازية».